بعد ان كانت مدينة المنصورة واحدة من أجمل مدن الجمهورية وأكثرها هدوءا وأحسنها طرقا وأقلها كثافة اصبحت واحدة من أسوأ هذه المدن علي الاطلاق فيما يتعلق بالتكدس والزحام المروري الشديد خاصة في عدد من المحاور الرئيسية التي تشمل شارع البحر والمشاية السفلية وكوبري طلخا مما احال شوارع المدينة الي مجرد جراج كبير بعد ان تغيرت سلوكيات المواطنين في الفترة الاخيرة وضعف الوجود الشرطي بشكل ملحوظ واصبحت هذه الشوارع ممتلئة بالسيارات لدرجة وقوفها بواقع صفين وثلاثة صفوف علي جوانبها, بالاضافة الي تعمد البعض ترك سيارته في نهر الطريق وهو ما يؤدي الي التسبب في شلل مروري حاد واصبح من اللافت ترك السائقين نهرا ضيقا لعبور السيارات ببطء شديد واصبحت سيارات الاسعاف اكثر المركبات المتضررة من هذا الوضع حيث لايسمح لها بالمرور إلا بصعوبة بالغة مما يعرض حياة المرضي ممن تنقلهم لمخاطر صحية شديدة خاصة من المصابين بالأزمات القلبية وحالات جلطات ونزيف المخ, واصبح الامر يستلزم اولا تفعيل قانون المرور والضرب بيد من حديد علي من يخالفه وتكثيف الحملات المرورية في الشوارع خاصة الرئيسية منها, وثانيا إثارة هذا الموضوع من خلال وسائل الاعلام المختلفة خاصة المرئي منها لحث المواطنين من اصحاب السيارات والسائقين علي حد سواء علي اتباع سلوكيات زمان التي كانت تؤكد ان القيادة فن وذوق وثالثا تفعيل مواد قانون البناء الموحد رقم119 لسنة2008 خاصة التي تقضي بضرورة انشاء جراجات ومأوي للسيارات اسفل الابراج والعمارات الجديدة واقامة جراجات متعددة الطوابق للحد من ظاهرة تكدس السيارات ووقوفها بالشوارع, ورابعا ايجاد محاور عرضية جديدة موازية لشوارع بورسعيد وبنك مصر وسور السكك الحديدية وربطها بشارع الجمهورية البحر مع الإسراع في انشاء كباري علوية سواء لمرور السيارات او المشاة وخامسا الاستفادة من حارتي كوبري سكك حديد طلخا في سير السيارات خاصة الصغيرة منها كما كان يحدث من قبل, وسادسا استخدام نهر النيل كمحور مروري لزيادة عدد الاتوبيسات النهرية للعمل فيما بين جامعة المنصورة ومنطقة قولونجيل مرورا بمحطات لهذه الاتوبيسات بطول هذه المسافة, وسابعا قيام الهيئة العامة للطرق والكباري بالاستفادة من كوبري المنصورة الرئيسي بعمل منازل ومطالع جديدة أعلي المشاية السفلية للمتجهين الي دمياط وكفر الشيخ والغربية ومنازل للقادمين منها من ناحية ميت خميس وذلك لحين الانتهاء من تنفيذ مشروع مترو الانفاق العملاق المقرر انشاؤه والذي اعلن عنه الدكتور حاتم عبداللطيف وزير النقل وصلاح الدين المعداوي محافظ الدقهلية اخيرا لتخفيف الكثافة المرورية داخل المدينة لتسهيل الحركة علي المواطنين. المهندس محمود العاجز وكيل اول وزارة الاسكان والمستشار الفني لمحافظة الدقهلية يقول ان من اهم اسباب التكدس المروري بالمنصورة ازدحام الكتلة السكنية وعدم وجود امتداد عمراني او ظهير صحراوي للمحافظة مما ادي الي التكدس السكاني بالمدينة التي زحف اليها آلاف المواطنين وأدي التكدس السكاني الي التكدس المروري, مؤكدا ان الأمر اصبح يستلزم تدخل الدولة بسرعة بإنشاء مترو الانفاق علي اعتبار انه الحل الوحيد والفعلي لإنقاذ هذه المدينة قبل ان يأتي يوم ويصبح التحرك من المحافظة الي الجامعة يستغرق ساعات طويلة. ويضيف المحاسب عبدالعزيز سامي من ابناء المنصورة ان السبب الرئيسي في التكدس المروري هو عدم احترام الناس لقواعد المرور وعدم التزامهم بها فقد اصبح من الطبيعي بعد الثورة ان تجد سيارات تركن صفا ثالثا ورابعا ايضا بالاضافة الي السيارات التي تواجهك وانت مستقل سيارتك في الاتجاه المعاكس رغم ارتفاع الغرامة علي هذه المخالفة1200 جنيه وطالب ادارة المرور بتكثيف وجودها بالشوارع لان تواجد الضباط وأمناء وافراد المرور يذكر الناس بضرورة الالتزام. فيما اقترح محمد محسن وعبدالهادي احمد سائقا تاكسي بناء اكثر من كوبري علوي او نفق سفلي بالمدينة للتخفيف من الازدحام المروري مشيرين الي انه من الممكن ان تستغرق التوصيلة ساعة او اكثر في بنديرة واحدة وانهما يفضلان عدم قبول بنديرات في الاماكن شديدة الازدحام بالمدينة مثل طلخا وميدان سندوب وشارعي عبدالسلام عارف والجلاء الذي انتشر فيه الباعة الجائلون وأقاموا علي ناصيته اكشاكا من الالوميتال.