منذ 11 شهرًا، عاد ألم الرحم ل"صباح" بعدما تركها منذ 18 عامًا، حاولت تسكينه كعادتها بالمسكنات ووصفات الأعشاب، لكنه لم يخمد هذه المرة رغم تماسكها أمام زوجها بأنه تركها، وأنها فى حاجة إلى النوم فقط: "كنت باخد مسكنات عشان أعرف أنام، ومافضلش أتلوى قدام جوزي.. كتر خيره تعب معايا أوي السنين دي"، كما عبرت. مر يوم والثاني والثالث، وما زالت "صباح" صاحبة ال46 عامًا، تتألم فى صمت، ليخبرها زوجها أن بطنها منتفخة عن الطبيعي، تروى ل"التحرير": "أنا كنت حاسة.. بس كنت باكذب نفسي وباقول اللى مكتوبلي هيحصل، بس جوزى قالى لازم نشوف دكتورعشان شكل بطنى كان غريب المرة دي، بس ماكنتش عايزة أروح لأنى عارفة إللى هيتقال". ذهبت "صباح" إلى أكثر من طبيب، البعض كتب لها على مضادات حيوية وفيتامينات، والآخر طلب أشعات وتحاليل، لكنها لم تستجب: "بعانى من وجع الرحم من سنين، مرة أقول من الدورة الشهرية ومرة أقول من شغل البيت، وكل ما أروح عند دكتور يقوم يكتبلى على روشتة قد كدا.. ارتاح شوية ويرجع الوجع تانى، بس دكتور فيهم قالى إنى عندى ورم فى الرحم ولازم يتشال.. ماردتش أروحله تانى.. خفت أحسن ما خلفش". علمت "صباح" من أحد الصديقات، التى لم تعلم بحالتها لكونها مكتمة على الألم، أن هناك طبيبًا مشهورًا يدعي "سيد الأخرس" يظهر على الفضائيات، ويتلقى المكالمات من الجمهور، ومتخصص فى أمراض النساء والتوليد: "روحت عنده على طول كان فى شهر ديسمبر 2016، أول ما شافنى وعملى التحاليل والأشعات قالى إنتى عندك أورام ليفية.. اتخضيت وفضلت أعيط وافتكرت ابني اللى كان نفسي يجي للدنيا واستحملت الألم كل السنين دي عشان يجي". فمنذ سنوات، شعرت "صباح" أن هناك شيئا يتحرك بداخلها، وعليه ذهبت إلى طبيب للتأكد مما يراودها فى ذهنها: "كنت حاسة إنى حامل.. وفرحت أول لما الدكتور أكدلي لأنى ماحملتش قبل كدا"، لكن سرعان ما انطفأت فرحتها حيث فقدته دون معرفة الأسباب وقتها: "حكمة ربنا" على حد قولها. فى ديسمبر 2016، وداخل غرفة عمليات مجهزة، أجرت "صباح" عملية استئصال عدد كبير من الأورام الليفية على الرحم، على يد الطبيب "سيد الأخرس" أستاذ أمراض النساء والتوليد، الذى استئصل 186 ورمًا من رحم "صباح": "وقت الكشف قالى الدكتور إن فى أورام كتير لازم تتشال.. خوفت شوية من العملية، ومن سمعتي بين الجيران إللى ما هتصدق تلقى حاجة تتكلم عليها ويقولوا إنى شلت الرحم، بس جوزى طمني، وقالى مش هنقول لحد، لما خلصت العملية اتخضيت من شكل الأورام وأحجامها وحسيت إنى كنت مقصرة فى صحتي".
ساعتين، كانت مدة إزاله الأورام الليفية من رحم "صباح" على يد فريق طبى مصرى تحت قيادة الدكتور سيد الأخرس، التي وصل عددها 186 ورمًا، وهو الرقم الأكبر لعدد الأورام الليفية التي استخرجت من رحم سيدة في عملية واحدة على مستوى العالم، وبذلك سجلت العملية رقما قياسيا جديدا فى مؤسسة جينيس للأرقام القياسية العالمية، التى تواصلت مع الفريق الطبي الذى أجرى العملية لتكريمه واستلام الجائزة، التى لم تعوض "صباح" عن جنينها: "مبسوطة من الجايزة والتكريم.. بس ماحدش هيعوضنى عن ابنى اللى كان نفسي أجيبه".