كتب - إسلام عبدالخالق «الأرض المبروكة» مصطلح جديد طغى على شوارع مدينة العاشر من رمضان حتى صارت العبارة ملء السمع والأبصار وبات الجميع لا يتحدث إلا عن كرمات أرض المجاورة 66 وترابها الذي يفوح برائحة المسك، حتى أن البعض إدعى مرور أحد أولياء الله الصالحين من المكان فانقلبت رائحة التراب ل«مسك وعنبر». «إحنا شعب طيب وغلبان واللي يتعمل فينا حلال»، تقول سمر عصام، ربة منزل: «كنت راكبة تاكسي والسواق كان بيتكلم في الموبايل وعمال يقول للي بيكلمه إنها منطقة مبروكة يمكن في حد من الأولياء ولا الأنبياء عدى عليها زمان». وأضافت: «السواق قال للي بيكلمه إنه أخد كمية كبيرة من التراب وبعت منها لأهله في البلد، وكمان خد منه شوية عنده في البيت، وحاطط منه في العربية.. مبقتش مصدقة اللي بسمعه خصوصًا إنه شكله متعلم». «فجأة لقينا الناس بدأوا يتوافدوا على الأرض ويعبوا الرمل في أكياس.. ناس كانت بتقول ده بول حصان البحر، وناس تانية تقول دي أرض مبروكة»؛ يوضح محمد المهدي، أحد سكان المنطقة أن الأمر تطور بعد ذلك حتى دخل في طور الخرافات: «الناس بقت تقول لبعضها إن المكان بركة والتراب دا فيه سر مبروك». ويضيف المهدي ل«التحرير»: «مفيش كام يوم وعرفنا الحقيقة يا أستاذ.. طبعًا المعجزة صيتها وصل لجهاز المدينة، وبعتوا أخدوا عينه من الرمل وحللوها.. طلع إن فيه مصنع مستحضرات تجميل قريب من المكان بيرمي مخلفاته في الأرض، وحوالي 2 متر مربع من الأرض اتشبعوا بالريحة». من جانبه، أوضح المهندس عادل النجار، رئيس جهاز مدينة العاشر من رمضان، أن الأمر برمته مجرد شائعات روجها أصحاب النفوس الضعيفة ليس إلا؛ «الموضوع وما فيه إن مصنع صابون ومستحضرات تجميل كان عمل تركيبة غير مطابقة للمواصفات واتخلص منها». وأضاف النجار ل«التحرير»: «اللي راح يتخلص من التركيبة عدى جنب الأرض بالليل واستغل إن المكان مش فيه حد واتخلص منها هناك، وبعدها الأرض شربت المستحضر واتشبعت به لدرجة إن التراب بقت ريحته مختلفة، وطبعًا الناس روجت الشائعة على إنها أرض مبروكة والموضوع في الأساس مخالفة والمصنع هيتحاسب عليها بالقانون».