تقام فى الساعة السابعة من مساء الغد، فى متحف الفن المصرى الحديث- بساحة دار الأوبرا المصرية بأرض الجزيرة فى الزمالك-، ندوة بعنوان: "سعد الخادم.. الأستاذ الإنسان الفنان"، يديرها: الدكتور هشام الديب، ويتحدث فيها كل من: الدكتور مصطفى الرزاز، الدكتورة سرية صدقى، الدكتور حمدى عبد الله. وتقام الندوة فى إطار احتفال قطاع الفنون التشكيلية وجمعية "الامسيا" برائد التربية الفنية الفنان سعد الخادم؛ الذى يقام فى قاعة محسن شعلان بمتحف الفن المصرى الحديث معرض لمقتنيات المتحف من أعماله. وجمعية «الأمسيا» مصر هى المكتب الإقليمى ل"الإنسيا" فى أفريقيا والشرق الأوسط، وهى معنية بالتربية عن طريق الفن، وقد تأسست الجمعية الدولية للتربية عن طريق للفن (إنسيا) فى أعقاب الحرب العالمية الثانية فى القرن العشرين، حيث تستهدف الجمعية المعنيين بالتعليم من خلال الفن من أجل التمكن من تبادل الخبرات وتحسين الممارسات وتعزيز مكانة الفن فى جميع مراحل التعليم، وتمنح الجمعية الدولية جائزة تحمل اسم «هيربرت ريد» (1893- 1968)؛ وهو شاعر وفيلسوف ومؤرخ ورائد دراسات الفن فى التربية وفنون الأطفال والثقافة الفنية وفنون الحداثة، وأحد مؤسسى الجمعية الدولية، وقد نالت الدكتورة سرية صدقى، أستاذ المناهج وطرق تدريس التربية الفنية بكلية التربية الفنية- جامعة حلوان ورئيسة جمعية «الأمسيا» مصر جائزة «هيربرت ريد» عام 2016. أما سعد الخادم فهو فنان تشكيلى ورائد موسوعى فى مجال توثيق الفنون الشعبية، وتمثل كتاباته المتعلقة بمختلف الفنون الشعبية، من أزياء ومشغولات وفنون شعبية، مرجعا رئيسا لكل دارس فى هذه المجالات المتنوعة، وقد شغلت فنون النوبة جانبا هاما من انشغالاته الجمالية والأكاديمية، فقد رسم بيوت النوبة عام 1960؛ بعد الرحلة الشهيرة التى قام بها مع مجموعة من الكتاب والفنانين، وكذلك رسم العمل فى السد العالى عام1965، وحصل على الجائزة الثانية فى التصوير فى بينالى الإسكندرية عام 1967، وقد أقام العديد من المعارض الخاصة بأعماله خلال11 عاما من 1944 وحتي 1955 وشارك فى العديد من المعارض الجماعية ليتوقف عن الرسم والتصوير عام 1970 ليواصل مساهماته فى الثقافة الشعبية واهتمامه بالأبحاث المتعلقة بهذا المجال، وكذلك الدراسات والمقالات التى تلقى الضوء وتكشف عن التراث والهوية، وقد أثرى المكتبة بسلسلة من الدراسات كتبها أوائل الستينيات عن الحرف والفنون الشعبية وبلغت مؤلفاته تسعة عشر كتابا بدأها عام 1953 وختمها عام1981. والفنان سعد الخادم يصور موضوعاته من الطبيعة بلمسات لونية صريحة عنيفة نشعر معها بإحساسه الانفعالى القوى وانعكست فيها اهتماماته المنهجية العلمية والبحثية التى تمثل أساس التوجه لفكره الإبداعى فجاءت الألوان بهذه الصراحة والقوة تعبر عن الجانب الشعبى الذى نلمسه فى ألوان العناصر الشعبية التى أفنى عمره فى البحث والتنقيب عنها وتأصيلها وتوثيقها. وعلى الصعيد الشخصى مثل زواجه من الفنانة عفت ناجي؛ الشقيقة الصغرى للفنان الرائد محمد ناجى، حالة فنية واجتماعية متميزة؛ فعفت تأثرت بأجواء مسقط رأسها الإسكندرية، وبريادة شقيقها الفنية، وقد أتاح لها ذلك أن تعمق دراستها للرسم والجداريات فى الأكاديمية المصرية للفنون بروما بين عامي1947 و1950، إبان تولى شقيقها إدارتها، ورسمت بعد عودتها مجموعة من الأعمال زينت جدران مستشفى المبرة للأطفال، وأقامت أول معارضها عام 1948 فى القاهرة. ولقد كان لسعد الخادم تأثير كبير فى ابداع الفنانة عفت ناجى بعد زواجهما عام 1954 لتترك التأثيرية؛ ذلك المنهج الذى اتخذته طابعا لأعمالها فى بدايتها الفنية لتتخذ من الطلاسم والرموز والعناصر الشعبية أساسا لإبداعها وتتخذ من التعاويذ موضوعات أعمالها، وقد كان تأثيره بمثابة "الانقلاب" فى أسلوبها فشاركها أعمالها عن النوبة تلك الأعمال الخشبية الصرحية التى وضعت تصميمات منها البارز والغائر فيها ثم وضعت عفت ناجى لمساتها ورسومها مستلهمة الأفكار والرموز السحرية الشعبية. نشأ سعد الخادم فى القاهرة، فقد ولد عام 1913 لأب طبيب مهتم بالثقافة والسياسة، أتم تعليمه العام ليبتعث إلى إنجلترا عام1936 زميلا للفنان الفيلسوف حامد سعيد والفنان راتب صديق ليعودوا جميعا عام 1939 بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية، وتتلمذ على يدى سعد الخادم الكثيرون من نجوم الحركة التشكيلية الآن فى مصر, فقد عمل أستاذا بكلية التربية الفنية منذ إنشائها فى الأربعينيات كمعهد يلتحق به خريجو الفنون الجميلة والتطبيقية لمدة عامين، وقد أشرف علي 20 رسالة ماجستير و15 رسالة دكتوراه. وعقب وفاة سعد الخادم كتب الدكتور عبد الحميد يونس مقالا فى مجلة "الفنون الشعبية" عدد ديسمبر 1987 عنوانه "سعد الخادم ودوره فى دراسات الفنون التشكيلية الشعبية"، ذكر فيه أن "الخادم رائد عظيم من رواد الدراسات المتخصصة فى الفنون التشكيلية، ولقد أسهم فى الدفاع عن هذه الفنون وفى الكشف عن ملامحها العربية والمصرية، ودفعه هذا التخصص إلى تصحيح الكثير من الآراء والأحكام المتعلقة بمكانة الطابع الشعبى، وهو من الذين استطاعوا أن يجمعوا بين مقومين مهمين من مقومات الفنون الشعبية بعامة والتشكيلية منها بخاصة. وهذان المقومان هما: العراقة - التى تصدر عن الأصالة، والتطور- الذى يصدر عن مسار الحياة القومية والاجتماعية، ومن هنا لا بد أن نسجل فضل هذا الرائد الكبير فى وصل الفن بالحياة والمجتمع". وفى عام 2001 تم افتتاح متحف عفت ناجى وسعد الخادم بحى الزيتون بالقاهرة، يضم المتحف مجموعة من الأعمال الفنية للفنانة عفت ناجى والفنان سعد الخادم تبلغ 198 عملاً وكذلك مجموعة من القطع الفخارية الشعبية، بالإضافة إلى مكتبة خاصة بالفنانين بها كتب نادرة. ويعد المتحف وعاءً لحفظ تراث الفنانين عفت ناجى ورفيق رحلة حياتها الفنان والمعلم سعد الخادم باعتبارهما اثنين من أعلام الفن فى مصر فى النصف الثانى من القرن العشرين ورائدين فى مجال الفن الشعبى ودراسته.