كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، في تقريرها اليوم الأربعاء، عن احتجاز صحفيين من وكالة "رويترز" في ميانمار، قائلة: إنه "تم إدانتهم من قبل النيابة العامة بانتهاك قانون الأسرار الرسمية". وأوضحت الصحيفة أنه تم القبض على وا لوني (31 عاما)، و كياو سو أو (27 عاما) خلال عملهما على تغطية أزمة الروهينجا في ولاية راخين في 12 ديسمبر الماضي، بعد أن اتهمتهما الشرطة بانتهاك قانون "الأسرار الرسمية" من خلال الحصول على أوراق سرية هامة من قبل بعض رجال الشرطة. من جانبه قال زاو أونج محامي الصحفيين: إن "المدعي العام وجَه الاتهام رسميًا لهما في جلسة الاستماع اليوم"، موضحًا أنه قد يتم سجنهم لمدة تصل إلى 14 عامًا حال إدانتهم". وأوضح "أونج" أنه طالب بالإفراج عنهما بكفالة، لكن القاضي قال: إنه "سينظر في هذا الطلب وسيصدر الحكم فى الجلسة القادمة 23 يناير الحالي". ونقلت وزارة الإعلام عن الشرطة قولها: إن "هؤلاء الصحفيين اعتقلوا لامتلاكهم وثائق حكومية هامة وسرية تتعلق بدولة راخين وقوات الأمن"، مضيفة أنهم حصلوا على هذه المعلومات بشكل غير مشروع لعرضها في وسائل الإعلام الأجنبية. فيما دعا مسؤولون حكوميون من بعض الدول الكبرى فى العالم، بما فى ذلك الولاياتالمتحدة وبريطانيا وكندا، وكذا مسئولو الأممالمتحدة إلى إطلاق سراح هؤلاء الصحفيون. من جانبه قال بيل كلينتون على حسابه الخاص بموقع "تويتر": إن "حرية الصحافة أمر حيوي بالنسبة إلى أي مجتمع حر.. واعتقال الصحفيين في أي مكان أمر غير مقبول". كما دعت منظمة العفو الدولية إلى الإفراج الفوري عنهم واحترام حرية التعبير، حيث قالت في بيان لها: إن "هذه الاعتقالات لم تحدث من فراغ، بل تأتي مع قمع السلطات بشكل متزايد لوسائل الإعلام المستقلة". وأضافت أن الصحفيين ووسائل الإعلام، ولا سيما أولئك الذين يقدمون تقارير بشأن بعض المواضيع الخاصة يعيشون في خوف مستمر من المضايقات المتمثلة في الترهيب أو الاعتقال، ويجب أن تنتهي هذه الحملات والقيود على حرية التعبير. وعلقت "الجارديان" بالقول: إن "هذه القضية ستمضي قدمًا على الرغم من جميع تلك الإدانات الدولية". ويُعتبر احتجاز هؤلاء الصحفيين ليس الواقعة الأولى من نوعها التي تشير إلى حجم الانتهاكات التي تحدث في ميانمار على الإعلاميين، حيث تم الإبلاغ من قبل عن اختفاء مراسلين يعملون داخل ولاية راخين، يقومون بتوثيق الجرائم المرتكبة ضد الروهينجا، مما أثار مخاوف من استهدافهم عمدًا من قبل الجيش. وقالت جماعات حقوق الإنسان في هذا الوقت: إن "الجيش الميانمارى قام بقتل العديد من الصحفيين والمراسلين لمنع إرسال أية صور أومقاطع فيديو خاصة بالبلاد باستخدام الهواتف الذكية". وتشهد ميانمار أحداث عنف منذ 2012، وذلك عندما أجبر نحو 600 ألف من مسلمي الروهينجا على الفرار من منازلهم نحو الحدود البنجالية، حيث يقيم معظمهم منذ ذلك التاريخ حتى الآن في مخيمات اللجوء. ومنذ أغسطس الماضي، يرتكب جيش ميانمار إبادة جماعية بحق مسلمين الروهينجا في إقليم أراكان (راخين)، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف المدنيين.