يتابع العالم عن كثب الأزمة التي تشهدها المنطقة العربية لليوم السادس على التوالي، وسط قلق وترقب من تصاعد وتيرة حدة العلاقات، حيث تواصل دول الخليج انتقادها لقطر دون الوصول إلى حلول تؤتي ثمارها، وتحافظ على الوحدة. يأتي ذلك في الوقت الذي عبَر فيه زعماء روسيا وتركيا وألمانيا والولايات المتحدة عن تخوفهم من اندلاع حرب خليجية، نظرًا للاتهامات الموجهة إلى قطر بدعم إيران ودعم متشددين إسلاميين. ووصفت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الوضع بأنه "مقلق للغاية"، وحذر وزير خارجيتها زيجمار جابرييل من أن الوضع قد يقود إلى حرب. بينما أبدى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قلقه من تفجر الأزمة القطرية، داعيًا إلى إجراء محادثات مع الدول العربية. وما يثير من مخاوف الدول العربية، تصريحات الدكتورة نوف بنت أحمد بن جبر آل ثاني، رئيسة حكومة الإنقاذ القطرية وأمين عام ائتلاف المعارضة القطرية، قائلة: إن "قطروإيران يخططان لشن هجوم عسكري على جزر حوار البحرينية، والتي تبعد عن قطر 2 كيلو متر فقط."، مؤكدة في تغريدة عبر حسابها "توتير" أن اللواء ناصر آل ثاني، نائب رئيس الاستخبارات العسكرية القطرية المنشق، أشار إلى هجوم إيرانيقطري وشيك على جزر الحوار البحرينية. وتتكون جزر حوار البحرينية من 14 جزيرة صغيرة، وكانت محل خلاف بين البحرينوقطر، وفي عام 2001، اقترحت قطر حل الخلاف عن طريق محكمة العدل الدولية بشكل سلمي وصدر قرار نهائي لا رجعة فيه من المحكمة أن أغلب جزر آرخبيل حوار للبحرين وعلى رأسها جزيرة حوار الأكبر حجمًا. ووسط تلك الإدانات والحرب الكلامية والتخوفات من اندلاع حرب بين الدول الشقيقة، إلا أن الكويت تواصل جهودها للوساطة بين الدول الأربع، في مسعى منها إلى لم الشمل العربي، لكن الضغوط المتواصلة على قطر وإدراج أشخاص وكيانات على قوائم الإرهاب، كان الحدث الأكثر لهيبًا على الساحة. الأمر الذي قوبل باستنكار ورفض من قبل دعاة الفتنة والإرهاب، حيث علّق يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بالقول: "الباطل كالرغوة المنتفخة، يعلو قليلا ثم يتلاشى ولا يبقى إلا الماء الخالص". أما الداعية وجدي غنيم، فقد هاجم الدول الأربعة، وقال: "اجتمعوا على باطل واتهموا العلماء الشرفاء والمؤسسات الخيرية بأنها مؤسسات إرهابية"، مضيفًا "نحن إرهابيون؟! مؤسسات قطر أصبحت إرهابية ونحن أصبحنا إرهابيين؟! حسبنا الله ونعم الوكيل"، وتابع "من يقول علي أني إرهابي، أقول له أنت عدو الله". فيما علَق الداعية الكويتي حامد العلي، قائلًا "إذا كانت حماس على قائمة الإرهاب عندهم فكيف لا نكون نحن الذين ندعم حماس على قائمتهم للإرهاب، ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل". في الوقت نفسه، واصل وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، انتقاد قطر، واصفًا إياها بالرياء قائلًا: إن "تمويل قطر للمتشددين بث الفوضى والعنف في أنحاء المنطقة"، موضحًا أن قطر تقود نمر التطرف والإرهاب مما يكلف المنطقة والعالم الكثير." وأضاف "الدبلوماسية هي الحل الوحيد، ولكن بعد أن تكشف قطر عن نواياها وتظهر أنها ستتوقف عن دعم وتمويل التطرف والإرهاب". لكن وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحم آل ثاني، استنكر الاتهامات الموجهة لبلاده من قبل الدول الأربع، مؤكدًا أنها غير واضحة، وأن الدوحة تُلام بأن لها علاقة مع إيران مخفية وعلاقاتها مع إيران واضحة وشفافة، والإجراءات التي اتخذت ضدنا لم يتم اتخاذها ضد إيران.. فما سبب هذا العداء وهذه الإجراءات العدائية؟ الإدارة الأمريكية وضعت حدًا لقطر ورفضها الاعتراف بدعم الإرهاب، حيث طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الدوحة بوقف دعم الإرهاب، وقال أيضًا: "دولة قطر.. للأسف.. لها تاريخ من تمويل الإرهاب على مستوى عالٍ للغاية". الأمر الذي قوبل بترحاب شديد من الدول العربية، حيث قالت الرياض نقلًا عن مصدر مسؤول قوله: إن "محاربة الإرهاب والتطرف لم تعد خيارًا بقدر ما هي التزام يتطلب تحركًا حازمًا وسريعًا لقطع كافة مصادر تمويله من أي جهة كانت". أما البحرين فقد أشادت بالجهود الأمريكية لضمان التكاتف الدولي بشأن القضية، بينما عبرت الإمارات عن ترحيبها بالإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب في مواجهة دعم قطر المقلق للتطرف". في الوقت نفسه، تواصل الدول العربية والإفريقية مقاطعة قطر، بعد أن ثبت لهم رعايتها للإرهاب والتطرف، وكان آخرها النيجر الذي استدعت سفيرها من قطر تضامنا مع الدول العربية، ليرتفع بذلك عدد الدول المقاطعة إلى 12، في خطوة غير مسبوقة.