ما تشهده المنطقة الجنوبية، لا يمكن حصره بأنه صراع قبلي، خاصة بعدما ظهرت ميليشيات إفريقية وأجنبية تقاتل بجانب بعض القبائل، ليتحول بعد ذلك الجنوب الليبي إلى حرب أهلية. بالأمس، اتفقت ليبيا والسودان والنيجر وتشاد، خلال اجتماع دبلوماسى عسكرى أمنى فى عاصمة النيجر "نيامى" على تنسيق جهود قواتها المسلحة لمحاربة "الجريمة المنظمة العابرة للحدود" فى منطقة الساحل. وقالت الدول الأربع، فى بيان مشترك، صدر في ختام الاجتماع: "اتفقت الدول الأربع على وضع آلية تعاون لتأمين الحدود المشتركة ومحاربة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، بحسب موقع النشرة اللبناني. اقرأ أيضًا: الجنوب الليبي.. بوابة «الساحل الإفريقي» لتغيير خريطة التحالفات فمنطقة جنوب ليبيا أصبحت بؤرة لتهديدات خطرة ومستدامة تطال الدول الأربع، كما أصبحت قاعدة للمنظمات الإرهابية وللمهربين من كل الصنوف، وللمجموعات المسلحة المناوئة للدول المجاورة، حيث تتمارس هذه المجموعات تجنيد المرتزقة وتزيد الأزمة الليبية تفاقمًا. وأثار الانفلات الأمني، هاجسًا داخليًا من فقدان السيطرة على المنطقة الجنوبية لصالح الميليشيات المسلحة، في الوقت الذي يواصل الأهالي نزوحهم نحو الشمال هربًا من أتون الحرب. ووفقًا ل"الشرق الأوسط"، فقد بدأ التحرك القبلي والعسكري المشترك لملاحق المتشددين في ورفلة والقذاذفة والحساونة والمشاشية والتبو والطوارق بمساعدة دول الساحل الإفريقي. اقرأ أيضًا: حفتر في الجنوب الليبي.. تحذيرات بالتدمير واندماج وطني المطالع للأحداث يعي جيدًا أن تشكيل قوة عسكرية مشتركة لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل الإفريقي، ليس وليد اللحظة، خاصة بعد أن موافقة مجلس الأمن والاتحاد الأوروبي على منحة قدرها 50 مليون يورو لقوامها من أجل مواجهة الميليشيات المسلحة على المناكق الحدودية، بحسب الصحيفة. في حين قال طلال الميهوب، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي: إن "المؤسسة العسكرية اتخذت اللازم حيال الفوضى وعدم الاستقرار في الجنوب، وهي من ستبسط الأمن وليس ميليشيات الحرابة والتطرف" وذلك بالتعاون مع دول الساحل، وفقًا ل"ليبيا اليوم". أما الهيئة التشادية للثورة الشعبية المعارضة، اعترفت بتعرض أحد معسكراتها للقصف الجوي من قبل طائرات سلاح الجو التابعة للجيش الليبي في منطقة الجنوب. وأوضحت أن أحد معسكراتها في عمق الصحراء الليبية تعرض للقصف مخلفًا أضرارًا مادية كبيرة، وهو ما دفع الميليشيات المسلحة، إلى تحذير المشير خليفة حفتر وقوات الجيش. تحركات الجيش الليبي، جاءت بعد الاتفاق مع الدول الإفريقية المشاركة في العملية العسكرية ضد ميليشيات الجنوب الليبي، بحسب العربية. اقرأ أيضًا: انتخابات ليبيا.. هل ينجح «حفتر» في إنهاء الانقسام المجتمعي؟ من جهة أخرى واصل سلاح الجو التابع ل الجيش الليبي قصف مواقع العصابات التشادية المعارضة التي تتخذ من مواقع بالصحراء الليبية تمركزات لها. وبحسب شعبة الإعلام الحربي، فإن مقاتلات الجيش نفذت عمليات جوية جديدة ضمن عمليات تأمين الجنوب باستهداف موقع تتمركز فيه بعض الميليشيات المسلحة، حيث كبَد القصف العصابات المسلحة خسائر فادحة في الأرواح والعتاد والآليات، وذلك في المنطقة الواقعة جنوب غرب جبال الهروج. واستهدفت الغارات رتلاً مكونًا من 11 آلية، منها 6 مسلحة تم تدميرها بالكامل، وأن هذه الجماعات تخترق الأراضي الليبية لممارسة أعمال التهريب والإرهاب، وفقًا ل"ليبيا اليوم". ويشهد الجنوب الغرب من ليبيا توترات أمنية من فترة إلى أخرى وتنشط فيه مجموعات مسلحة مختلفة بعضها تابع لحكومة الوفاق والآخر يتبع لعملية الكرامة، كما تنشط مجموعات تعمل على تهريب الوقود والمهاجرين والسطو المسلح.