• محللون: رفع العقوبات الدولية عن إيران عزز أسهم روحاني • خامنئي قد يلجأ لسياسة «تقليم الأظافر» لمنع وصول الإصلاحيين إلى «مجلس الخبراء» على وقع إنجاز تنفيذ الاتفاق النووى بين إيران والدول الكبرى ورفع الأخيرة العقوبات التى كانت مفروضة على طهران بسببه، تتجه أنظار المحللين والمسئولين إلى الداخل الإيرانى ومستقبل العلاقة بين المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله خامنئى، والرئيس الإصلاحى حسن روحانى، ولا سيما مع اقتراب انتخابات مجلس الخبراء الشهر المقبل وهو المعنى باختيار وعزل المرشد. فبعد رفع العقبوات الدولية التى كانت مفروضة على طهران بسبب برنامجها النووى، بدأت أسهم الرئيس روحانى السياسية فى الصعود على المستوى الداخلى، إلا أن محللين اعتبروا أن هذا الأمر سيؤدى إلى احتدام الصراع على السلطة بين النخبة المنقسمة، مشيرين إلى أنه لا يمكن لروحانى أن يعول على المساندة السياسية فى الداخل من المرشد الأعلى الذى قد ينزعج من تنامى نفوذ الرئيس ويستخدم صلاحياته ل«تقليم أظافره»، خصوصا أن طهران واقتصادها مقبلان على مرحلة جديدة تتسع معها نفوذها فى منطقة الشرق الأوسط. وبحسب صحيفة «هافنجنتون بوست» الأمريكية، فإن الفضل فى نجاح روحانى وهو براجماتى مهد انتخابه فى عام 2013 الطريق أمام تحسن العلاقات مع العالم الخارجى يرجع إلى أعلى سلطة فى إيران. فقد أيد الزعيم الأعلى آية الله على خامنئى الاتفاق النووى متجاهلا المتشددين الذين يرفضون التعامل مع واشنطن. ونقلت الصحيفة عن مسئول إيرانى كبير له صلة بالمحادثات مع القوى الست والتى قادت إلى تحجيم إيران لأنشطة برنامجها النووى فى مقابل رفع العقوبات التى شلت اقتصاد البلاد «كل خطوة اتخذتها الحكومة وافق عليها الزعيم. الزعيم حمانا من ضغوط المتشددين». لكن المتشددين القلقين من تنامى نفوذ روحانى وشعبيته عقدوا العزم على إظهار حدود سلطة الرئيس فى الداخل إذ يعارضون أى تحرر سياسى. وبحسب محللين، يخشى المتشددون فى النظام الإيرانى من أن يكافئ الناخبون الذين يأملون تحسن مستويات المعيشة بعد رفع العقوبات المرشحين الموالين لروحانى فى الانتخابات البرلمانية، وانتخابات مجلس الخبراء التى تجرى الشهر القادم. وقال مسئول إيرانى كبير آخر للصحيفة «زادت شعبية روحانى حتى بالمقارنة بعام 2013 بسبب نجاحه النووى. سيساعد ذلك حلفاءه كثيرا على الفوز بأغلبية فى الانتخابات». وأضاف: «الناس يعلمون أن سياسة روحانى أنهت عزلة إيران ومشكلاتهم الاقتصادية. إنه بطلهم». ومن المرجح أن تكون انتخابات مجلس الخبراء أساسية فى تحديد المسار المستقبلى لإيران، فخامنئى خضع لجراحة فى البروستاتا فى عام 2014 وإذا لم يتمكن الزعيم البالغ من العمر 76 عاما من القيام بمهام منصبه بسبب مرض ألم به فسيكون على مجلس الخبراء اختيار خليفة له. إلا أن نفوذ روحانى المتزايد قد يؤدى إلى خلاف مع خامنئى. وقال المحلل السياسى، حميد فرح فاشيان «نفوذ روحانى السياسى سيزيد بسبب التقدم الاقتصادى وستتم إعادة هذا التوازن من خلال المزيد من الضغوط الداخلية». وأضاف: «دون مباركة خامنئى لا يمكن لروحانى مواجهة خصومه». وقال مسئول سابق، لم تذكر الصحيفة اسمه «فيما يتعلق بالمسألة النووية روحانى وخامنئى فى مركب واحد. لكن خامنئى سيدعم المتشددين فى خلافاتهم السياسية مع المعتدلين». ومن المرجح أن يلجأ المتشددون إلى أسلوب اتبعوه ونجح فى الماضى، وهو العثور على أسباب لاستبعاد مرشحين موالين لروحانى. وقال المحلل السياسى سعيد ليلاز: «أتوقع أياما عاصفة قبل الانتخابات. ستزيد الضغوط على روحانى وحلفائه وسيشمل ذلك استبعاد أعداد كبيرة من المعتدلين». وقد يستهدفون كذلك الناشطين السياسيين والصحفيين المتعاطفين مع الرئيس. ونقلت وكالة رويترز، عن صحفى مؤيد للإصلاح، طلب عدم نشر اسمه إن المتشددين «سيعوضون انتصار روحانى بالمزيد من الاعتقالات للنشطاء وستستدعى المحاكم المزيد من الصحفيين». وبحسب الصحيفة، انتقد روحانى من حين لآخر الحملات على النشطاء والصحفيين لكنه لم يبذل جهدا يذكر لوقفها. ومن غير المرجح أن يمتد الصراع الداخلى الإيرانى إلى السياسة الخارجية. وقال مسئول أمنى كبير «إنه قرار اتخذته السلطات العليا فى إيران. يظهر ذلك أن هناك توافقا على السياسة الخارجية بين صناع القرار». ورغم أن القيادة الإيرانية اختارت تبنى سياسة خارجية أقل تصادمية مما كانت عليه فيما مضى، إلا أن المسئولون يقولون إن إعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع «الشيطان الأعظم» الولاياتالمتحدة يظل غير وارد. وقال ليلاز: «إيران تبنت بالفعل سياسة خارجية معتدلة. حتى العداء للولايات المتحدة تحول إلى عداء محكوم». وأضاف: «شهدنا ذلك خلال واقعة احتجاز البحارة واقتحام السفارة السعودية».