حالة من الاستياء تسود بين أهالي محافظة الدقهلية، وخاصة سكان مدينة المنصورة، نتيجة للاختناق المروري الذي تشهده المدينة ويصل إلى حد الشلل الكامل في كل الشوارع الرئيسية ومنها شوارع: الجمهورية، والماشية السفلية، وجيهان بحي الجامعة، وبورسعيد، والجلاء بوسط المدينة، وقناة السويس، والجيش بشرق المدينة، وهي أزمة مستمرة منذ سنوات وعد المحافظين بحلها دون جدوى. طلعت محمد، أحد أهالي المدينة، أكد أن أزمة الاختناق المروري بالمنصورة ظهرت مطلع التسعينيات من القرن الماضي، ونجح كلا من اللواء سعد الشربيني، واللواء فخر الدين خالد، محافظي الدقهلية السابقين "وهم من أبناء المحافظة"، في إيجاد حل لها في ذلك الوقت عن طريق عمل خط تنظيم جديد لشارع بورسعيد، والذي كان يصل عرضه إلى ثلاثة أمتار، ليرتفع إلى 15 مترا الآن، ويتم إزالة المباني التي اعترضت خط التنظيم وتعويض أصحابها. في حين قام اللواء فخر الدين خالد، بإنشاء شارع المشاية السفلية لخفض الضغط في شارع الجمهورية، ومنذ هذا الوقت لم تتم أية عمليات تطوير بشوارع مدينة المنصورة لتظل على حالها لأكثر من ثلاثين عاما تضاعف خلالها عدد السكان وعدد السيارات ليصل الوضع الآن إلى شبه شلل مروري في كل الشوارع الرئيسية بدءا من العاشرة صباحا وحتى الساعة الحادية عشرة ليلا. طه نبيه، أحد الأهالي، أكد أنه ومنذ عام 2005 تم طرح عدد من المشروعات لحل مشكلة الاختناق المروري بمدينة المنصورة دون أن يتم تنفيذها ليبقى الوضع على ما هو عليه وتتصاعد المشكلة، متابعا: "التحرك بسيارة في مدينة المنصورة هو حالة من العذاب.. وفي عام 2005 تم طرح مشروع إنشاء كوبري على نيل المنصورة يصل بينها وبين طلخا لتخفيف الضغط عن الكوبري الوحيد الذي يربط بين المدينتين والموجود بالقرب من مديرية أمن الدقهلية، إلا أن الموضوع تم رفضه دون إبداء أسباب". توالى المحافظين وتوالت الأفكار، ولم ينفذ أيا منها، فقد طرح عمل أتوبيس نهري، ومترو أنفاق، وأخيرا إنشاء كوبري جديد للربط بين مدينتي المنصورةوطلخا على شارع المشاية السفلية بحي الجامعة. من جهته، أكد الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية، أن هناك عدد من المشروعات قيد الدراسة لحل مشكلة الاختناق المروري بمدينة المنصورة، ومنها مشروعات إنشاء كوبريين على النيل لربط مدينتي المنصورةوطلخا، وإنشاء مطلع لكوبري الجامعة من المشاية السفلية، مضيفا أن المحافظة بدأت بالفعل في إجراءات إنشاء مطلعي كوبري الجامعة تحت إشراف فريق التخطيطات الحرجة بتكلفة أولية تصل إلى 400 مليون جنيه، ومن المقرر أن تنتهي الأعمال الإنشائية للمشروع خلال عام ونصف إلى عامين من تاريخ بدء الإنشاءات. وأشار إلى أن مشروع الأتوبيس النهري سيتم البدء في تنفيذه وإنشاء المراسي الخاصة به خلال الأسابيع القليلة القادمة بعد الحصول على الموافقات اللازمة من وزارة الري، في حين تم تأجيل مشروع إنشاء مترو الأنفاق لحين الانتهاء من الدراسات الخاصة به والتي تجريها الشركة الفرنسية المرشحة لتنفيذ المشروع وخاصة تلك المتعلقة بالتربة ومدى صلاحيتها لإنشاء الأنفاق.