كتب- ياسر عبيد في شوارع الزحام والفوضى والفتونة، كل شيء قد يصبح مباحا، السرقة بالإكراه والتثبيت، التحرش بالفتيات، البلطجة وفرض الأمر الواقع، في الوقت الذي يلاحق فيه جهاز الشرطة الجرائم التي تزداد وتيرتها كل يوم.. في المرج وقعت جريمة نتاج الشعور بعدم الأمان وغياب الردع القانوني، بطلها 3 شبان حياتهم فارغة أتت المخدرات على عقولهم وبدلا من الكد في المذاكرة أو العمل أشهروا السلاح في وجوه المارة، وآخر جرائمهم كان استيقاف فتاتين برفقة صبي لم يكمل من العمر 19 عاما، حاولوا التحرش بهما فتصدى لهم الفتى الشهم، حينما حاول الدفاع عن زميلتيه كان نصيبه حفلا من الضرب والطعن بالأسلحة البيضاء.. رزق سمير يرقد الآن بين الحياة والموت في مستشفى المرج متأثرا بإصابته فيما أفلت المجرمون بفعلتهم ولاذوا بالفرار.. وإلى التقاصيل.. «رزق سمير رزق»، طالب، مقيم بمنطقة المرج، يعرف بحبه لأصدقائه خرج برفقة اثنين من زميلاته «روان ومارينا»، عقب انتهاء الدرس الخاص بهم، متجهين لاستقلال وسيلة المواصلات، فجأة اعترض طريقهم ثلاثة من الذئاب البشرية وبدأوا في معاكسة الفتاتين بألفاظ مسيئة، الأمر الذي تصدى له رفيقهما رزق ورد عليهم «عيب كده»، لكن الذئاب الثلاثة كان لهم رأي آخر فقاموا بالتعدي عليه بالألفاظ والشتائم، فحاول الفتى إبعاد زميلتيه من المكان حتى لا تتعرضا لسوء، وأمرهما بالانصراف نحو منزلهما. لم يرق الأمر للشبان الثلاثة فقرروا تلقين الفتى الشهم درسا قاسيا قد يكلفه حياته وانهالوا عليه بالضرب والطعن مستخدمين أسلحة بيضاء، تسببت تلك الطعنات في خروج المعدة خارج البطن بينما استقرت طعنة فوق القلب مباشرة. بعد فوات الأوان تدخل المارة لإنقاذ «الفتى رزق» وقاموا بنقله بصحبة زميلتيه إلى مستشفى اليوم الواحد بالمرج، لمحاولة إسعافه، «التحرير» انتقلت إلى المستشفى للوقوف على حالته الصحية، لكنه اتضح أنه حبيس غرفة العناية المركزة نظرا لسوء وتدهور حالته الصحية. أمام غرفة العناية تجلس سيدة جرحت الدموع وجهها وعيناها ترفضان النوم منذ وقوع الجريمة ونقل رزق للمستشفى، لم يكن صعبا معرفة أنها أم المجني عليه، ضحية الشهامة، «أنا عايزه حق ابني اللي مرمي في العناية». واستكملت الأم «رزق حاول الدفاع عن زميلتيه من التعرض للمعاكسة والتحرش علي يد ثلاثة ذئاب حاولوا اعتراضهما أثناء الخروج من الدرس عشان الامتحانات، فحاول الرد عليهم ولكنهم شتموه وعندما شعر أن الموضوع سيتحول لعراك وشتائم أمر الفتاتين بالذهاب بسرعة نحو ميكروباص لاستقلاله لمنزليهما». تجفف «أم رزق» الدموع التي تتساقط بغزارة، وأضافت «كان دايما يقول لي زمايلي البنات في الدرس يا ماما دول إخواتي»، وتابعت «رزق كان بيسألني يا ماما ليه الشباب بيحاولوا يعاكسوا البنات ويضايقوهم حرام ما يعتبروهم زي إخوتهم».
استكملت الأم «دول معندهمش رحمة قطعوه بالمطاوي في البطن والحوض والصدر وطعنة تسببت في خروج جزء من المعدة خارج البطن»، واختتمت في أسى «الولاد دول ولاد ناس جزارين يعني معاهم فلوس وخايفة الموضوع يعدى من غير حساب، ابني الآن بين الحياة والموت الدكاترة استأصلوا جزءا من المعدة». بوجه ملاكي تبكي مارينا عصام، إحدى رفيقتى رزق يوم الواقعة، وقالت إنه فور انتهائهم من الدرس اتجهوا نحو الميكروباص، حاول بعض الشباب مضايقتها وهي وزميلتها روان، لكن حاول «رزق» الدفاع عنا ولكنهم تعدوا عليه بالشتائم والمطاوي و«سقط سايح في دمه»، فحاولت ومجموعة من الأشخاص نقله إلى المستشفى لإنقاذ حياته. وأضافت أن زميلتها «روان» ظلت موجودة مع أهالي المنطقة لتفريغ الكاميرات القريبة من مكان الواقعة، وفوجئت بأن الكاميرات فارغة. وتابعت حديثها «إن شاء حق رزق هييجي عشان هو دافع عننا زي ما نكون إخواته». كان قسم شرطة المرج قد تلقى بلاغا من مستشفى جراحات اليوم الواحد يفيد استقبال رزق سمير، 19 سنة، مصابا بعدة طعنات بأنحاء الجسد، وبه عدة طعنات بمنطقة الصدر والمعدة وعدة طعنات متفرقة في اليد والقدم.
تم عمل محضر بالواقعة، وبالعرض على النيابة أمرت بسرعة ضبط وإحضار المتهمين في الواقعة وعمل التحريات اللازمة.