أثار الهجوم التركي الذي وقع على الأراضي السورية، يوم السبت الماضي، اهتمام الصحف الدولية، حيث قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية: إن "هذا الهجوم قد يشكل كارثة للولايات المتحدةالأمريكية". وعللت الصحيفة السبب وراء هذا الأمر، بأن الغرب لا يستطيع أن يفقد دور أنقرة كقوة تعويضية للسلم الذي فرضته روسيا، لذلك لم يقم باتخاذ أي رد فعل قوي، وهذا يعني أن بإمكان أنقرة المضي قدمًا في محاولاتها الرامية إلى دفع الأكراد السوريين إلى الخروج من محافظة عفرين في شمال غرب سوريا، وقد يؤدي هذا الأمر إلى توصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى اتفاق مع دمشقوموسكو". وأكدت "في حال تم التعاون بين تركياوموسكو، فستكون روسيا قادرة على المضي قدمًا في حلها السياسي من أجل سوريا الذي سيناقش في مؤتمر الحوار الوطني السوري، وهو حدث تشارك في رعايته كل من تركياوإيران، ومن المقرر أن يعقد في منتجع سوتشي على البحر الأسود في 29-30 من يناير الجاري". وتابعت الصحيفة أن الغرب يخشى أن ينظر فلاديمير بوتين إلى مؤتمر سوتشي كبديل لمحادثات السلام التي تقودها الأممالمتحدة، وتأكيد السلطة الروسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، كما يمكن أن يكون وسيلة لجعل الأسد مسؤولًا عن بعض التغييرات الطفيفة في الدستور السوري، وهو ما قد يمثل كارثة بالنسبة لواشنطن، خاصة بعد قيام وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، بإلزام إدارة ترامب بإيجاد حل سياسي في سوريا ينطوي على عزل بشار الأسد والميليشيات التي تقودها إيران. ونوهت "الجارديان" بأن أحداث الأيام القليلة الماضية تشير إلى أن تركياوروسيا قد تكونا على وشك التوصل إلى اتفاق بالفعل، والذي يتضمن انضمام موسكو إلى الحملة التركية لإضعاف الأكراد السوريين على حدودها. من جهة أخرى، اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد في عفرين جاءت نتيجة للاستفزازات الأمريكية. وقالت الوزارة في بيان رسمي: إن "العوامل الرئيسية التي أسهمت في تطور الأزمة في هذا الجزء من سوريا، هي الخطوات الاستفزازية التي اتخذتها واشنطن بهدف عزل المناطق التي يسكنها الأكراد، وأن رد الفعل السلبي لأنقرة نتج عن محاولة واشنطن إنشاء قوات حدودية في المناطق المجاورة لتركيا، إضافة لإجراءات أخرى يقوم بها الأمريكيون للإطاحة بنظام الأسد ودعم الجماعات المسلحة". وأوضح البيان الروسي أن العمليات غير الخاضعة للرقابة التي يقوم بها البنتاجون لتسليح تشكيلات مؤيدة للولايات المتحدة في شمالي سوريا، أسهمت في التصعيد السريع للتوتر في المنطقة وقيام القوات التركية بعملية خاصة. وشددت وزارة الدفاع الروسية في بيانها على أن هذه الأعمال غير المسؤولة التي يقوم بها الجانب الأمريكي في سوريا تقوض عملية السلام وتعيق المفاوضات السورية في جنيف، والتي يجب أن يشارك الأكراد فيها بشكل كامل. كانت القوات التركية، أطلقت السبت الماضي، هجومًا بريا وجويًا ضد أهداف جماعة وحدات حماية الشعب الكردية في مدينة عفرين في شمال غرب سوريا، وهي العملية التي أطلقت عليها أنقرة "غصن الزيتون".