«اشمعنى أنا». ربما يكون ذلك لسان حال الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، الذى قرر القيام بجولة إلى أكثر من دولة بالشرق الأوسط، بحثا عن مصالح دولته ولتقوية نفوذها بالمنطقة. نجاد لم يسع إلى التشبه بصورة أكبر من رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان، بزيارة إلى دول الربيع العربى «مصر وتونس وليبيا» أو بزيارة إلى الصومال مثلا، ولكنه فضل أن تكون زيارته إلى دول لا تتمتع بعلاقات قوية مع الغرب. الرئيس الإيرانى، طار أول من أمس، إلى أقصى غرب القارة الإفريقية، حيث دولة موريتانيا التى سعى من خلالها نجاد إلى تطوير العلاقات الثنائية، فى أول زيارة يقوم بها رئيس إيرانى إلى العاصمة نواكشوط. تلك الزيارة أيضا شهدت توقيع بعض الاتفاقيات فى مجالات النقل والصحة، لتسير على نفس خطى الاتفاقيات السابقة التى وقعتها طهران نهاية 2010، الخاصة بمجالات التجارة والصيد البحرى وبناء الطرق والسدود، التى كانت سببا رئيسيا فى إعلان الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز، تجميد بلده العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل. جولات نجاد لم تتوقف عند موريتانيا بل تركها وطار فى وقت متأخر من أول من أمس إلى العاصمة السودانية الخرطوم، فى زيارة رسمية من المتوقع أن تستمر ليومين. السفير الإيرانى فى الخرطوم ترك عبادى، أكد فى تصريحات نقلتها الإذاعة السودانية الرسمية أن نجاد يهدف من زيارته تعميق التعاون الاقتصادى والإنمائى بين البلدين، حيث اصطحب نجاد فى وفده وزيرى الطاقة والتعليم العالى. طهران ثانى أكبر داعم للاقتصاد السودانى بعد الصين، وزيارة نجاد قد يسعى من خلالها لإخراج السودان من أزمته الاقتصادية إثر انفصال الجنوب، إضافة إلى تعزيز العلاقات العسكرية القوية بين البلدين، التى تنامت عقب اتفاقية التعاون عام 2008. نجاد يسعى من دعمه الاقتصادى إلى السودان إلى إحراج الغرب من جديد، الذى يوقع عقوبات اقتصادية على الخرطوم، ويلاحق الرئيس السودانى عمر البشير فى المحكمة الجنائية الدولية باتهامه بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية فى دارفور.