سوق الانتقالات أو ال«ميركاتو» سواء كان صيفًا أو شتاءً، يكون مُهمًا للغاية في رسم ملامح موسم الفريق وفقًا للصفقات، التي يُبرمها لتدعيم صفوفه، بما فيها من نواقص فنية. أشهر مطاعم المأكولات السريعة، عندما تقوم بطلب «أوردر» يقومون بسؤالك: هل تُريد عرض «الكومبو»؟ وهو بالطبع مُتعارف عليه بإضافة (البطاطس + المشروب) إلى الوجبة الرئيسية. الزمالك على طريقة ال«كومبو» حصل على مُهاجم مصر المقاصة، نانا بوكو، وضم عماد فتحي «فوق البيعة»، مُقابل التخلي عن الثُلاثي أحمد مجدي، ومحمد رمضان وصلاح عاشور (ليست المرة الأولى)، وعلى الرغم من سوابق الزمالك، لما لا يتألق «فتحي» على عكس المُتوقع؟ الصفقة بشكل عام أراها ناجحة للفارس الأبيض، فمع إقالة نيبوشا لسوء النتائج، وقدوم إيهاب جلال (الأمر الذي شهد اعتراضًا من أبناء الزمالك)، حدد المُدير الفني الجديد طلبه الأول، وهو التعاقد مع الغاني، نانا بوكو، الذي دربه في فريق المقاصة، استنادًا إلى استيعابه طريقته لعبه، ومع امتلاك الزمالك 4 لاعبين أجانب على ذمته، بدأ تهميش الغاني الآخر، اتشيمبونج، وإبعاده عن الصورة تمهيدًا لرحيله. إدارة الزمالك استجابت لطلب المُدير الفني، وطلبت من الفريق الفيومي، التعاقد مع «بوكو» ليبدأ التفاوض، الذي انتهى بحصول القلعة البيضاء على خدماته مُقابل التخلي عن 3 لاعبين لفريق المقاصة، تم ذكرهم سابقًا (لن يضيفوا للزمالك شيئًا)، وفي المُقابل حصل الأبيض على اللاعب الذي يحتاجه «بوكو»، ولاعب آخر «فوق البيعة»، وهو لاعب الوسط، عماد فتحي، دون أن يدفع الزمالك أي مبالغ مادية. الصفقة هي ليست الأولى التي يُبرمها الزمالك على طريقة «الكومبو»، فمع قدوم المجلس الحالي، تكرر هذا الأمر في سابقتين، الأولى في موسم الانتقالات الصيفية (2015)، عندما استهدفت القلعة البيضاء التعاقد مع محمد سالم، لاعب المُقاولون العرب، المُتألق وقتها، نظرًا لافتقاد الفريق لوجود مُهاجم «سريع»، كما كان الفريق في حاجة وقتها للتعاقد مع ظهير أيسر بعد رحيل عبد الشافي لبلاد الحرمين والاعتماد على حمادة طلبة أغلب أوقات الموسم (رغم تألقُه بعض الأوقات)، مع تدني مُستوى أحمد سمير، الظهير الأيسر الآخر في قائمة الفريق. تمت الصفقة مُقابل 6 ملايين ونصف المليون، بواقع 4 ملايين مٌقابل محمد سالم و2.5 مليون جنيه مُقابل شريف علاء، الذي هو في الأساس «مسَاك»، لكن لعب الموسم مع ذئاب الجبل كظهير أيسر بسبب إصابة ظهيرهم الأساسي، على فتحي (الطريف أنه قدم للزمالك لاحقًا ولم يُشارك أيضًا)، فيما رحل علاء في مُنتصف الموسم مُتجهًا إلى بتروجيت، وهو ما لا يختلف كثيرًا عن حال الصفقة الأساسية (سالم) الذي لم يُشارك كثيرًا، وأُعير للاتحاد السكندري ثُم لبتروجيت. الصفقة الكومبو الثانية كانت في صيف (2016)، ومرة أُخرى من مصر المقاصة، استهدف الفارس الأبيض ضم ثُنائي الفريق الفيومي، محمود دونجا الذي قدم موسمًا جيدًا (سجل هدفًا في الزمالك)، ومحمد مُسعد الذي صال وجال وتألق للغاية خاصة أمام ناديي القمة، وسجل في كليهما، ومع حاجة الفريق الأبيض إلى ظهير أيمن بعد رحيل عُمر جابر للاحتراف في صفوف بازل، حصل الزمالك على لاعب آخر من المقاصة «فوق البيعة» هو الظهير الأيمن للفريق حسني فتحي (مُقابل 2.5 مليون جنيه لكُل لاعب)، الذي عاد أدراجه مطلع الموسم الحالي (بعد أداء مُخيب مع الزمالك)، وهو نفس حال مُسعد الذي باختلاف السبب (كثرة الإصابات، ولم يلعب كثيرًا)، أما دونجا فهو الوحيد المُتواجد حاليًا في صفوف القلعة البيضاء، وبدأ في استعادة مُستواه المُعتاد مع المُدير الفني، الذي يعرفه جيدًا، إيهاب جلال، بعد تقديمه أداءً جيدًا عند قدومه، ثُم تراجع أداؤه تدريجيًا، بشكل أثار استغراب مُشجعى القلعة البيضاء. ليتكرر الأمر للمرة الثالثة، ويُبرم الزمالك صفقة «كومبو» مع فريق المقاصة نفسه، فهل يُخالف عماد فتحي توقعاتنا، ويتألق مع القلعة البيضاء على عكس أسلافه؟.. لننتظر ونرى.