المتحدث باسم «الصحة» يكذب مسئول النقابة.. ويؤكد: وقف طبيبة الحضانة عن العمل مأساة الطفل ياسين الذي لقي حتفه بسبب إهمال طبي داخل حضانة مستشفى أكتوبر العام، لم تنته برحيله عن الحياة، بل ازدادت سخونة مع إصرار قيادات الصحة على التقليل من الأمر وعدم النظر إلى الواقعة باعتبارها كارثة مرشحة لأن تتكرر. خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، خرج أمس محاولا الالتفاف على الحقيقة التي قتلت الطفل ياسين، مدعيا -خلال مداخلة له ببرنامج «الجمعة في مصر»، المذاع على فضائية «إم بي سي مصر»- أن حالة الطفل كانت سيئة جدا، وهو على عكس ما أكدته التحاليل الطبية التي سبق ونشرتها «التحرير»، والتي تؤكد انخفاض نسبة الميكروب في الدم بشكل كبير، كما ردت والدة ياسين على كلام "متحدث الصحة" قائلة «أنا كنت بارضعه وبيضحك وزي الفل، لو حالته صعبة كده وعضلة القلب وقفت يبقى أنا كنت بارضع عيل ميت». مجاهد حاول امتصاص غضب الأسرة بتقديم العزاء ومطالبة والد ياسين بالتحدث إليه بعد الحلقة، مؤكدا أن وزير الصحة أمر بوقف الطبيبة المتابعة لحالة الطفل المتوفى عن العمل لحين الانتهاء من كشف ملابسات الواقعة، لكن حديث السيد مجاهد كان من قبيل "فض المجالس"، كما يقول العامة، إذ فوجئ الأب بأن متحدث الصحة لم يرد على الهاتف، في الوقت الذي كان حريًّا بالوزير نفسه الاتصال بوالد الضحية للتواصل معه باعتباره مسئولا عن منظومة الصحة بأكملها. وأكد الأب ل«التحرير» أنه حاول مرارا الاتصال على هاتف المتحدث الرسمي باسم الصحة، بناء على طلبه، لكنه فوجئ بوضع الرقم على قوائم الرفض، لافتا إلى أن مداخلة المتحدث في البرنامج تدل على أن وزير الصحة لم يحقق في تفاصيل الواقعة وأن معلوماته كلها مستمدة من وسائل الإعلام التي اهتمت بالواقعة. فضيحة أمين النقابة وجه آخر لحديث ممثل الصحة أمس يشير إلى صحة ما نشرته «التحرير»، بشأن وقف الطبيبة المتابعة للحالة عن العمل، وهي الحقيقة التي حاول خالد أمين زارع، الأمين العام المساعد لنقابة أطباء الجيزة، الالتفاف حولها، وكذب وجود قرار بوقفها واستدعائها للتحقيق، مرددا أن الطفل مات نتيجة المضاعفات، (على عكس الحقيقة)، فضلا عن سعيه لتبرئة ساحة المتهمين بالتسبب في وفاة الطفل، معتمدا على جولة له بالمستشفى، مشككا في كل ما نشر دون تحري الحقيقة، مستندا في اتهاماته إلى إنكار العاملين فقط، كما تطاول على أسرة الضحية معرضا نفسه لحياتهم الشخصية دون داع، وفسر أطباء حماس "الأمين العام" في الدفاع عن الإهمال والتبرع بكتابة بوست طويل بأنه نتيجة قرب انتخابات النقابة، وبحثا عن موقف يضمن له أصواتا عند المعركة الانتخابية. كانت ياسمين رجب، والدة الرضيع «ياسين» قد قالت إن سبب وفاته إهمال طبي من مستشفى 6 أكتوبر العام، بعدما أخذ حقنة «أمبولين»، وهو في سن 35 يوما، وروت تفاصيل الواقعة: «قالولي بيستجيب للدواء، وكنت باروحله كل يوم، وبارضعه ويضحك، وتوفى في اليوم السابع». أضافت والدة الطفل، خلال حوارها ببرنامج «الجمعة في مصر»، عبر فضائية «MBC مصر»، «السرير كان ملوثا، والممرضات بيتكلموا في الموبايل وبس، وكل علاجه كان من بره، دكتورة في المستشفى قالت إن العلاج بتاع المستشفى ماينفعش وإنها لا تثق في التحاليل أو العلاج هناك، وقالت إنها عايز عينة دم، ورُحنا مستشفى جامعة أكتوبر، ولما رحنا قالولنا إن الطفل متوفى من ساعتين». بينما قال والد الطفل، محمد عيد عبد السلام: «كانوا عايزين 8 تحاليل، الدكتورة قالت هانطلع به للجامعة، قالولنا مافيهوش حاجة، ولو عايزين تاخدوه خدوه، وبعد التحاليل قالوا إنه ميت من ساعتين». أضاف باكيًا: «أنا عارف إن حق ياسين مش هايرجع، عملت محضر وقضية، وعارف إن ياسين مش هايرجع، لكن أنا مش عايز يكون في ياسين تاني، فيه إهمال حقيقي، ولو ده ابن حد تاني هييجي حقه». وخلال إذاعة الحلقة؛ قدّم الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، العزاء لأهل الطفل، لافتًا إلى أن وزير الصحة، الدكتور أحمد عماد الدين، شكّل لجنة لفحص الناحية الطبية منذ دخول الطفل إلى المستشفى حتى وفاته، وتبين من التقرير الطبي أنه كان يعاني من تسمم حاد في الدم. تابع: «حالة ياسين كانت صعبة، وبعدين عضلة القلب وقفت»، بينما عقبت والدته؛ «يعنى أنا كده كنت باروح أرضع ابني وهو ميت؟!». شدّد مجاهد على أن سبب وفاة الطفل «ياسين» هو ارتفاع نسبة التسمم في الدم، موضحًا أن النيابة أوقفت الطبيبة المختصة عن العمل. ويذكر أن «التحرير» قد سلطت الضوء على الواقعة في تقرير بعنوان: «ياسين مات.. الممرضات شالوا فيشة الحضَّانة عشان يشحنوا المحمول»، وأثار ردود فعل كبيرة، أدت إلى تسليط الضوء على المخالفات التي تجري في الحضانات، وتفاعل عدد كبير من رواد التواصل الاجتماعي كاشفين عن أوجه أخرى للفساد والإهمال في حضانات الصحة.