بالتزامن مع وعود الحكومة بالاهتمام بالقطاع الخاص، يتعرض 180 عاملًا بالجامعة الأمريكية لخطر الفصل والتشريد من العمل بسبب رغبة إدارة الجامعة في توفير نفقاتها عن طريق تقليل العمالة التي تتراوح فترات عملها من 9 إلى 15 عاما. وبحسب أحد المفوضين من العمالة للتحدث مع إدارة الجامعة، ومصدر آخر من الإدارة، فإن الجامعة لن تلتفت لمطالب العاملين لديها وما زالت تؤكد رغبتها في تسريح العمالة الحالية مقابل وجود عمالة جديدة تابعة لمقاول توريد عمالة. الإدارة: لدينا شركات أخرى بأجور منخفضة يؤكد أحمد مرسي، من إدارة الجامعة، أن هناك شركات توريد عمالة تقدمت بعروض لعمالة أجورها منخفضة عن قوة العمالة الحالية المعتصمة بفرعها بالتجمع الخامس، مشيرًا إلى أن أولى خطوات الإدارة لتخفيض نفقاتها قامت فيها بخفض مقابل الوقت الإضافي "الأوفر تايم" لكل العاملين لديها. وتابع مرسي في تصريحات ل«التحرير» أن الجامعة استغنت عن 220 عاملًا وقامت بصرف مكافآت مالية لكل منهم على حسب مدة خدمته، مشيرًا إلى أن الجامعة تبحث عن تخفيض نفقاتها بأي شكل وهو الذي اتبعته مع عمالة ال"house keeping". أجور هزيلة ويقول أحد عمال الجامعة ل«التحرير» إن فترات عملهم تتراوح بين 9 إلى 15 عاما ولم تتحرك أجورهم زيادة على 1500 جنيه بعد الاستقطاعات التأمينية والضريبية، منوهًا بأن نظام عملهم مع الجامعة بالعقود التي يتم تجديدها سنويا، كما أن الجامعة لم تصرف لهم أيا من الامتيازات التي أقرتها الحكومة للعاملين بالدولة من علاوات أو امتيازات. ويتابع العامل، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الشركة التي قدمت العرض للجامعة تطلب حجم عمالة أكبر من العمالة الحالية بواقع 50 عاملا لكل مبنى، وشركة أخرى قدمت عرضًا بالقيام بالخدمات ب500 عامل، وهو ما ينفي رغبة الإدارة في تقليل الإنفاق، ويؤكد عزمها التخلص من العمالة الحالية لعدم تحمُّل صرف مستحقاتهم القانونية وفقًا لقانون العمل "كما ذكر". النقابة المستقلة: محتجون حتى تتفاوض معنا إدارة الجامعة يقول أحد أعضاء النقابة المستقلة للعاملين بالجامعة إنهم قرروا الاعتصام احتجاجًا على قرار الإدارة المفاجئ والتعسفي بإلغاء قسم النظافة بأكمله، وعدم تجديد عقود ١٧٠ عامل نظافة والاستعانة بمقاول خدمات خارجية للقيام بأعمال النظافة بدلًا منهم. وأكد المصدر أنهم مستمرون في اعتصامهم بمقر الجامعة وإضرابهم عن العمل حتى يتم تنفيذ مطالبهم التي تتمثل في إلغاء قرار تخلي الإدارة عن الجامعة، وتجديد العقود لكل العاملين الحاليين، وتنظيم جلسة تفاوض مع الإدارة حتى يتم التوصل إلى حل يحمي حقوق العمال ويضمن تقديم خدمة جيدة للجامعة. وأشارت النقابة المستقلة للعاملين في بيان لهم من الاعتصام إلى أنهم أصحاب حق، واحتجاجهم لا يخص عمال النظافة فقط، وأن التعامل معهم بهذا الأسلوب الذي وصفته ب"الفج" غير الشفاف وبالاستناد إلى حجج واهية، يرجح أن الإدارة تبنت قرارات مشابهة لفئات أخرى من عمال الجامعة كالصيانة، والسواقين والأمن. كما أوضحت النقابة أنها تمارس حقها الدستوري المشروع في الاحتجاج حتى تدفع الإدارة للتفاوض على أساس حسن النية والاحترام المتبادل ومصلحة مجتمع الجامعة.