عقب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، حول الأزمة اللبنانية وملابسات استقالة رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري، أصدرت موسكو بيانا في نفس الشأن. ودعت وزارة الخارجية الروسية إلى إيجاد حل لكل القضايا الحادة في الداخل اللبناني، من خلال الحوار الشامل بمشاركة كافة القوى السياسية في البلاد. وذكر البيان الرسمي أن المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وإفريقيا نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوجدانوف، التقى السفير اللبناني في موسكو شوقي بو نصار، وأوضحت الخارجية الروسية أن اللقاء عقد بطلب من سفير الجمهورية اللبنانية. وأشار البيان إلى أنه نوقش خلال المباحثات الوضع السياسي الداخلي في لبنان، مضيفا أن الجانب الروسي استعرض موقفه الثابت لصالح حل المسائل الحادة للأجندة الوطنية من قبل اللبنانيين أنفسهم، عبر الحوار الشامل وبمشاركة كافة القوى السياسية للبنان المتعددة الأديان. جاء هذا البيان كما توقع المراقبون، بعد ساعات قليلة من تصريحات لوزير الخارجية الأمريكي، شدد فيها على أن الولاياتالمتحدة تدعم استقلال لبنان وتدعم الحريري كشريك قوي. وقال: "نحث جميع الأطراف داخل لبنان وخارجه على احترام سيادته واستقلال مؤسساته الدستورية"، كما أكد على أنه لا يوجد مكان في لبنان لأي قوات أجنبية، محذرا أي طرف من استخدام لبنان لخوض نزاعات بالوكالة. والتقى الحريري، الذي لم تقبل استقالته بعد، مع سفير روسيا في السعودية، وبعده التقى سفير إيطاليا، كما التقى بالزمس رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي، وبعد ذلك سفير فرنسا، ثم سفير بريطانيا. ورأت تقارير أن وسائل الإعلام تلعب دورا رديئا في الأزمة اللبنانية، وتعتمد إما على مصادر غير موثوقة، أو أخرى مجهولة، وتقوم باجتزاء الأخبار والتصريحات والمعلومات، في معركة إعلامية غير مسبوقة، من حيث الطائفية والانقسام السياسي وازدواجية المعايير. وفي نفس سياق انتقاد الحملات الإعلامية، انتقد خبراء ومراقبون التصريحات السياسية والطائفية التي أدلى بها زعماء لبنانيون ورفعوا سقف التكهنات بدون أي وثائق أو معلومات بهدف المتاجرة السياسية، وتمهيدا لإعلان "انتصارات وهمية".