منذ الوهلة الأولى للوقوف في الشوارع المزدحمة، يتمنى المرء لو امتلك وسيلة للتنقل تستطيع أن تعبر به كل الحواجز والمركبات المتعددة الموجودة بالشوارع، وتطير في عنان السماء، حيث لا يوجد تكدس أو إشارات مرورية تحول دون وصول المرء إلى مكان ما في أقل وقت ممكن. السيارة الطائرة، التي لطالما حلم العديد من الأشخاص باقتنائها لاستخدامها في التنقل، باتت الآن حقيقة ملموسة، بل إنها على بعد سنوات قليلة من تسليمها لمشتريها بشكل رسمي، لبدء استخدامها فعليًا بحياتهم اليومية. منذ الوهلة الأولى تبنت التكنولوجيا الألمانية على عاتقها مهام إظهار "سيارة طائرة" للأسواق العالمية، حيث قالت شركة "ليليوم" إن الطائرة المزمع تصنيعها سيكون بوسعها الإقلاع والهبوط بشكل عمودي، ولا تحتاج إلى مهبط مخصص لعملية التنقل، مشيرة إلى أن هذه السمات تتفق مع نسق الاستخدام المتوقع، والذي قد يوفر للطائرة مكانًا رئيسيًا فوق أسطح المنازل. وأشارت الشركة التي تحظى بدعم مستثمرين بينهم نيكلاس زينستورم المشارك في تأسيس موقع سكايب، أن السيارة الطائرة يمكن استخدامها في خدمات سيارات الأجرة، وهو الأمر الذي يعزز من فكرة "التاكسي الطائر" التي لطالما تم الإعلان عنها في العديد من البلدان ولاقت فشلًا واضحًا، نظرًا لضيق نطاق بيعها بين شرائح المستخدمين في البلدان التي عرضت بها. ويبدو النموذج الذي تم الإعلان عنه بخمسة مقاعد، غير أن الشركة الألمانية أكدت أنها استعانت بنموذج آخر ذو 3 مقاعد فقط خلال العمليات التجريبية التي كانت تقوم بها فوق سماء ألمانيا، وهو الأمر الذي اتضح من خلاله تحولاً في الجو من وضع التحليق مثل الطائرة بدون طيار إلى وضع طائرة محمولة بجناحين مثل الطائرة التقليدية. وبشأن استهلاك الوقود، استطاعت التكنولوجيا الألمانية، أن تقرنها بسيارة كهربائية، يمكنها أن توفر رحلات للركاب بأسعار تقارن بسيارات الأجرة العادية لكن بسرعة أكبر بخمس مرات. وقالت ليليوم، إن طائرتها التي يبلغ مداها 300 كيلومتر وتطير بسرعة 300 كيلومتر في الساعة، هي الطائرة الكهربائية الوحيدة القادرة على الإقلاع عموديا والطيران بمحرك نفاث، كما تنوي الشركة الألمانية طرحها بالأسواق العالمية بأسعار تتراوح بين مليون إلى 1.5 مليون دولار.