أثار إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إقالة مستشاره للأمن القومي، إتش آر ماكماستر، وتعيين السفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة، جون بولتون خلفًا له، جدلاً في الأوساط السياسية. صحيفة "الجارديان" البريطانية، قالت في تقريرها اليوم الأحد، إن "قرار ترامب يتناسب مع أجندته السياسية، لكنه قد يتسبب في كارثة عالمية". حيث يعد جون بولتون، واحداً من صقور المحافظين الجدد، فضلاً عن كونه دبلوماسيًا متعصبًا، يؤيد استخدام الولاياتالمتحدة لقوتها بشكل منفرد، ورافض للدبلوماسية الدولية، كما يؤيد التدخل العسكري الوقائي، سعياً وراء ما يعتبره مصالح أمريكا. اقرأ أيضاً: يدعم قصف إيران وكوريا الشمالية.. من هو «بولتون» مستشار ترامب للأمن القومي؟ وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من العواقب الفادحة، بعد حادث الحادي عشر من سبتمبر، التي خلفتها أيديولوجية المحافظين الجدد، وفكرة الأحادية المتغطرسة، والقومية الأمريكية الأولى، لم يعترف بولتون أبداً بالخطأ، فضلاً عن مطالبته بتغيير النظام بالقوة في إيران وكوريا الشمالية. ويأتي تعيين "بولتون" في وقت صعب؛ فمن المقرر عقد قمة مشتركة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون، إلا أن بولتون، الذي من المفترض أن تكون مهمته جعل الاجتماع ناجحاً، قد رفض بالفعل هذه الخطوة باعتبارها مضيعة للوقت، ورأى أن الضربة الأمريكية الأولى، ستكون أفضل رد على أسلحة كيم. والسيناريو المحتمل الآن، هو أن الجانب الأمريكي سيطرح مطالب يعلم أنه لا يمكن تقبلها، مثل وقف برنامج الأسلحة النووية ونزع السلاح من جانب واحد، ثم يأتي بعد ذلك "بولتون" ليلوم بيونج يانج على الفشل اللاحق، ويقول "أننا حاولنا.. لذلك لا يوجد بديل إلا القصف". اقرأ أيضاً: بولتون يدعو ترامب لبحث نزع السلاح النووي لكوريا الشمالية وأشارت "الجارديان" إلى إيران، قائلة إنها "الهدف التالي"، موضحة أن "بولتون" من أكبر مؤيدي فرض العقوبات الأمريكية على طهران، الأمر الذي سيؤدي بطبيعة الحال لسلسلة من ردود الفعل العنيفة المترتبة على الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تؤدي في أسوأ الحالات إلى توسيع الصراع السوري ليصبح حربًا إقليمية. وقد تمتد سياسات "بولتون" العدائية إلى الصين وروسيا أيضًا، فهو لديه تاريخ حافل من عدم احترام حلفاء أمريكا وتقويض المؤسسات التعاونية الدولية مثل الأممالمتحدة. كل هذا قد يناسب أجندة ترامب الحمقاء والقومية، لكنه ينذر بوقوع كوارث في العالم بأسره، وفقاً للصحيفة. يذكر أن أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استبدال مستشاره للأمن القومي، إتش آر ماكماستر، بالسفير الأمريكي السابق لدى الأممالمتحدة، جون بولتون. وبعد سلسلة من الإقالات والاستقالات في فريقه خلال الأشهر الماضية، قال ترامب: "أنا سعيد أن أعلن انه ابتداءً من التاسع من أبريل 2018 سيكون جون بولتون مستشاري الجديد للأمن القومي".