بعنوان "دعم مصر لغزة يقلص المواجهة مع إسرائيل ويضعف عباس" قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن "القاهرة تمد قطاع غزة بالكهرباء مقابل تعزيز مكانة محمد دحلان -القيادي الفتحاوي المفصول- ودفعه للأمام، في الوقت الذي تضعف فيه قبضة خصمه اللدود محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية؛ فيما يتعلق بالقطاع". وأضافت الصحيفة العبرية أنه "فيما يتعلق بتل أبيب، فإن سياسة الأخيرة هو الموافقة على تعزيز القاهرة لمكانة وقوة الحركة الفلسطينية في غزة إلى حد معين؛ خاصة ان الامر سيؤدي إلى تأجيل الحرب القادمة بين تل أبيب والقطاع". وأشارت إلى أن "صراع القوى العشوائي الجاري حاليا في الشرق الاوسط بين الرياض والدول السنية من ناحية وبين الدوحة من الناحية الأخرى، والنزاع بين السلطة الفلسطينية وحماس، كل هذا قد يسفر عن تخفيف جزء من الأزمة التي تجتاح القطاع ولو بشكل مؤقت، وإبعاد شبح الحرب بين غزة وإسرائيل". وذكرت أنه "بشكل مفاجئ تدعم كل من الإمارات والسعودية إمداد مصر للقطاع بالكهرباء مقابل تدعيم دحلان هناك؛ ما ينتج عنه تقديم تنازلات من جانب حماس وإلحاق الضرر برئيس السلطة عباس، الذي سيبتعد أكثر فأكثر عن السيطرة على القطاع ويضطر إلى رؤية كيف ينجح خصمه الداخلي -دحلان- في تعزيز مكانته بغزة بدعم علني من القاهرة". وقالت إن" القاهرة وجدت في الأزمة بين قطر والخليج فرصة رائعة؛ فالشرخ بين الدوحة وجاراتها العربية وفر ذريعة أمام القاهرة للعمل على قطع العلاقة بين قطر وحماس، أما الإمارات فوافقت من جانبها على زيادة الدعم المالي لغزة، وفي الواقع كان حجمه متواضعا مقارنة بالدعم القطري، الذي يقدر ب 900 مليون دولار حتى وقتنا هذا، كما اتضح لقادة حماس أنه في ظل الأزمة الخليجية، لن تستطيع الحركة الفلسطينية الاعتماد بعد على شبكة الأمان القطرية، التي كانت مضمونة لها في العقد الأخير". وختمت "وكانت النتيجة أنه في نهاية يونيو الماضي، بدأت شاحنات الوقود تصل عبر معبر رفح وبتمويل الإمارات ورئاسة دحلان إلى القطاع، بحيث أصبح من الممكن استخدام الكهرباء بين 5 إلى 6 ساعات يوميا، مقارنة ب3 ساعات في ذروة الأزمة، وفي الأيام العشرة الأخيرة، زارت بعثتان تابعتان لحماس القاهرة والتقيتا مع رجال المخابرات المصرية وعناصر دحلان". وقالت"بالنسبة لإسرائيل فإنها لا زالت تحافظ على تنسيق مكثف مع القاهرة، لكنها ليست راضيا تماما عن كافة تفاصيل التسوية المتبلورة مع حماس؛ وهناك تخوفات في تل أبيب من استغلال الحركة الفلسطينية التسهيلات في رفح لتهريب وسائل قتالية ومواد ثنائية الاستخدام مثل الإسمنت، الذي يستخدم لحفر الأنفاق وإقامة التحصينات".