كتبت- سميرة حسن: تحولت قرية البصارطة الشهيرة بصناعة الأثاث فى دمياط إلى بؤرة لتجارة الهيروين وغيره من المواد المخدرة، ما أصبح يشكل خطورة على أبناء القرية نتيجة لانتشارالإدمان والسرقات خاصة بعد تدهور الحالة الاقتصادية، حتى بات "الزبون" القادم إلى القرية يخشى الوصول إليها بسبب انتشار مروجى المواد المخدرة بكل الطرقات، وعلى النواصى وأمام المدارس والمساجد. يقول محمد البهنسى، أحد أهالى البصارطة، إن ظاهرة انتشار المخدرات فى البصارطه شكلت خطورة على كل أبناء القرية، فالبعض تعاطى، والبعض تضرر بسبب انتشار السرقات المتكررة بسبب احتياج المتعاطين للمادة، وتوقف المصالح بسبب انتشارالمخدرات، مطالبًا بإغلاق المقاهى التى يتم بها إعطاء المخدرات. وأضاف "محمد. ح"، أحد الأهالى، الهيروين هو الأكثر تداولا، إضافة إلى الترامادول، ومن يتحكم بالبيع 7 أفراد، حسب قوله، والفئات التى تتعاطى تلك المواد من سن 16 إلى 40 عامًا، وأدى انتشار المخدرات إلى إغلاق العديد من الورش. وأكد أنه نتيجة لذلك "يوجد 8 إصابات بالإيدز نتيجة حقن الماكس، بينهم حالة توفى من عام"، مضيفًا أن المدمن يحتاج يوميا 200 جنيه للبودرة، فأغلب المدمنين صنايعية، فالبعض لا يعرف لماذا يتعاطي. وقال إن من بين المتعاطين نساء ويخشون التحدث، ومع الأسف قابلت حالة وعندما سألتها لماذا تفعل ذلك كان ردها صادمًا بالنسبة لى، وأضافت أن زوجها كان يتعاطى، وكان بيقدمها للتجار لاستغلالها مقابل تذكرة هيروين، وتلك كانت بدايتها، مطالبا صندوق مكافحة الإدمان بالوقوف معنا لعلاج المصابين، ومنع دخول المخدرات البلد حفاظًا على المجتمع. وقال الشيخ عماد عوض، رئيس جمعية البر والتقوى، ل"التحرير" ومؤسس مبادرة "البصارطة بلا مخدرات"، وأحد أبنائها أنه حزين لما وصلت إليه القرية بعدما كانت قلعة هامة لصناعة الأثاث بدمياط. وأضاف عندما أعلنت المبادرة على مروجى المخدرات، والأهالى رحبوا بها للتخلص من تلك المشكلة التى دمرت حياتهم، تم عقد اجتماع فى القرية، وشهد إقبالا من الأهالى وحضر كل التجاربالقرية، ويبلغ عددهم حسب قوله 27 تاجرًا، وعدد من المدمنين، وأبناء القرية، وشارك فى الاجتماع كل من صندوق مكافحة الإدمان ووكيل وزارة الأوقاف، إضافة إلى مندوب من الصحة، لأن من أسباب تحركى إصابة بعض الحالات بالإيدز، ووفاة حالة منهم. وتابع عوض أنه تم ذهاب بعض الحالات للعلاج، لأن ذلك يتم بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان، ويبلغ عدد المدمنين فى البصارطة، حسب قوله 73 حالة، وأعمارهم تتراوح ما بين 14 ل46عامًا، والجميع يريد أن يتعافى من الإدمان. وتابع عوض، أنه من أهم المشاكل التى تواجهنا مع صندوق المكافحة عدم وجود الأسرة الكافية لعلاج الحالات، وتوصلنا لحل مع الصندوق، وهوالإسراع فى الحالات، مشيرًا إلى أنه سيتم حملات توعية بالمدارس وللأمهات بالتعاون مع صندوق مكافحة الإدمان، وسيتم عمل مشاريع لهم عقب تعافيهم من الإدمان ليعيشوا بالحلال. وقال مصدر أمنى فى تصريح ل"التحرير" إن هناك حملات أمنية بصفة مستمرة لضبط مروجي المخدرات في القرية، لافتا إلى أن الشباب يبدؤون ترويج المخدرات هناك بدءًا من سن 17 عاما. وأضاف أن مباحث مركز دمياط برئاسة الرائد محمد سمير، شنت حملات أمنية مكبرة لضبط تجار المخدرات، حيث تم ضبط المدعو عبود. ا، 29 عامًا، عاطل ومقيم بالبصارطة وبحوزته 12 كيلوجرامًا بانجو، وتحررعن ذلك المحضر 4856 جنايات مركز دمياط لسنة 2017، كما تم ضبط عمرو. س. س، 20 عامًا عاطل، وبحوزته 6 كيلو بانجو، وتحرر المحضر 4344 جنايات مركز دمياط لسنة 2017.