كتبت: شيماء محمد منذ فوز حسن روحانى بمنصب الرئيس فى 2013، توارى نجاد الرئيس السابق عن الأنظار والساحة السياسية وعاد إلى عمله كأستاذ لعلوم الهندسة في إحدى جامعات طهران، إلا أنه في الآوانة الأخيرة بدأ في الظهور مجددًا، وقام بزيارة عدة محافظاتإيرانية وإلقاءه خطابات سياسية تمهيدًا لإعلان عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن حلمه ذهب عبر الرياح، عندما منعه المرشد الأعلى علي خامنئي من الترشح لمصلحة البلاد، ليعلن نجاد امتثاله لقرار المرشد. لكن الأمر لم ينتهي عند ذلك، فبدأ بالتواصل مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وبعدها الرئيس دونالد ترامب عبر رسائل نصية، مما دفع السفارة السويسرية التي ترعى المصالح الأمريكية في إيران بإصدار بيانًا شديد اللهجة ل"نجاد"، مؤكدة أن تلك الأمور مخالفة للأعراف الدبلوماسية، وأن السفارة ليست ساعي بريد. ليفاجأ الجميع بعد ذلك، بتدشين حساب خاص على موقع تويتر ل"نجاد" الذي طالما منع الإيرانيين من استخدامه، وكانت أول تعليقاته عبارة عن فيديو قصير باللغة الإنجليزية (يدعو فيه الناس إلى الحب والسلام)، مما أثار موجة سخرية ضده من قبل الإيرانيين الذين وصفوه ب"ترامب إيران". ويبدو أن "نجاد" قبل أمر منعه من الترشح للانتخابات الرئاسية على مضض، حيث يتوقع بعض الخبراء السياسين في إيران، بأن الرئيس السابق سيفجر مفاجأة مدوية في آخر لحظة، ويعلن ترشحه للانتخابات - ضاربًا بكل شئ عرض الحائط، وذلك بعد عودته لإجراء زيارات إلى المحافظات المختلفة وإلقاء الخطب النارية التي يشن فيها الحرب على روحاني وأداء حكومته وعلى الاتفاق النووي. "اسكت لكي يسلموا البلد إلى أمريكا؟".. كانت تلك كلمات "نجاد" في خطابة الأخير أمام حشد من أنصاره بالعاصمة الإيرانيةطهران، مضيفًا أنه انصاع لأوامر المرشد الأعلى - مؤكدًا في الوقت ذاته بأنه لن يتغاضى عن أخطاء روحاني وحكومته، وأنه مؤمن بدوره في محاسبة روحاني الذي وصفه نجاد بأنه "كاذب ووقح"، معللًا ذلك بأنه كذب على الشعب والبرلمان بخصوص أمر خزينة الدولة التي سرقها، وأيضًا سيتسبب في إفلاس البنوك الوطنية كاملة. وأصدر أحمدي نجاد بيانًا رسميًا، يدعو فيه روحاني إلى عقد مناظرة علنية أمام الشعب بعنوان (ليعلم الجميع في إيران من الذي يسرق أموال الشعب) حسب صحيفة "وطن أمروز". وفي نفس السياق، كان قد صرح مُقرب من "نجاد" رفض ذكر اسمه لجريدة "اعتماد" - أن نجاد يرى منع "خامنئي" له من الترشح للانتخابات، ما هو إلا توصية وليس أمرًا نافذًا، وأنه يفكر في أمر ترشحه للانتخابات مرة أخرى. الجدير بالذكر أنه منذ عدة أسابيع، أعلن النائب الأول لنجاد ومساعده المقرب "حميد بقائى" ترشحه للانتخابات الرئاسية، قائلًا: إنه "سيترشح للانتخابات بشكل مستقل بعيدًا عن أي حزب سياسي". وفي لقاء تلفزيوني، أجاب "نجاد" عن دعمه ل"بقائي" بالقول: "سأدعم أي مرشح أرى فيه القدرة على إنقاذ البلاد من مستنقع فساد حكومة روحاني"، منوهًا أنه ليس شرطًا أن أدعم "بقائي." لتثار عدة تساؤلات حول أحمدي نجاد وماذا يريد - في ظل السخرية المستمرة له من قبل الإيرانيين.