لا تزال اليد الخبيثة لقطر تلعب داخل الأراضي الليبية، للحيلولة دون التوصل إلى حل سياسي وإنهاء حالة الانقسام في البلد الممزق جراء الحرب المستمرة منذ 7 سنوات، وتلك المرة جاءت من خلال توجيه الاتهام إلى نظام الحمدين بتفجير مبنى المفوضية الوطنية للانتخابات بطرابلس. أمس، اتهم المتحدث الرسمي للقيادة العامة بالجيش الليبي، العقيد أحمد المسماري، تنظيمي "القاعدة" و"الإخوان المسلمين" بالوقوف وراء التفجير، الذي هز مفوضية الانتخابات بطرابلس. وقال المسماري: إن "الإخوان المسلمين شرعوا في إرسال رسائل، أهمها نسف فكرة الانتخابات نهائيا في ليبيا"، مؤكدًا أن القاعدة وداعش والإخوان في ليبيا هم وجوه متعددة لعملة واحدة، وقد وقفوا مجتمعين ضد الجيش في بنغازي، ويقفون اليوم معا في درنة، وفي طرابلس، ويعتمدون على دعم العرّاب القطري. واعتبر متحدث الجيش الليبي، أن هذه العصابات في طرابلس، والتي تسيطر عليها الجماعة الليبية المقاتلة، ذراع تنظيم القاعدة في ليبيا وكذلك ميليشيات الإخوان المسلمين، في سلة واحدة ومصيرهم قبر واحد، حسب ليبيا اليوم. اقرأ أيضًا: الإرهاب القطري في تونس.. علاقة سرية لتنفيذ مُخطط الشر من جانبه، أوضح المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، عبد الله بليحق، أن السبب الرئيسي في وصول داعش إلى طرابلس، هو تعويل حكومة الوفاق على الميليشيات المسلحة، وعدم حل الأزمة، وأن الجماعات المتشددة التي يدعمها المفتي المعزول الصادق الغرياني وتمولها قطر تسيطر على المدينة. يمكن القول إن سبب ضعف الحالة الأمنية في طرابلس هو عدم سيطرة الجيش الوطني الليبي على المنطقة الغربية، وأن المستفيد من استهداف مقر المفوضية العليا للانتخابات، هم جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بعد خسارتهم الانتخابات البرلمانية عام 2014، ما دفعهم إلى إقامة الحرب وإحراق مطار طرابلس. متحدث النواب أكد أن الإخوان وداعميهم من الدول مثل "قطر وتركيا" يعلمون تمامًا أنه لا مكان لهم في أية انتخابات قادمة، وأن إجراء الانتخابات سيقصيهم من المشهد السياسي، لأن الشعب الليبي قد عرفهم وتعلم الدرس من خلال معاناته في السنوات الماضية، مشيرًا إلى أنهم لا يؤمنون من الأساس بالعملية الديمقراطية، ولا بالصناديق الانتخابية. من جانبها، قالت الحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب: إن "هذا الهجوم الانتحاري الجبان ما هو إلا محاولة يائسة من قبل الإرهابيين وداعميهم لتعطيل المسار الديمقراطي في ليبيا"، وفقًا ل"الوسط الليبية". اقرأ أيضًا: «الحمدين» يسقط في براثن الإرهاب.. أدلة تثبت تورط قطر بتدمير ليبيا وأضافت الحكومة "تابعنا الحملة الشعواء التي شنتها جماعة الإخوان المتأسلمين الإرهابية وكل من يدور في فلكها من خلال رفضها للعملية الانتخابية المزمع عقدها نهاية هذا العام لإنهاء حالة الانقسام السياسي الحاد الذي تشهده البلاد". فالهجوم الإرهابي يأتي تنفيذًا لمخططات هذه الحملة الشرسة التي تريد تقويض المسار الديمقراطي عبر صناديق الاقتراع التي ترفض هذه الجماعات المتطرفة، بأن تكون على رأس السلطة في ليبيا. أما المتحدث باسم الحكومة الليبية المؤقتة حاتم العريبي، فقد أكد أن جماعة الإخوان الإرهابية لا تريد أن يكون هناك انتخابات في ليبيا، حتى تتحرك الجماعات والعناصر الإرهابية بحرية. فجماعة الإخوان الإرهابية، تخشى من فضح أمرها في الانتخابات ورفض الشعب الليبي لهم، حيث ستكون نتائج الانتخابات الحالية أكبر صدمة لهم في ليبيا، حسب العريبي. اقرأ أيضًا: الأممالمتحدة توجه صفعة جديدة لقطر.. «انتهاكات حقوقية ودعم الإرهاب» محللون ومتابعون رجحوا أن حلفاء قطر، هم من يقفون وراء تفجير مقر مفوضية الانتخابات بطرابلس بهدف تدمير قاعدة البيانات المتوفرة لديها، وتعطيل الاستحقاق الانتخابي المرتقب، وذلك بعد أن تبين لهم أنهم يفتقدون شرعية الشارع، وأنهم سيفشلون في صناديق الاقتراع. بينما قال إبراهيم بلقاسم، المحلل السياسي الليبي: إن "الهجوم الإرهابي على مفوضية الانتخابات بطرابلس، كان من جماعة الإخوان الإرهابية". يذكر أن صحيفة "البيان" الإماراتية، كانت قد أكدت سابقًا أن أطرافًا ليبية مرتبطة بنظام الدوحة تعمل حاليًا على خلط الأوراق من جديد في ليبيا، لمنع إجراء الانتخابات المنتظر تنظيمها في النصف الثاني من العام الجاري. ما نود الإشارة إليه، أن الشعب الليبي أدرك اليوم أن وجود جماعة الإخوان في أي مكان لا ينتج عنه إلا الخراب والدمار والفقر والإفلاس وتمزيق المجتمعات وتقسيم الدول.