"ما تبنيه الحكومات في شهور عديدة، تهدمه قوى الإرهاب في لحظات، فعلى الرغم من الإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها الحكومة للنهوض من عثرتها الاقتصادية، فإن قرارتها السياسية لحماية أمن مواطنيها تقوض كافة هذه الإجراءات، حيث أن فرض حالة الطوارئ سيلقي بظلاله على القطاع السياحي الذى يعد المصدر الرئيسي للعملة الأجنبية في البلاد". وجاء قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي بإعلان حالة الطوارئ، عقب استيفاء الإجراءات الدستورية والقانونية لمدة 3 أشهر، وذلك نتجية للأعمال الإرهابية التي تشهدها البلاد وآخرها تفجير كنيستين بالغربية والإسكندرية راح ضحيتهما عشرات القتلى والمصابين. وفي نوفمبر الماضي، أصدر البنك المركزي، قرارًا بتحرير سعر الصرف و خفض دعم المواد البترولية بهدف القضاء على وجود سعرين للعملة والسماح بتدفق النقد الأجنبي لمصر. السياحة الروسية "يفرضوا حالة طوارئ أو مايفرضوش.. الدنيا أصلًا خربانة ومفيش سياحة إحنا بقالنا 6 سنين بناكل تراب ودلوقتي الوضع مختلفش كثيرًا .. كدا كدا مفيش سياحة" هكذا يقول علي محمود عامل في أحد الفنادق السياحية. وأضاف "محمود" "كان عندنا أمل في عودة السياحة الروسية قبل نهاية العام، لكن مع التفحيرات التي تشهدها البلاد، فإن الأمل راح، والسياحة مش هترجع غير برجوع السائح الروسي". وكان قد تدهور الوضع السياحي في مصر، بسبب الإضطرابات السياسية والأمنية التي شهدتها مصر، وكان أبرزها سقوط الطائرة الروسية بسيناء والتي أسفرت عن مصرع نحو 224 شخص.
تأثير الحادث على حجوزات "إيستر" قال مصدر مسئول بوزارة السياحة: إن "تفجيرات كنيستي طنطا والإسكندرية سيكون لهما تأثير سلبي كبير على قطاع السياحة، والذي ما لبث البدء في التعافي من عدة كبوات سابقة كادت أن تنهيه". وأضاف "المصدر" الذي طلب عدم ذكر اسمه ل"التحرير" "احنا كنا بدأنا نمشي خطوة للأمام والحادث هيرجعنا 10 خطوات للوراء"، حيث أن بعض الدول بدأت خلال الفترة الماضية تعيد نظرتها للحالة الأمنية والسياسية بمصر. وأوضح أن شعبة شركات السياحة عقدت اجتماعًا اليوم، لبحث تداعيات الحادث وتأثيره على حجوزات موسم أعياد الربيع "إيستر"، مضيفًا أن الحجز كان كاملًا لدرجة أن العاملين به لم يكن لديهم غرف للمبيت، ولكن عقب هذا الحادث "مش عارفين أيه اللي هيحصل". وتابع المسؤول بالقول: إن "أصحاب الشركات السياحية بدأوا في تجهيز وترتيبات إقامة السياح و وسائل نقلهم، وقاموا بدفع أموالًا، والأن يعيشوف في حالة قلق خوفًا من إلغاء تلك الحجوزات". الحادث رسالة داخلية ولا يستهدف السياح الأجانب وأكد باسم حلقة نقيب السياحيين، أن التفجيرات الإرهابية لكنيستي طنطا والإسكندرية، ستنعكس بظلالها على الحركة السياحية فى مصر، مشيرًا إلى أن فرض حالة الطوارئ سيوجه برسالة سلبية للسائح الأجنبي عن تدهور الوضع الأمنى، لكنه ضرورة ملحة لمساعدة القوات الأمنية في القضاء على الإرهاب. وأضاف حلقة ل"التحرير"، أن الأماكن السياحية في مصر مازالت أمنة وبمنأى عن الضربات الإرهابية وخاصة شرم الشيخ والغردقة ومرسى علم، وهو ما يجب التركيز عليه في الحملات الإعلامية للترويج لهذه المناطق. وتابع "رغم حوادث الأمس مازالت حركة الطيران والسياحة تتدفق على شرم الشيخ والغردقة، ولم يتم إلغاء أي عقود حتى الآن"، مؤكدًا أن الحادث رسالة داخلية للنظام في مصر ولا يستهدف السائح الأجنبي. وحول منع إسرائيل سائحيها من الذهاب لسيناء في عطلة عيد "الفصح "، أوضح " نقيب السياحيين" أن مصر ملتزمة بإستضافة السائح الإسرائيلي، لالتزامها باتفاقية سلام، لكن السياحة الإسرائيلية لا تُعد من الروافد السياحية المهمة لنا. وكانت قد منعت إسرائيل مواطنيها من العبور إلى شبه جزيرة سيناء حتى 18 أبريل على الأقل، وهو تاريخ نهاية احتفالات عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ مع غروب شمس اليوم. وقال بيان إسرائيلي صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: إن "مسلحين في سيناء يهدفون إلى شن هجمات إرهابية في المستقبل القريب ضد سياح بسيناء من بينهم إسرائيليون". وحث البيان الإسرائيليين الموجودين في سيناء على العودة، وسحب نصيحة بالسفر أصدرتها إدارة مكافحة الإرهاب في 27 مارس. وفاة القطاع أكد عبد الرحمن أنور عضو غرفة شركات السياحة، أن فرض حالة الطوارئ في البلاد وحوادث تفجيرات الكنائس لن يكون لها أي تأثير على القطاع السياحي نظرًا لأن القطاع "ميت".. بالفعل على حد قوله. فهل ممكن أن تؤثر الرصاصة في واحد ميت؟.. "هذا هو حال السياحة الآن"، بحسب عضو غرفة شركات السياحة. وتابع "القطاع السياحي يعاني منذ سنوات طويلة، ولم تكن هناك أي بوادر على تعافيه فى ظل الوقت الحالي، وبالتالي فإن فرض حالة الطوارئ أو عدم فرضها لن يغير في الأمر شئ. وأكد "أنور" في تصريحه ل"التحرير" أن جميع دول العالم تعاني من الإرهاب الغاشم، إلا أن السياحة لديها لم تتأثر بتلك الحوادث، مشددًا على أن انتعاش القطاع السياحي مرهون بعودة السياحة الروسية والإنجليزية. قانون الطوارئ لحماية المواطنين قال شريف سعيد رئيس مجلس إدارة شركة مايا للسياحة: إن "كافة دول العالم تلجأ إلى فرض قانون الطوارئ لحماية مواطنيها"، مشيرًا إلى أن فرنسا وبليجكا يطبقان حالة الطوارئ منذ ثمانية أشهر، ولم يؤثر سلبًا على حركة السياحة بالدولتين. وأضاف أن التفجيرات الإرهابية ستكون ذات تأثير أقوى على قطاع السياحة من فرض حالة الطوارئ، خاصة أن بعض الدول أصدرت تحذيرًا لمواطنيها من السفر إلى مصر. إشغالات الأقصر لاتتعدى 15% وأفاد ثروت عجمي رئيس غرفة شركات السياحة بالأقصر، أن نسبة الإشغالات السياحية حاليًا لاتتعدى 15%، وبعد هذا الحادث لا نعرف إلى أين سنصل. وأضاف "عجمي" ل"التحرير"، أن القطاع في حالة ترقب وذعر الآن بشأن الحجوزات التي تمت من أجل موسم "إيستر" خلال الساعات القادمة، فهل سيتم إلغاءها على خلفية الحدث أم لا؟.