12 يوما تفصلنا عن رمضان، الشهر المنتظر من قبل الجميع، إذ يلم شمل العائلة على سفرة واحدة يوميًا، بعد أن يستغرق أفرادها فى حياتهم على مدى العام دون أن يتجمعوا بشكل منتظم؛ ومعه يتزين التليفزيون بالبرامج والأعمال الدرامية المتنوعة لتناسب أذواق الجميع، ويشهد موسم رمضان المقبل، منافسة شرسة على المستوى العربي بين الدراما المصرية، ونظيرتها السورية، التي تتعافى بشكل كبير فى السنتين الأخيرتين بعد فترة ركود طويلة مرت بها وتحديدًا منذ اندلاع المظاهرات ضد نظام بشار الأسد في مارس 2011، إذ تراجعت الأعمال الفنية بشكل ملحوظ وعزف المنتجون عن الإنتاج المحلى، واتجهوا إلى الأسواق العربية من أجل استثمار أموالهم وخاصة السوق المصري. وعاد أبطال الدراما السورية من جديد، ومنهم سلاف فواخرجي، وباسل خياط، وباسم ياخور وعباس النوري، وغيرهم من الفنانين الذين يدعمون بلدهم من خلال فنهم، ليزاحموا نجوم مصر الذين يمتلكون شعبية كبيرة على المستوى العربي، في رمضان المقبل، ما جعل القنوات العربية والخليجية تتنافس من أجل الفوز بالعرض الحصري لمسلسلاتهم، ولكن من يفوز؟ مواجهة ساخنة.. المصري يكسب على الرغم من الأزمة الكبيرة التي تعاني منها الدراما السورية بسبب الأحداث السياسية، فإن عام 2018 يحظى بالعديد من الأعمال السورية الهامة، فهناك نحو 20 عملاً تنوع محتواها ما بين التاريخي والدرامي والكوميدي، وهي: مسلسل «هارون الرشيد» وهو عمل تاريخي عن فترة حكم هارون الرشيد، بطولة قصي خولي (لو عاوز تعرف أكتر عن هارون الرشيد الخليفة شوف ده)، مسلسل «المهلب» هو سيرة ذاتية -تاريخي، تدور أحداثه حول المهلب بن أبي صفرة الأزدي أحد ولاة الأمويين، بطولة معتصم النهار ومنذر رياحنة ، وتحظى الأعمال الكوميدية بنصيب الأسد من الدراما السورية، أبرزها: مسلسل «سايكو» تأليف وبطولة أمل عرفة، «الواق.. واق» بطولة رشيد عساف وباسم ياخور، «ميادة وأولادها» بطولة شكران مرتجى، «قسمة وحب» بطولة صفاء جلال ووسام حنا، «يوميات المختار» بطولة زهير رمضان، «سنة ثانية زواج» بطولة يزن السيد، «غضبان» بطولة حسام تحسين بيك و«حريم الشاويش» بطولة زهير رمضان وعبير شمس الدين. وفي الوقت نفسه هناك بعض الأعمال التي ركزت على القضايا الاجتماعية مثل الهجرة والمشاكل الاجتماعية وتأثير الأوضاع السورية على الأهالى والمرأة والتحديات التي تواجهها، من بين هذه الأعمال: مسلسل «وحدان» بطولة نادين خوري، و«كعب عالي» بطولة دجى حجازي وفادي إبراهيم، و«رائحة الروح» بطولة رشا إبراهيم وغادة بشور، و«روزنا» بطولة بسام كوسا وجيانا عيد، تدور أحداثه حول واقع أهل حلب خلال الأزمة السورية، «وهم» بطولة صفاء سلطان، ويتناول حلم الهجرة الذي يسيطر على عقول الشباب، و«جرح الورد» بطولة الليث المفتي، ويتناول الحب والكراهية والعنف وحب التملك، و«ليزهر قلبي» بطولة حنان اللولو ومسلسل «أولاد الشر» بطولة عبير شمس الدين، وذلك بجانب الدراما الرومانسية «الفرصة الأخيرة» بطولة دارين حمزة، و«زهر الكباد» بطولة رهف الرحبي ومسلسل «حدوتة حب» بطولة طوني عيسى. أما الدراما المصرية فهي تتفوق على نظيرتها من حيث عدد المسلسلات المنافسة خلال رمضان المقبل، والتي تزيد على 30 عملًا ما بين الكوميدي والدرامي والرومانسي مع اختفاء تام للأعمال التاريخية والسيرة الذاتية، والقائمة تضم مسلسل «عوالم خفية» بطولة عادل إمام، «طايع» عمرو يوسف، «رحيم» بطولة ياسر جلال، «ليالي أوجيني» بطولة ظافر العابدين، «نسر الصعيد» بطولة محمد رمضان، «اختفاء» بطولة نيللي كريم، «الرحلة» بطولة باسل خياط، «أمر واقع» بطولة كريم فهمي، «كلبش 2» بطولة أمير كرارة، «ضد مجهول» بطولة غادة عبد الرازق، «أيوب» بطولة مصطفى شعبان، «لدينا أقوال أخرى» بطولة يسرا، «فوق السحاب» بطولة هاني سلامة، «لعنة كارما» بطولة هيفاء وهبي، «أبو عمر المصري» بطولة أحمد عز، «رسايل» بطولة مى عز الدين، «أهو ده اللى صار» بطولة روبي، «ممنوع الاقتراب أو التصوير» بطولة زينة، «قانون عمر» بطولة حمادة هلال، «بركة» بطولة عمرو سعد، «السهام المارقة» بطولة شريف سلامة، «مليكة» بطولة دينا الشربيني و«سلسال الدم 5» بطولة عبلة كامل. وتسيطر قضايا الإرهاب وداعش والفكر المتطرف بشكل كبير على كتابة الدراما المصرية على عكس السوريين الذين ينشغلون بتأثير الحياة السياسية على وطنهم (لو فاتك.. 5 مسلسلات رمضانية تفتح النار على الإرهاب)، ولم تغفل الدراما المصرية الأعمال الكوميدية أيضًا فتقدم مجموعة من المسلسلات، هي «الوصية» بطولة أكرم حسنى وأحمد أمين، «ربع رومي» بطولة مصطفى خاطر، «عزمي وأشجان» بطولة حسن الرداد وإيمى سمير غانم، «بالحجم العائلي» بطولة يحيى الفخراني، «أرض النفاق» بطولة محمد هنيدي و«سك على اخواتك» بطولة على ربيع (قد يهمك أيضًا.. نجوم عرب يفضلون الدراما المصرية عن غيرها). القنوات العارضة وشبح التسويق هناك تحد آخر يواجه الدراما السورية على عكس المصرية، وهو شبح التسويق على القنوات الفضائية من أجل عرضها خلال الموسم الرمضاني، فأغلب الأعمال التي دخلت في قائمة مسلسلات رمضان 2018 كانت مؤجلة من العام الماضي، بسبب فشل تسويقها، فى المقابل تحظى الدراما المصرية بشعبية كبيرة وقاعدة جماهيرية في الوطن العربي، مما جعل المنافسة تتسع هذا العام على شراء المسلسلات؛ حيث فازت قناة «أبو ظبي» ب3 أعمال مصرية، وهي: «بركة، السهام المارقة، ومليكة»، قناة mbc ب3 أعمال هي: «أبو عمر المصري، أهو ده اللي صار، رسايل»، قناة «دبي» ب5 أعمال هي: «أهو ده اللى صار، عزمي وأشجان، ضد مجهول، نسر الصعيد، وليالي أوجيني»، شاشة التلفزيون السعودي ب5 أعمال هي: «أرض النفاق، لدينا أقوال أخرى، بالحجم العائلي، طايع، وعوالم خفية». في المقابل، تسويق الأعمال السورية قاصر فقط على القنوات المحلية، وهي: قناة «سوريا دراما»، قناة التليفزيون السوري الفضائية الرسمية وقناة «سما» السورية، أما على المستوى العربي فهناك بعض المسلسلات السورية «روزنا، رائحة الروح، وحريم الشاويش» بجانب المسلسل المصري «سك على اخواتك وقانون عمر» تعرض على قناة nbn اللبنانية، بينما يعرض على bein دراما المشفرة مسلسل «الواق.. واق، جرح الورد وحدوتة حب» (لو فاتك.. الدراما السورية في قبضة الأسد.. تخلف فني وتشويه للإسلاميين). المنتجون ما بين الانتشار والتحكمات كان عزوف المنتجين السوريين عن الإنتاج الدرامي المحلى أحد أسباب ركود السوق السوري مع الثورة السورية عام 2011، وهرب الكثير منهم إلى الأسواق الدرامية التي تتمتع باستقرار إلى حد ما، لكي يستثمروا أموالهم فى أعمال نجاحها ومكسبها مضمون، لنجد أن أغلب الأعمال السورية المشاركة فى موسم رمضان 2018 من إنتاج حكومي «المؤسسة العامة للإنتاج الإذاعي والتليفزيوني» من أجل إنعاش السوق الفني، وإنتاج مشترك بين لبنانوسوريا ودولة الإمارات العربية، أو شركات إنتاج محلية من بينها «إيمار الشام» وشركة «جولدن لاين»، وذلك على عكس الدراما المصرية والتي تقوم على شركات الإنتاج الخاصة بعيدًا عن التليفزيون الحكومي، من أبرز الشركات «العدل جروب، ماجنوم، سينرجي، سكوير ميديا وتي فيجن» (قد يهمك أيضًا.. دراما رمضان 2018 في قبضة من؟). فى النهاية، التنافس جزء من الطبيعة الإنسانية كونه يخرج أفضل ما فينا، لذلك نحن نأمل بأن تخرج الدراما العربية بشكل جيد يحمل قصصًا ومضمونًا عن الوطن العربي، من أجل المنافسة بشكل أوسع على المستوى العالمي.