توقع أحدث استطلاع للرأي، فوز المرشح إيمانويل ماكرون برئاسة فرنسا من الدورة الأولى، بعدما كانت الاستطلاعات السابقة ترجّح فوزه في الدورة الثانية من الانتخابات التي تجري خلال 4 أسابيع من الآن. وتوقع استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "بي.فى.إيه"، فوز هذا المرشح المستقل الذي وعد بتحسين أخلاقيات الحياة السياسية، في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية، مستفيدًا من متاعب منافسيه، المحافظ فرانسوا فيون وزعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، مع القضاء. وكان استطلاعان للرأي نشرت نتائجهما الشهر الماضي، أظهرا حلول لوبان في طليعة نوايا التصويت في الجولة الأولى مع 27 بالمئة يليها ماكرون ب 25 بالمئة وفيون 19 بالمئة. وكان صعود نجم المرشح الرئاسي الفرنسي، إيمانويل ماكرون، قد أثار فضول الكثير من المتتبعين لمعرفة خلفية هذا المرشح الجديد في الساحة الفرنسية، الذي يوصف بأنه يمثل نموذجًا جديدًا لرجل السياسة، إذ لا يصنف نفسه في أي اتجاه، ولا يكثر من الكلام أمام كاميرات الإعلام، ويعتمد على تجربته العملية كرجل تكنوقراط في ممارسته السياسة، بدل تمثيله التوجهات السياسية كباقي السياسيين، ويزداد هذا الفضول في معرفة هذا المرشح الرئاسي بالمنطقة حيث لا يسمع عنه كثيرًا. وكان استطلاع للرأي أجراه معهد "هاريس إنتراكتيف" الفرنسي، مؤخرا كشف عن تراجع مرشحة اليمين مارين لوبان، في الدورة الأولى للانتخابات، مقابل تقدم المرشح الوسطي إيمانويل ماكرون لأول مرة، مسجلاً ارتفاعاً كبيراً في نوايا الأصوات. دعم ماكرون وحظى ماكرون قبل أسابيع بدعم المسئول اليسارى ورئيس بلدية باريس السابق برتران دولانوى، على حساب المرشح الذى اختاره الحزب الاشتراكى بنوا هامون. وقال دولانوى لإذاعة "فرانس إنتر"، إن "المرشح الأقرب من قناعاتى كاشتراكى وإصلاحى وأوروبى وشخص واقعى هو إيمانويل ماكرون". وأوضح رئيس بلدية باريس الاشتراكى السابق (2001-2014)، أنه يريد من خلال دعمه للوزير اليسارى السابق البالغ من العمر 39 عاما، أن "يعطى دفعة كبيرة فى الدورة الأولى للمرشح القادر على هزيمة مارين لوبن" زعيمة اليمين المتطرف التى أظهرت استطلاعات الرأى حاليا بأنها ستواجه ماكرون فى الدورة الثانية. من هو إيمانويل ماكرون؟ إيمانويل ماكرون ولد في 21 ديسمبر 1977 في أميان، هو سياسي وموظف سامي ومصرفي استثماري سابق . تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة في 2004، وأصبح مفتش مالي قبل أن يبدأ في 2008 العمل كمصرفي استثماري في بنك روتشيلد أند سي. انضم بين 2006 و2009 للحزب الاشتراكي، ثم عين في 2012 كنائب الأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية لدى الرئيس فرانسوا أولاند، ثم وزيرا للاقتصاد والصناعة والاقتصاد الرقمي في حكومة مانويل فالس الثانية، وذلك حتى 2016. في أبريل 2016، أسس حزب "إلى الأمام" ، ثم أعلن عن ترشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية لعام 2017. ويحظى ماكرون بسمعة محبوبة وسط الفرنسيين، بالنظر إلى أفكاره الحداثية الجديدة، وسجله النظيف، إضافة لخبرته العملية، مما جعله المرشح الأوفر حظًّا في دخول قصر الإليزيه، ولا سيما بعد تراجع شعبية فيون، ليصبح المنافس الأوحد، المعول عليه من قبل اليسار واليمين والمستقلين، لهزيمة ماري لوبان في انتخابات رئاسة فرنسا.