شرعت مصر في خطوتها الأولى نحو امتلاك أكبر مجمع لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم بمدينة بنبان بأسوان، باعتبارها أكثر مناطق العالم من حيث تركيز أشعة الشمس، وكان يوم أول من أمس، شاهدًا على هذه الخطوة، بعد الاحتفال بتدشين تشغيل أول محطة طاقة شمسية لإنتاج 50 ميجاوات، من إجمالي قدرات مستهدف توليدها دخل مجمع بنبان ب1750ميجاوات. "التحرير" كانت حاضرة التدشين، ورصدت ظهور اللبنة الأولى للمشروع لإنتاج الكهرباء من أول محطة طاقة شمسية بأرض بنبان. 50 عاملا في البداية الحاج أشرف سنجك، أحد أهالي بنبان، وعضو لجنة التنسيق مع المستثمرين لتسهيل عملهم بأرض المشروع، تحدث عن فخره بالمحطة، وكيفية عمل أبناء بنبان بالمحطة، قائلًا: "إن العمل بالمحطة بدأ ب50 عاملا، حتى وصل إلى 700 عامل، بخلاف السائقين وبعض المهن الأخرى". تركيب 7 آلاف لوح شمسي يوميًا.. ونقل العمال مسافة 12 كم وأضاف سنجك ل"التحرير" أن العمل في البداية كان يشهد حركة ضعيفة، ورويدًا رويدًا وصل العمال لتركيب 7 آلاف لوح طاقة شمسية في اليوم، ليتمكن أبناء بنبان في النهاية من تشغيل أول محطة داخل المجمع الشمسي ببنبان وتركيب 200 ألف لوح شمسي. ولفت سنجك إلى أنه كان يتم نقل العمال في أتوبيسات سياحية من القرى المحيطة إلى أرض المشروع، والتابعة لمجلس قرى بنبان من الأقرب فالأقرب، ونقل العمال من القرى إلى أرض المشروع بمسافة 12كيلومترا، منوهًا بأن بعض التخصصات النادرة تم استقطابها من خارج المحافظة، كون المشروع يعد مشروعا قوميا والهدف واحد. عقود عمل لمدة 25 سنة كما أشار إلى أن العمال كانوا يحصلون على وجبات وتأمين، وتابع: تم عمل تقارير يومية عن كفاءة العمال بمحطة إنفنتي، وبناءً عليه تم اختيار أكفأ عمال للاستمرار في المحطة للعمل بمرحلة الصيانة بعد انتهاء التركيب، وتم إبرام عقود معهم لمدة 25 سنة، مدة عمل المحطة، وعددهم يتراوح ما بين 100 و150 عاملا من أبناء بنبان. وأكد سنجك أن هذه المحطة من ضمن 39 محطة، من المفترض أن يتم تشييدها داخل مجمع بنبان للطاقة الشمسية لإنتاج 1750 ميجاوات، وحتى الآن هي محطة واحدة التي بدأت تعمل وهي محطة إنفنتي لإنتاج 50 ميجاوات، مختتمًا حديثه بتمنيه استمرار تشييد المحطات الأخرى، لمواصلة إتاحة فرص العمل أمام أبناء بنبان، واصفًا المشروع بأنه "مشروع خير عظيم" وسيفيد الدولة وأسوان، موضحًا أن أسوان بها 3 مشاريع عملاقة تحتاج إلى الطاقة لتعمل. الألواح مصمة للبحث عن الشمس منذ سطوعها حتى غروبها بدوره، قال المهندس إبراهيم زاهر، رئيس مجلس إدارة الشركة المنفذة لمشروع محطة إنفنتي ببنبان، إن العمل بدأ في 10 فبراير 2017، وانتهوا من المشروع مع نهاية 2017، أي خلال 10 أشهر فقط، منوهًا بأن قوة المشروع في البداية كانت تضم 5 مهندسين مصريين، وقرابة 3 مهندسين أجانب، ومع كبر حجم العمل، بدأ تواجد أكثر من 25 مهندسا بأرض المشروع. وأوضح زاهر ل"التحرير" أنه بعد إنجاز أول محطة لإنتاج الكهرباء بأرض المشروع ببنبان، اكتسب المشروع ثقة البنك الدولي والبنك الأوربي لتمويل المشاريع القادمة، وعن عملية توليد الطاقة من خلال الطاقة الشمسية بالمحطة، فأوضح أن المحطة تعمل منذ بداية سطوح الشمس، والخلايا مصممة على "اللف والبحث عن الشمس والاتجاه نحوها صعودًا وهبوطًا وتسطحًا حتى موعد غروب الشمس". 37 ألف كيلو متر لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية ببنبان وكانت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، قامت بالتنسيق والتعاون مع الجهات المختلفة لتنفيذ الأنشطة المختلفة لإنشاء مشروعات الطاقة الشمسية بمنطقة بنبان، لإتاحة الأراضي للمستثمرين بنظام حق الانتفاع، وبلغ إجمالي المساحة المخصصة لمشروعات إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام أنظمة الخلايا الشمسية حوالي 37 كم2. وتم تقسيم الأراضي إلى مساحات مختلفة بعدد 45 قطعة أرض تكفي لإنشاء مشروعات لإنتاج الكهرباء من الخلايا الشمسية بقدرة إجمالية تصل إلى حوالي 1750 ميجاوات. بخلاف توفير مساحة 50 ألف متر مربع في الأرض الشاغرة وغير المستغلة بموقع بنبان لمدة عامين لإقامة منطقة خدمات لوجيستية لصالح جميع المستثمرين كونها ضرورة فنية لازمة لتنفيذ ما ورد بالموافقة البيئية الصادرة عن جهاز شئون البيئة.