بسبب انقسام المحافظين وتوحد صفوف الإصلاحيين والمعتدلين, نجح التيار المعتدل في العودة إلي السلطه في إيران بعد ان فاز المرشح الرئاسي حسن روحاني في مفاجأة من العيار الثقيل برئاسة الجمهورية الإيرانية. وكان مسئول ايراني قد أكد في وقت سابق من عصر أمس انه تم فرز23 مليون بطاقة, وحصل السيد روحاني علي75,11 مليون صوت في38621 مركز اقتراع من اصل58764 مركزا. وذلك بعد إقبال شعبي تجاوز80% من الناخبين علي عكس المتوقع.ووفقا لهذه النتائج اشار المراقبون الي ان روحاني أصبح الرئيس الحادي عشر لإيران وخليفة الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد. ومن غير المرجح أن تؤدي الانتخابات إلي تغيير ملموس في العلاقات بين طهران والغرب, لكن روحاني أشار قبل فوزه بالانتخابات فإنه سينتهج سياسة خارجية أقل صدامية من نجاد, وأن يضع ميثاقا للحقوق المدنية في الداخل. وجاء أقرب منافسي روحاني المرشح المحافظ محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران الذي جاء في المرتبة الثانية بفارق كبير حيث حصل علي نحو3.5 مليون صوت بينما حصد محسن رضائي الرئيس السابق للحرس الثوري علي2.5 مليون صوت. وقبل الإعلان عن النتائج, شكر روحاني في بيان أنصاره الذين بذلوا جهودهم لصنع هذه المعجزة. وأضاف أن هذه المشاركة والوحدة( بين الإصلاحيين والمعتدلين) ستساعد ايران علي سلوك طريق جديدة. وفي هذه الأثناء, قال آية الله علي خامنئي المرشد الأعلي للثورة الإيرانية إن الانتخابات الرئاسية تصويت علي الثقة في الجمهورية الإسلامية بصرف النظر عن نتيجتها. وأضاف علي حسابه الرسمي علي تويتر إن التصويت لأي من المرشحين تصويت للجمهورية الإسلامية وتصويت علي الثقة في النظام. بينما أعلن حجة الإسلام محمد محمدي رئيس خامنئي أن المرشد الأعلي يدعو المرشحين في الانتخابات الرئاسية إلي مساعدة الرئيس المنتخب. وقال محمدي إن الرئيس القادم يحتاج إلي مساعدة الآخرين لأنه سيتحمل أعباء مسئولية إدارة شئون البلاد خلال الأعوام الأربعة القادمة, وهي مسئولية ثقيلة. و أعربت معظم الصحف الإيرانية عن ارتياحها للتصويت الكثيف معتبرة ان الشعب صنع ملحمة. وفي تطور أخر, كشفت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية عن أن الحرس الثوري الإيراني أنشأ مجموعة من السجون السرية في المناطق السكنية بعد إصدار القيادة الإيرانية مجموعة من الأوامر بالاستعداد لأزمة أمنية في أعقاب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية. ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي غربي قوله إن خامنئي أصدر أمرا مباشرا للحرس الثوري باستخدام السجون لاعتقال النشطاء لمنعهم من المشاركة في احتفالات انتصار روحاني. وأشار الدبلوماسي إلي أن خامنئي يخشي ما تكرار سيناريو2009 بعد إعلان فوز نجاد, وأنه سيستخدم هذه السجون لوأد حركة التظاهرات في مهدها. وفي أول رد فعل إسرائيلي علي الانتخابات الإيرانية, صرح موشيه يعالون وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الانتخابات الرئاسية في إيران لن تحدث أي تغيير في سياسيات طهران الخارجية لأن خامنئي هو صاحب السلطة المطلقة. وجاءت تصريحات يعالون خلال اجتماعه مع نظيره الأمريكي تشاك هاجل في العاصمة الأمريكيةواشنطن حيث ناقشا قضايا مهمة لسياسات وأمن الدولتين بما في ذلك إيران وسوريا والعلاقات الإسرائيلية- الأمريكية. وأضاف يعالون: إننا قلقون للغاية جراء التقدمات في المشروع النووي الإيراني, وقلقون مما لانعرفه عن هذا المشروع.وأضاف أنه يتعين علي المجتمع الدولي أن يكون أكثر صرامة مع إيران علي الصعيد الدبلوماسي وفيما يتعلق بالعقوبات ويوضح أن الخيار العسكري مطروح علي الطاولة. يفتح باب الحلول أمام بلاده روحاني.. وجه إيران المعتدل طهران-وكالات الانباء: اعتمد حسن روحاني64 عاما المفتاح كشعار يفترض أن يفتح باب الحلول أمام إيران وكذلك اللون البنفسجي. واستفاد من انسحاب المرشح الإصلاحي الوحيد محمد رضا عارف كما تلقي دعم الرئيسين السابقين المعتدل أكبر هاشمي رفسنجاني والإصلاحي محمد خاتمي. وكان روحاني هو المسئول عن المفاوضات حول الملف النووي بين2003 و2005 إبان رئاسة خاتمي. وهو يدعو إلي مزيد من المرونة في المفاوضات مع القوي العظمي لتخفيف العقوبات المفروضة علي إيران والتي تسببت بأزمة اقتصادية حادة. كما شغل العديد من المناصب البرلمانية, والتي تضمنت منصب نائب رئيس البرلمان وممثل آية الله خامنئي في المجلس الأعلي للأمن القومي. كما أنه يرأس حاليا مركز الأبحاث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام, وهو أحد الأجهزة الاستشارية العليا لخامنئي. وغالبا ما يوصف روحاني بكونه معتدلا أو محافظا براجماتيا. وكان يوجه انتقادات علنية لخطابات الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد التي كان يصفها بأنها غير محسوبة أو مدروسة, وأنها تعود بالضرر الكبير علي الدولة. وخلال المظاهرات الطلابية التي خرجت مناهضة لإغلاق إحدي الصحف الإصلاحية عام1999, تبني روحاني موقفا شديدا بإعلانه أن من ألقي القبض عليهم في تلك المظاهرات بتهمة التخريب وتدمير ممتلكات الدولة سيواجهون عقوبة الإعدام إذا ما ثبتت إدانتهم. إلا أنه وفي وقت لاحق, أبدي دعمه للمظاهرات التي اندلعت عقب انتخابات عام2009 ووجه انتقاداته للحكومة لمعارضتها ما كان يراه من حق الشعب في التظاهر السلمي. يذكر أن روحاني يجيد اللغة الإنجليزية والألمانية والفرنسية والروسية والعربية, كما أنه حاصل علي درجة الدكتوراة في القانون من جامعة جلاسجو كاليدونيان باسكتلندا.