كتب: محمد عاطف سادت موجة من السخرية والتهكم على "أبو جلابية"، الذي التقطت له صورا عدة، في أثناء انتشال جزء من تمثال رمسيس الثاني بمنطقة عرب الحصن بالمطرية. وأعرب رئيس البعثة الألمانية المسئولة عن انتشال الآثار من المنطقة، الدكتور ديترتش، عن غضبه واستياءه من التهكم على من علموه أسرار مهنة التنقيب والبحث والحفاظ على تاريخ الأمم، بحسب تصريحاته ل«التحرير». فيما طالب الدكتور أيمن عشماوي، رئيس البعثة المصرية بالمطرية، بألا يتهكم أحد على أصحاب الفضل عليهم في تعليمهم منذ أن كانوا طلابا وحتى الآن، كما ذكر. "المهنة دي احنا ورثناها أبًا عن جد، وجدي علِّم دكاترة ومهندسين كانوا بيحترموه وبيقولوله انت البابا بتاعنا، وليك الفضل علينا لدرجة إنهم كانوا بيبوسوا إيده كل يوم"، هكذا قال العم سعيد، أحد أفراد الحرفيين الذين جاءوا لمعاونة البعثة المصرية في أعمالها بالمطرية. وقال الريس أشرف، ل«التحرير» إن كل من سخروا منهم لا يعلموا شيئًا عن ماهية عملهم، فبالطبع لو كانوا يعلمون ذلك، لجاءوا ليتعلموا منِّا كيف نحافظ على التاريخ، بحسب قوله. قنا.. مسقط رأس عائلات الخبرة وذكر الريس أشرف، أن عائلات الكريتي والعبد والسليك بمحافظة قنا، الأشهر على مستوى محافظات الجمهورية في التنقيب عن الآثار، وهم من تستعين بهم البعثات الأجنبية التي تأتي لمصر بصحبة هيئة الآثار، في أعمال البحث والتنقيب والحفر بحسب ظروف المناطق المطلوب العمل بها. وأضاف: "اشتغلنا مع الأمريكان والفرنسيين والإسبان والألمان، وهما ميعرفوش يشتغلوا من غيرنا.. إحنا أكتر من 50 سنة بنشتغل في المجال ده، جدودنا علمونا ازاي نهتم بمهنتنا ومفيش حد بينافسنا عمومًا وحتى لو حد عاوز يتعلم بييجي يتعلم مننا". وتابع: "لينا قرايبنا بتشتغل في أماكن كتيرة تبع الألمان، أو تبع هيئة الآثار وبنقبض كويس من الناس اللي بنشتغل معاهم، منِّا اللي بيشتغل بالساعة واللي باليومية أو بالشهرية سواء في مجموعة ليها ريس أو متوظف في معهد، والحمد لله أكل عيشنا بنحافظ عليه ومعروفين عند الأجانب وهيئة الآثار بالأمانة والثقة المتبادلة، في العمل وده اللي خلانا مكملين". أدوات العمل أوضح الريس أشرف أن معدات عملهم تتمثل في أدوات خفيفة "الفأس والمقطف، والقادوم ، والمسطرين". ويقول العم سعيد، أحد معاوني الريس أشرف، إن هذه المعدات لا يستطيع الحرفي أن يستخدمها في عمله، إلا بعد مرور ما لايقل عن 10 ل 15 سنة خبرة في المهنة، حتى يكون حريصًا في التعامل مع معالم التاريخ والحضارة التي يبحثوا عنها في باطن الأرض. وذكر سعيد، عددا من الأسماء الهامة في مجالهم بعدد من المحافظات، "عندنا الريس أمير في أسوان والد الريس أشرف الريس بتاعنا، والريس حمزة في سيناء، والريس بخيت في الإسكندرية وورثها عنه ناس تانية مننا اختارتهم البعثة، والريس سعيد شكري في دمنهور والشرقية ، والريس فاروق في الأقصر". رمسيس الثاني والحفار وعن استخدام المعدات الثقيلة في انتشال الآثار، أكد الريس أشرف أنها طريقة غير واردة في عملهم تمامًا، لكن ظروف المكان الذي اكتشفوا فيه تمثال رمسيس الثاني كانت تستحيل أن يتم العمل بها دون اللجوء "للحفار"، مؤكدًا أن التمثال لم يتم خدشه، أو تكسيره، وأن كل ما تم تناوله عن تحطم جزء من التثمال بسبب الحفار، كلام غير صحيح. وقال: "الناس اللي اتريقت علينا، وبيقولوا إن في حاجات اتكسرت، ياريت ييجوا يشتغلوا هما ويفرجونا، احنا عمرنا ما هنفرط في تاريخ بلدنا، واحنا بقالنا عشرات السنين في المهنة دي".