حث رجل الدين الإيراني المتشدد أحمد خاتمي، المصلين في خطبته على التعامل مع من ينظمون المظاهرات في مختلف أنحاء البلاد ضد الحكومة والنخبة الدينية بأنهم أعداء للإسلام. وأضاف خاتمي وهو من أشد منتقدي الرئيس الاصلاحي حسن روحاني في صلاة الجمعة بمسجد الامام الخوميني في طهران "لا يتعين إبداء أي رحمة معهم". وذكر خاتمي وهو عضو بارز بمجلس الخبراء أعلى هيئة دينية في البلاد "بالاخص هؤلاء الذين يحرقون الاعلام يتعين أن يتلقوا أعلى عقوبة ممكنة". وفي مسعى لاظهار أنه مازال يحظى بدعم الشعب، أطلق النظام مظاهرات في طهران في أعقاب صلاة الجمعة. وفي طهران، شارك في المسيرات عشرات الآلاف، في حين شارك مئات الآلاف في احتجاجات بأنحاء البلاد. وسرعان ما تحولت تلك المظاهرات إلى احتجاجات مناهضة لروحاني، كما طالب المتظاهرون بتوقيع عقوبة الاعدام على من تم القبض عليه خلال المسيرات التي جرت أوائل الاسبوع. ووفقا لوزارة الداخلية، شارك نحو 42 ألف شخص في الاحتجاجات المناهضة للنظام حتى الآن، بينما شارك مئات الآلاف في مسيرات دعم مؤسسة الحكم. وفي الانتخابات، يبدو الوضع صعبا للغاية. ففي السنوات الأربع خسر المرشحون المقربون من رجال الدين أربعة انتخابات مهمة لصالح الإصلاحيين. ويبدي الكثير من سكان العاصمة قلقا من احتمال حدوث اشتباكات بين مؤيدي ومعارضي النظام، لكن لم ترد تقارير عن وقوع صدامات عنيفة حتى الآن. ومن المقرر أن يعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا حول المظاهرات، بعد ظهر اليوم الجمعة، بناء على طلب من الولاياتالمتحدة. ويتهم المرشد الأعلى علي خامنئي أعداء إيران وهو مصطلح يستخدم دائما للإشارة إلى الولاياتالمتحدة وإسرائيل بتحريض الاحتجاجات، بينما يصر الرئيس روحاني على أن من الخطأ إلقاء اللوم لهذا الحراك على وجود مؤامرة أجنبية. ويخرج آلاف الايرانيين إلى الشوارع منذ 28 ديسمبر للاحتجاج ضد تكاليف المعيشة المرتفعة والبطالة وسياسات طهران في الشرق الاوسط والمؤسسة الدينية في البلاد، بقيادة الزعيم الروحي علي خامنئي. وحذر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اليوم الجمعة من "إعطاء انطباع بالتدخل من الخارج، بطريقة غير طبيعية، في الشؤون الداخلية لإيران"، في حين شدد على أن الاتحاد الأوروبي يواصل متابعته للتطورات عن كثب. ويبدو أنه كان ينتقد في ذلك دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإحداث تغيير في إيران، مشيرا إلى أن "الدبلوماسية هي فن اللباقة". كان ترامب قد غرد دعما للشعب الإيران في العديد من المرات هذا الأسبوع، واعدا الإيرانيين بمساندة الولاياتالمتحدة مطالبا النظام بعدم إيذاء المحتجين. وكانت السلطات الإيرانية - بما في ذلك قائد الحرس الثوري الإيراني - قد هددت المتظاهرين بعقوبات قاسية جدا. ويقول الكثير من المحللين الإيرانيين إن معارضي روحاني هم وراء تنظيم المظاهرات في البداية للاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية بالبلاد. غير أن المسيرات جاءت عكس الغرض منها لتنصب الاحتجاجات على القيادة الحاكمة كلها بالبلاد بما في ذلك المؤسسة الدينية.