تستعد ليبيا لإجراء انتخابات رئاسية قبل نهاية سبتمبر 2018، في خطوة قد تنهي الانقسام بن الأطياف المتصارعة، لكن يبدو أن هناك أطرافا خارجية تبحث إطالة أمد الأزمة. البداية مع الحملة الترويجية لقناة الجزيرة القطرية، لما ينادي به عناصر تنظيم الإخوان بليبيا، بالمطالبة بإجراء الاستفتاء على الدستور أولًا قبل إجراء الانتخابات، بحسب بوابة المرصد. اقرأ أيضًا: ليبيا تسير نحو الهاوية.. «السراج» يشعل شرارة الحرب ضد حفتر ويرى مراقبون، أن دخول "الجزيرة" في هذا الوقت يأتي لدعم تيار الإخوان في مساعيهم الداعية لإرباك المشهد السياسي الليبي، والذي يعيش حالة من الإرباك من أساسه. وفي هذا الإطار، عكف إخوان ليبيا على بث السموم بين الخصوم السياسيين، خشية عودتهم مُجددًا إلى المشهد العام، مما يؤثر تباعًا على قوتهم في الأراضي الليبية. وظهر ذلك من خلال اتهام أيمن بوراس، المتحدث باسم سيف القذافي، لعدد من الجماعات ومنهم إخوان ليبيا، بمحاولة اغتيال "سيف" عدة مرات للتخلص منه ولمنعه من الظهور مجددًا في المشهد السياسي. "بوراس" قال: إن "عددًا من الجماعات ومنهم جماعة الإخوان وتنظيم (داعش) و(ميليشيات مسلحة)، إضافة إلى دولة قطر وبعض الدول المعاونة، حاولوا اغتيال سيف القذافي". وأشار إلى أن تلك الجماعات هاجمت سيف منذ أن كان مسجونا ولم يرحبوا بقرار الإفراج عنه، وأن محاولات الاغتيال دُبرت بواسطة "ميليشيات" يرأسها أسامة جوالي وعماد الطرابلسي المسيطران على بعض الجماعات في منطقة زليتن (غرب ليبيا)، بحسب راديو "فرنسا الدولي". اقرأ أيضًا: انتخابات ليبيا.. هل ينجح «حفتر» في إنهاء الانقسام المجتمعي؟ الهجوم في هذا التوقيت، أثار عدة تكهنات حول دلالته، وهل له علاقة بالتنافس في الانتخابات المنتظرة أم هو استكمال لحملة الهجوم على إخوان ليبيا والتي قامت بها عدة أطراف من قبل. الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، أكد أن هذه الاتهامات تسير ضمن الترتيبات التي يقدم فيها سيف القذافي نفسه مُرشحًا للانتخابات المُزمع إجراؤها، وهذا ما دأب عليه خصوم الإخوان عند خوض أي انتخابات تشهدها البلاد، وفقًا ل"ليبيا اليوم". محلل سياسي، أوضح أن الأمر كله مُتعلق بمعركة الانتخابات القادمة، لكن بخصوص إخوان ليبيا، فقد فشلوا في عمل أي تحالفات خلال الست سنوات الماضية، وهم في خصومة مع كثير من التيارات وليس سيف الإسلام القذافي بمفرده. فالهدف الحقيقي هو انضمام سيف الإسلام للفريق المعادي للإخوان وقطر، فذلك الحل هو الوحيد أمام نجل القذافي حال ترشحه للانتخابات، حيث يجب عليه محاولة استرضاء الجزائر، إضافة للإمارات ومصر، بحسب ليبيا اليوم. ويجب الإشارة إلى أن سيف الإسلام، لا يصنع عداوات حاليا بقدر ما يحاول عرض نفسه، والبحث عن تمركز جديد له في الإطار الإقليمي، والمسار الدولي. الناشط السياسي الليبي، خالد السكران، اعتبر الأمر معركة تكسير العظام بين المرشحين وأيضًا بين الدول، موضحًا "لا أعتقد أن ترشح سيف هو سبب أي محاولة اغتيال، وإنما بسبب ما يملكه الأخير من أسرار". اقرأ أيضًا: الانقسام يضرب صفوف إخوان ليبيا بسبب أمريكا بينما يرى المحلل السياسي الليبي، خالد الغول، أن رد إخوان ليبيا على تصريحات سيف الإسلام بشأن محاولة اغتياله ستكون باهتة، بل ربما تخدم "جماعة سيف" التي تتحدث وكأن ماضيها مشرق، لكن الرأي الشعبي في إخوان ليبيا محسوم كونهم غير مرغوب فيهم الآن". وتابع: "أعتقد أن الاتهامات هي خطاب لأجل استفزاز الإخوان، لكن من يلقي بالتهم جُزافًا دون أدلة قاطعة، قد تُدخله السجن أو تعرضه للعقاب حسب القانون الليبي، "جاهل" ولا يعلم عن ماذا يتحدث. لا شك أن أي تصريحات تصدر حاليا بين القوى السياسية تدخل في إطار "حملات تشويه" بين كل الأطراف التي تسعى إلى حكم ليبيا. وتشهد ليبيا صراعات متعددة بين منظمات تسعى للسيطرة على البلاد، وذلك في أعقاب مقتل الزعيم معمر القذافي 2011، قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية.