"لقد فشلتم، وستفشلون في خططكم المستقبلية أيضًا"، هكذا غرد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي، موجهًا كلماته للولايات المتحدة وبريطانيا. تغريدة خامنئي جاءت بعد انتهاء المظاهرات التي اندلعت في البلاد نهاية العام الماضي، وأسفرت عن مصرع 21 شخصًا واعتقال العشرات. شبكة "فايس نيوز" الأمريكية، أشارت إلى أن العديد من المراقبين الأجانب أكدوا أن احتفال خامنئي بانتهاء المظاهرات، يخفي وراءه واقع جديد وخطير، حيث إن المظاهرات الأخيرة غيرت كل شئ. وكشفت المظاهرات عن حالة الإحباط التي يشعر بها المواطنين من القيادة الإيرانية، وأصبحت أكثر انتشارًا وعمقًا مما يظن أي شخص، وانتشرت بعيدًا عن الليبراليين في العاصمة طهران إلى المناطق النائية الأكثر محافظة. وأكد عدد من المراقبين أن المظاهرات ما هي إلا تعبير من الشعب عن غضبه من التراجع الاقتصادي ومعدلات البطالة، والفساد، وارتفاع أسعار المنتجات الغذائية والوقود، بالإضافة لذلك، فإن المظاهرات ترفع احتمالات إحداث تغيير يلوح في الأفق في القيادة الإيرانية. فبعد 3 عقود في السلطة انتشرت العديد من الأقاويل أن المرشد الأعلى للبلاد البالغ من العمر 78 عامًا مصاب بالسرطان، ولم يعد بإمكانه الاستمرار في الحكم. وأشار محللون إلى أن إيران مُسرعة في طريقها إلى أكبر تغيير سياسي في البلاد منذ تولي خامنئي منصبه في 1989، وهو ما دفع النخبة السياسية في البلاد إلى الدخول في "صراع العروش". فيما أكد تريتا فارسي رئيس المجلس الأمريكي الإيراني، أن كل شئ يحدث الآن، يأتي في سياق الصراع المستمر والحاد عن خليفة خامنئي المقبل. وأضاف "فارسي" أن المرشد الأعلى المُقبل سيحدد اتجاه إيران على مدار العقدين المقبلين على الأقل أكثر من أي عنصر آخر، موضحًا أن الثورة الإسلامية في 1979، وضعت نظام سياسي يقوم على انتخاب الرئيس كل 4 سنوات، إلا أن السلطة المطلقة تقع في يد المرشد الأعلى وأضافت "فايس نيوز" أنه منذ تولي خامنئي المرشد الأعلى الثاني، لعب دورًا رئيسيًا في وضع البلاد بمسارها الحالي. وأشارت إلى أن خامنئي الذي كان ينظر إليه في السابق على أنه رئيس صوري، وأصبح هو المسيطر، ووضع سياسات البلاد بدءًا من البرنامج النووي الإيراني، وصولًا للتدخل العسكري الخارجي في اليمن وسوريا والعراق. وعلى أرض الواقع تقع مهمة اختيار المرشد الأعلى المقبل على لجنة دينية تسمى "مجلس خبراء القيادة"، إلا أن باتريك كلاوسون مدير الأبحاث في مركز واشنطن للشرق الأدنى، يرى أن مجموعة من رجال الدين كبار السن، ليسوا هم من يتخذون هذا القرار. وأضاف محللون أن مغادرة خامنئي المرتقبة لمنصبه، تسببت في اندلاع معركة داخلية بين الإصلاحيين المعتدلين - أنصار الرئيس الحالي حسن روحاني، والمحافظين مؤيدي "خامنئي"، بالإضافة إلى احتمال دخول الحرس الثوري الإيراني على خط المواجهة. ويشير "كلاوسون" إلى قول العديد من التقارير بأن المظاهرات الأخيرة التي اندلعت في مدينة مشهد المؤيدة لخامنئي، وقف وراءها في البداية محافظون بغرض الهجوم على روحاني، إلا أنها خرجت عن السيطرة لتهاجم الإصلاحيين والمحافظين على السواء. وأضاف أن العديد من المتظاهرين في البلاد كانوا يقولون "نحن لا نأبه للصراع بين الإصلاحيين والمحافظين، فليذهبوا إلى الجحيم"، و"يمكن القول الآن إن هناك قناعة بأن الطبقة العاملة العادية في جميع أنحاء البلاد غير راضية عن الجمهورية الإسلامية، وهذا تغيير كبير"، موضحًا أن هذا التغيير يضيف عنصرًا جديدًا في اختيار المرشد الأعلى الجديد، وهو "الاضطرابات الشعبية". وتابع كلاوسون "ما تريده النخبة السياسية في طهران، هو تغيير متواضع في إطار النظام الحالي، وهذا ما كانت ترفضه المظاهرات".