أصدر الشيخ سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف، اليوم الجمعة، بيانًا جديدًا بشأن الأزمة التي أثيرت حول إصداره حكمًا ب«تكفير» المسيحيين. وقال عبد الجليل، في البيان الذي نشر على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، «إنني قد قررت عدم الحديث مطلقًا حول الموضوع الذي عالجته في البيان الأول، وأعتذر لكل الإعلاميين الذين عرضوا علىّ استضافتي في برامجهم، وكذلك السادة الصحافيين الذين عرضوا على إجراء حوار، وأشكر كل من تواصل معي من داخل مصر وخارجها». وكان عبد الجليل قد أصدر بيانًا توضيحيًا سابقًا ، قال فيه إن «ما صدر مني في إحدى حلقات برنامجي اليومي المذاع على قناة المحور الفضائية كان في سياق تفسيرنا لسورة آل عمران (ضمن تفسير للقرآن بدأ منذ أكثر من سنة)، وتحديدا لقول الله تعالى في سورة آل عمران: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلْإِسْلَٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَٰسِرِينَ} (85)»، معقبًا «وحيث إن البعض اعتبر فيه جرحا لمشاعر الإخوة المسيحيين، فأنا عن جرح المشاعر أعتذر». وأضاف: «وأكرر تأكيدي على ما أكدته في الحلقة المشار إليها نفسها، وهو أن الحكم الشرعي بفساد عقيدة غير المسلمين (في تصورنا) -كما أن عقيدتنا فاسدة في (تصورهم)- لا يعني استحلال الدم أو العِرض أو المال [بأي حال من الأحوال]، وقلت هذا على الهواء، وأكّدته بالفعل منذ أسابيع حين عزّيت على الهواء قسيسا كان ضيفا على القناة يوم التفجيرات الإرهابية الآثمة». وتابع: «كما أن كلمة (كفر) الواردة في القرآن الكريم تعني المغايرة والتغطية، وليس مقصودا بها من قريب أو من بعيد المعنى المتداوَل في مصر حديثا من كون (كافر) وصفا مهينا لاحتقار الشخص سيئ الخلق والفاجر في الظلم، فهذا المعنى لهذه الكلمة ليس في اللغة العربية، ولم يكن حتى على زمن نزول الوحي، وكيف تكون في القرآن إهانة لغير المسلمين، وهو يجرّم علينا سبّ أصنام المشركين، فكيف بالعقل والمنطق سيستخدم كلمة فيها إهانة وسبّ لإنسان، فضلا عن أنه من أهل الكتاب، (وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ)». وواصل، في بيانه: «إن للإنسان [في ديننا] حريته في اعتناق ما يشاء، ولا يجوز إكراه أحد على تغيير معتقده، والحساب على الله تعالى، بدليل أن الإسلام يأمرنا بحماية كنائس المسيحيين ومعابد اليهود، رغم أنه يُقال فيها عن النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- كلام هو عكس ما نعتقده تماما من كونه الصادق الأمين، وهذا أكبر دليل على أن دين الله لا يبيح الظلم ولا القتل لهم أو لغيرهم، بل لقد أوصى النبي بأهل مصر خيرا، فاحترامهم آكد، وإكرامهم أوجب، أما في دنيا الناس فنتعامل بالإخاء الإنساني والمحبة والبر ونتعايش بما تعنيه الكلمة من معنى، حتى إن الشريعة الغراء تبيح لنا أن نأكل من ذبائح أهل الكتاب ونتزوج من نسائهم إذا توافق الأهل». وأكد أن مسألة التعايش بيننا وبين أبناء الوطن من إخواننا المسيحيين، بل بيننا وبين أبناء الجنس البشري في كل بقعة من بقاع الأرض ليست محل بحث أو نقاش، فهي محسومة بنص القرآن الكريم في سورة الحجرات: «يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓا۟ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» «13». ووجه عبد الجليل الشكر إلى قناة المحور ورئيسها حسن راتب، مضيفا: «مسألة إنهاء التعاقد ترجع إلى رؤية صاحب القناة، وأنا أعذره في قراره، وأدعو الله له بالتوفيق». واختتم: «فلست منزعجا من فسخ التعاقد من جانب قناة المحور، وألتمس لهم العذر، وكل شيء بقدَر الله وحده».