"المصالحة مع الإخوان" شعار رفع أكثر من مرة فى أقل من شهر، ففى مطلع شهر إبريل الجارى طالب الإعلامى عماد أديب بالتصالح مع المتعاطفين مع الإخوان، وقبل نهاية الشهر خرج القيادى الإخوانى المنشق، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، كمال الهلباوى، بالمطالبة صراحة بالمصالحة مع الإخوان. ودعا الهلباوى إلى تشكيل مجلس حكماء يضم شخصيات عربية ودولية مشهود لها بالنزاهة، لقيادة وساطة تاريخية فى مصر، تنهى حالة الصراع القائمة بين الدولة المصرية والإخوان، غير أن الدعوة لم تكن فردية بل لاقت ترحيب وقبول أمين التنظيم الدولى إبراهيم منير، قائلا: إن الجماعة مستعدة للتعاطى والتجاوب مع أية وساطة محايدة لإنهاء الأزمة فى مصر". المصالحة مقبولة بشروط وقال أيمن عبد العال، نائب رئيس حزب الوفد وعضو الهيئة العليا للحزب، إن مبدأ المصالحة مقبول شريطة ألا تكون المصالحة مع من تلوثت أياديهم بالدماء، فالمصالحة مع الإرهابيين الذين ارتكبوا أعمالا إرهابية ضد الوطن سواء بالتحريض أو ارتكاب الفعل غير مقبولة على الإطلاق. وأوضح نائب رئيس حزب الوفد ل"التحرير"، أن الشعب فى الوقت الراهن غير قابل لفكرة المصالحة، خاصة أن المجتمع جنى ثمار وصول الإخوان للحكم من قتل وتخريب وتدمير فى البلاد، الأمر الذى يجعل من أى محاولات لعودة الجماعة للمشهد السياسى غير مطروحة على أجندة المجتمع. وتابع: يتعين على من ينادى بالمصالحة أن يعمل على تهيئة المناخ فى المقام الأول، وذلك بالعمل على حث الجماعة على التبرؤ من العنف وتقديم الاعتذار للمجتمع بكل شرائحه وأن تغلب الجماعة المصلحة العليا على المصالح الشخصية، وفى الوقت نفسه يحاسب كل من تورط فى الإرهاب والعنف، وفى هذه الحالة تتم المصالحة مع الأشخاص الذين لم يتورطوا فى أعمال إرهابية. الدولة لا ترغب فى المصالحة وأكد مصطفى أمين، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن مبادرة كمال الهلباوى للمصالحة تعد مبادرة شخصية منه حتى وإن جاءت بالتنسيق مع التنظيم الدولى للجماعة، وذلك لأن الأخير تربطه علاقات جيدة بالتنظيم وأفراده، الأمر الذى دفع أمين التنظيم إبراهيم منير إلى قبول المصالحة. وأوضح الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن الدولة المصرية لم تتقبل تلك المبادرة، خاصة أن الهلباوى دعا إلى تشكيل مجلس دولي لإجراء المصالحة، الأمر الذى سيرفضه النظام باعتبار أن المصالحة شأن داخلى ولن يسمح لأطراف دولية بالتدخل فى المصالحة، مشددا على أن اختيار الهلباوى لتشكيل مجلس دولى للمصالحة جاء نتيجة لرؤيته فى أن يلعب المجلس وسيلة قوية فى الضغط على الجماعة وأطرافها فى الداخل والخارج للانصياع لشروط المصالحة حيال إبرامها. وأضاف أمين ل"التحرير" أن الدولة فى الوقت الراهن لا ترغب فى المصالحة، لعدم وجود فائدة منها، خاصة أن الجماعة أصبحت ضعيفة وغير قادرة على الحشد، وبالتالى فإن المصالحة مع الجماعة ليست على طاولة النظام فى الوقت الحالى. وتابع: إن الدولة تعى جيدا أن إبرام المصالحة فى الوقت الراهن سيصطدم مع قوى عديدة تدعم النظام الحالى، وفى مقدمتهم أهالى الشهداء الرافضون وبقوة لأى محاولات للمصالحة، فضلا عن القوى الرافضة لسيناريوهات الإخوان عقب نشوب ثورة الثلاثين من يونيو. مرفوضة جملة وتفصيلا وأوضح القيادى بحزب التجمع، نبيل زكى، أن دعوات المصالحة مع الإخوان "مرفوضة" جملة وتفصيلا، مؤكدا أن مجرد مناقشتها عبر وسائل الإعلام أمر يغضب كثيرا من أبناء المجتمع، خاصة أن تلك الدعوات لم يعد لها مكان بين أبناء المجتمع المصرى، على حد تعبيره. وأوضح نبيل زكى ل"التحرير"، أنه فى الوقت الراهن لم يعد هناك أشخاص قادرون على الاستماع لمصالحة، وذلك لأن الجماعة أراقت دماء الكثير من المصريين، سواء من المدنيين أو أبناء القوات المسلحة والشرطة والقضاء، واستهداف للقوى الداعمة لثورة 30 يونيو. وأضاف زكى ل"التحرير" أن "الإخوان" تواطأت فى حق الدولة فى مواقف كثيرة، فضلا عن التعامل والتعاون مع الدول المعادية للدولة المصرية، الأمر الذى جعل من المجتمع رافضا وبقوة لكل محاولات ومساعى التصالح مع الجماعة.