ضمن الاستعدادات للاحتفال باليوم العالمى للمتاحف -18 مايو- تقام فى الإسكندرية عدة فاعليات؛ فقد عُقدت ورشة فنية لشباب الفنانين فى مركز محمود سعيد للمتاحف والمعارض بالإسكندرية -افتتاحا في قصر محمود سعيد في منطقة جناكليس عام 2000- الذى يضم ثلاثة متاحف، هى: متحف الفنان محمود سعيد، ومتحف الفنانين: أدهم وانلي وسيف وانلي: ومتحف الفن المصري الحديث. وقد تفاعل الشباب الذين كانوا يختبرون فكرة أن المتحف قد يكون مكانا آخر للتعلم واستلهام الأفكار والتقنيات من الأجداد، مع معروضات هذه المتاحف، فقاموا بتنفيذ أعمال فنية من وحى معايشتهم للمعروضات، وتنوعت طرق التفاعل بين محاولة النقل الحرفى، واستلهام الموضوع الذى تناوله الفنان فى الماضى. وسيقام معرض للأعمال الفنية التى أنتجها الشباب المشاركون فى الورشة، تفتتحه الدكتورة دينا مندور، عميد كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، وإيمان البرعى، مدير مركز محمود سعيد للمتاحف والمعارض، فى السابعة من مساء الخميس، المقبل. كما سيشارك فى المعرض -كضيوف شرف- مجموعة من الفنانين التشكيليين الكبار؛ الذين مروا فى حياتهم الفنية بتجربة الاستلهام الصريح من أعمال متحفية قديمة، أو قاموا بأعمال فنية مأخوذة فكرتها من أحد الأعمال المتحفية، وهم: جرجس بخيت، سمير فؤاد، طه القرنى، عزيزة فهمى، عصام عزت، كريم تاج، محمد كشك، مريم تاج، فؤاد تاج، منى رجب، بالإضافة إلى عمل متميز من مجموعة الفنان عصمت داوستاشى للفنان التشكيلى الرائد محمد ناجى؛ أثناء فترة إقامته خارج مصر. وقبل المعرض؛ وفى الساعة الحادية عشرة صباحا، ستعقد حلقة نقاشية، بقاعة الندوات بمتحف محمود سعيد، تحت عنوان: "الدور الريادى المتحفى فى تنمية الوعى البصرى لدى شباب الفنانين"، وسيدير الحلقة النقاشية كل من: الفنان سمير فؤاد، والفنان عصمت داوستاشى. جدير بالذكر أن وفدا من المجلس الدولي للمتاحف، برئاسة بيتر كيلر، الأمين العام للمجلس، قد قام بزيارة لمدينة الإسكندرية، فى 19 مارس الماضى، لبحث مدى استعدادها لاستضافة المؤتمر الدولى السنوى للمجلس، الذي سيشارك فيه ما يزيد على أربعة آلاف خبير ومتخصص من كل أنحاء العالم. وتخوض الإسكندرية منافسة مع مدينتى: براغ (عاصمة التشيك)، وأوسلو (عاصمة النرويج)، اللتين تقدمتا أيضا بطلب استضافة المؤتمر. وقد قام وفد المجلس الدولي للمتاحف بتفقد قاعة المؤتمرات في مكتبة الإسكندرية ومبنى المكتبة، وزار عددا من فنادق المدينة. والتصويت على المدينة التي ستفوز بتنظيم المؤتمر سيجري في يونيو القادم في مقر اليونسكو بالعاصمة الفرنسية، باريس. أما اليوم العالمى للمتاحف فقد بدأ الاحتفال به في سنة 1977، حيث خرجت الفكرة إلى النور أثناء اجتماع الجمعية العامة للمجلس العالمي للمتاحف (ICOM)، الذى كان يعقد مؤتمره السنوى في العاصمة الروسية، موسكو، وقد تم الاتفاق على أن يكون الاحتفال السنوى باليوم العالمى للمتاحف فى 18 مايو من كل عام، وقد تكون الاحتفالات أبعد من يوم واحد؛ فقد تسبقه أو تعقبه، بحيث لا يقتصر الاحتفال على هذا اليوم فقط، بل قد يستمر على مدى أسبوع بكامله، وربما، وفى حالات نادرة ومخصوصة، يستمر لشهر. والمتاحف التى تشكّل مركزا للحفظ والدراسات والتأمل في التراث والثقافة، لم يعد بإمكانها البقاء بمعزل عن القضايا الأساسية المرتبطة بعصرنا. وقد تغيّر تعريف المتاحف خلال القرنين اللذين عقبا ظهورها، وقد تحولت اليوم إلى "مؤسسات دائمة لا تتوخى الربح تعمل لخدمة المجتمع وتطويره وهي مفتوحة أمام الجمهور، وهى تعمل على حفظ الموروثات المادية للسكان وبيئتهم، وإجراء البحوث بشأنها ونقلها وعرضها لأغراض خاصة بالأبحاث والتعليم والترفيه". والغاية من الاحتفال باليوم العالمى للمتاحف؛ كما تم إقراره هو "إتاحة الفرصة للمختصين في المتاحف للتواصل مع المجتمع، وزيادة الوعي بأهمية المتاحف في تنمية المجتمع، وزيادة الوعي بحقيقة أن المتاحف هي وسيلة هامة للتبادل الثقافي وإثراء الثقافات وتنمية التفاهم المتبادل والتعاون والسلام بين الشعوب"، والتأكيد على أن المتحف ليس فقط مكانا لحفظ الكنوز التاريخية والتراثية والثقافية، بقدر ما هو مركز علمي وثقافي لنشر العلوم والتعريف بالتراث الإنساني. ويشجع المجلس العالمي للمتاحف على مشاركة المتاحف بمختلف أنواعها وتخصصاتها في هذه الاحتفالية، حيث يعمل جاهدا على جمعها سنويا في هذا اليوم لنشر فكرة الشمولية والعالمية التي هي إحدى خصائص هذه الاحتفالية التي تتخطى الحدود الجغرافية والحواجز. وكل عام يجتذب اليوم العالمي للمتاحف مشاركين جددا من كل أنحاء العالم، ففي عام 2017 ، شارك في هذا الحدث أكثر من 36000 متحف في 157 دولة، فى قارات العالم الست، وهو الشيء الذي يؤكد شعبية هذا الحدث وأهميته ومدى حرص الدول على المشاركة فيه. وبمرور الزمن أُدخلت تفاصيل جديدة على الاحتفال، فقد اقترح المجلس عام 1992 تحديد موضوع خاص للاحتفالية، وجاء ذلك نتيجة تزايد أعداد المتاحف المشاركة في الاحتفال، وكان موضوع 1992 هو «المتاحف والبيئة»، أما في احتفالية عام 2008 فقد تجاوز عدد المتاحف المشاركة عشرين ألف متحف من 90 دولة، وكان عنوان الاحتفال «المتاحف وسائل للتغير الاجتماعي والتنمية»، وفي عام 2009 كان موضوع اليوم العالمي للمتاحف "المتاحف والسياحة"، ومنذ عام 2011 يكون الاحتفال بالتعاون مع منظمة التربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، حيث تم الإعلان عن شراكة مع منظمات دولية وإقليمية أخرى تشارك المجلس العالمى للمتاحف فى السعى للحفاظ على التراث، وكان شعار تلك الاحتفالية "المتحف والذاكرة، معروضات تحكى قصتنا"، وفى هذا الإطار تصدر اليونسكو مجلة باسم "المتحف". والموضوع المختار لهذا العام هو "مجمعات المتاحف: طرق جديدة، جماهير جديدة".