حَمَّلَت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان صدر عنها يوم أمس السبت روسيا المسؤولية عما تتعرض له مدينة عفرين من قصف وهجمات من جانب تركيا. وقالت: إننا "نعلم جيدا أن الجيش التركي ما كان له أن ينفذ هذا الهجوم دون موافقة القوى الدولية، وعلى رأسها روسيا التي تنشر قواتها في عفرين، وعليه فإننا بقدر ما نُحمل دولة الاحتلال التركية مسؤولية هذه الهجمات، فإننا نحمل روسيا أيضًا مسؤولية هذه العملية، ومسؤولية أي مجزرة قد يتعرض لها المدنيون" واعتبرت وحدات حماية الأكراد أن الجيش التركي يسعى من خلال القصف الجوي إلى إخلاء عفرين وإجبار المدنيين على النزوح، ومن ثم حشد مرتزقتها في المنطقة. من جانبه كشف مسؤول كردي رفيع عن أن "أكراد عفرين" رفضوا اقتراحًا روسيًا بإخلاء المنطقة، في حين أكدت القوات الكردية عزمها على إفشال "المخطط التركي" والدفاع عن عفرين. وقال إلدار خليل القيادي في حركة المجتمع الديمقراطي الكردية: إن "روسيا طلبت منا تسليم مناطقنا للنظام السوري ولكننا لم نقبل، ولن نسلم أراضينا، سوف ندافع عن جميع مناطقنا". وأضاف المسؤول التركي "لن نستكين لألاعيب ومخططات الفاشية التركية.. إننا نؤكد ونجدد عزمنا وإصرارنا على الدفاع عن تراب عفرين وشعبها". من جانبه، دان المجلس الوطني الكردي في سوريا التدخل التركي في عفرين، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته ووضع حدّ للتصعيد الحاصل ونزع فتيل الأزمة وحماية المناطق الكردية. وحسب الجانب الكردي، فإن الغارات الجوية التركية التي بدأت بعد ظهر أمس بمشاركة 72 طائرة حربية، استهدفت 100 نقطة على الأقل، بينها مواقع مدنية ومواقع لوحدات حماية الشعب في مدينة عفرين وريفها، وأسفرت عن إصابة 13 مدنيا على الأقل، إضافة إلى مقتل 6 مدنيين و3 مقاتلين أكراد.
من جهة أخرى، اعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا ضد الأكراد في عفرين جاءت نتيجة للاستفزازات الأمريكية. وقالت الوزارة في بيان في بيان رسمي: إن "العوامل الرئيسية التي أسهمت في تطور الأزمة في هذا الجزء من سوريا، هي الخطوات الاستفزازية التي اتخذتها واشنطن بهدف عزل المناطق التي يسكنها الأكراد، وأن رد الفعل السلبي لأنقرة نتج عن محاولة واشنطن إنشاء قوات حدودية في المناطق المجاورة لتركيا، إضافة لإجراءات أخرى يقوم بها الأمريكيون للإطاحة بنظام الأسد ودعم الجماعات المسلحة". وأوضح البيان الروسي بأن العمليات غير الخاضعة للرقابة التي يقوم بها البنتاجون لتسليح تشكيلات مؤيدة للولايات المتحدة في شمالي سوريا، أسهمت في التصعيد السريع للتوتر في المنطقة وقيام القوات التركية بعملية خاصة" وشددت وزارة الدفاع الروسية في بيانها على أن هذه الأعمال غير المسؤولة التي يقوم بها الجانب الأمريكي في سوريا تقوض عملية السلام وتعيق المفاوضات السورية في جنيف، والتي يجب أن يشارك الأكراد فيها بشكل كامل". وأشارت إلى أن قيادة القوات الروسية في سوريا اتخذت تدابير لضمان سلامة الجنود الروس الذين كانوا في منطقة عفرين، حيث بدأت القوات المسلحة التركية "عملية خاصة" ضد الأكراد. وأضافت أنه تم نقل الفريق العامل التابع لمركز المصالحة بين الأطراف المتحاربة والشرطة العسكرية في منطقة عفرين إلى منطقة تل رفعت لمنع الاستفزازات المحتملة، واستبعاد الخطر الذي قد يهدد حياة الجنود الروس وأمنهم، وأن المركز الروسي للمصالحة يراقب الوضع في منطقة "تل رفعت".