حمدي غيث.. هو «الشيخ بدّار» في «ذئاب الجبل»، و«ريتشارد قلب الأسد» في «الناصر صلاح الدين»، و«أبو سفيان» في «الرسالة»، ومن منّا لا يعرف «عباس الضو»، فهو فنان قدير ومخرج مسرحي موهوب، كوّن مع شقيقه الراحل الفنان عبد الله غيث، «دويتو» سينمائيا وتليفزيونيا كان الأشهر بالسبعينيات والثمانينيات ومطلع التسعينيات حتى وفاة الأخير، والذي أثر في نفسه كثيرًا، وانعكس ذلك على حالته النفسية والصحية حتى فارق الحياة؛ وترصد «التحرير» في هذا التقرير، أبرز المعلومات عن الراحل.. 1- هو محمود حمدي الحسيني غيث، مولود في قرية «شلشلمون» بمنيا القمح بالشرقية عام 1924، وهو الشقيق الأكبر للفنان عبد الله غيث، وحفيدته الفنانة الشابة ياسمين غيث. 2- كان والده أول عمدة متعلم في أوروبا، حيث سافر لندن لكي يتعلم الطب، وقضى سنتين في جامعة «كمبريدج»، وعندما عاد في إجازة قامت الحرب العالمية الأولى، فلم يستطع العودة إلى لندن، وتولى العمودية في بلاده، ولكنه لم يستمر كثيرًا، حيث توفى شابا بينما كان «حمدي» في عامه السابع، و«عبد الله» في عامه الأول. 3- عقب وفاة الأب، انتقلت الأسرة إلى القاهرة، حيث أقاموا فى حي الحسين عند جدهم لأمهم، والذي كان أحد علماء الأزهر الشريف، والتحق «حمدي» بالمدارس هناك، بينما ترك الأبناء «عمودية» والدهما لشقيقه، من أجل الدراسة والفن. 4- التحق بكلية «الحقوق»، وكان الأول على زملائه، ثم درس بعدها في المعهد العالي للتمثيل، وكان من بين طلبة أول دفعة تخرجت فى هذا المعهد، ثم واصل دراساته المسرحية في العاصمة الفرنسية باريس. 5- عمل مدرسًا في المعهد العالي للفنون المسرحية بعدما عاد من فرنسا. 6- عمل بالإخراج المسرحي، حيث أخرج عددًا من المسرحيات، ومنها «مأساة جميلة، أرض النفاق». 7- بدأ العمل الفني في الخمسينيات من خلال فيلم «صراع في الوادي»، عام 1954. 8- قدم للسينما بعد ذلك أفلام «بنات الليل، الناصر صلاح الدين، فجر يوم جديد، الرسالة، وأرض الخوف»، كما عمل في الدراما التليفزيونية منذ حقبة الستينيات، وكان الكثير منها ينتمي للأعمال الدينية والتاريخية، من مسلسلاته: «محمد رسول الله، الفتوحات الإسلامية، الشهد والدموع، بوابة المتولي، لا إله إلا الله، ذئاب الجبل، وزيزينيا». 9- كان سببًا رئيسيا في دخول شقيقه «عبد الله» عالم الفن، حيث شجعه على ترك «العمودية» من أجل التمثيل، وسرعان ما لبى شقيقه دعوته لشغفه الكبير بهذا العالم، وقال «عبد الله» في حوارِ له عن ذلك، «حمدي كان بمثابة الأب بالنسبة لي رغم أن فرق السن بيننا ليس كبيرًا، فهو الذي حببني في الأدب، لأنه سبقني للقراءة، وهو الذي حببني في المسرح، لأنه ارتاد المسارح قبلي، وكان أستاذًا لي على المستوى الأكاديمي، وهو أول من قدّمني للجمهور». 10- كان معروفًا عنه أنه قوي الشخصية للغاية، حتى إنه كان يُطلق عليه داخل الوسط الفني «أبو الوفا»، إلا أنه في حياته العادية كان على النقيض تمامًا، وكان سريع البكاء، ويميل إلى الجلوس لفترات طويلة في المنزل. 11- تولى منصب «نقيب الممثلين» لأكثر من دورة. 12- تقول ابنته «ميادة» إن مخرج فيلم «الرسالة»، عام 1976، الراحل مصطفى العقاد، أفسد دور والدها بالاستعانة بصوت الفنان عادل المهيلمي، وأضافت خلال حوار لها ببرنامج «بوضوح»، سبتمبر 2016: «أنا أول ما شفت الدور قعدت أعيط، الدور باظ بسبب خلاف بينه وبين العقاد». 13- رحيل «عبد الله» أثناء تصويره في مسلسل «ذئاب الجبل»، عام 1993، حيث كان يتبقى له 8 مشاهد، كان من أقسى اللحظات في حياة «حمدي»، ودخل في أزمة نفسية حادة، وكان وقتها شقيقه على وشك البدء في تصوير دوره في الجزء الثاني من مسلسل «المال والبنون»، فاضطر إلى إكمال دور أخيه في المسلسل، بشخصيته الشهيرة «عباس الضو». 14- قال «حمدي» عن علاقته بشقيقه «عبد الله» بعد رحيله: «كان قطعة مني، فقد توفي والدنا وعمره لم يتجاوز العام فشعرت بمسؤوليتي تجاهه وأنه ابني لا شقيقي، حتى عندما احترفت التمثيل كان يلازمني ويقلّدني وكان يقول لي إنني قدوته، وكنت أشجعه وأعتقد أنه كان ممثلا بارعًا وموهوبًا». 15- توفى في عام 2006 إثر إصابته بفشل في الجهاز التنفسي لمدة عام كامل، عن عمر يناهز 82 عامًا.