مصعب السالم مخرج كويتي شاب يعد من الأصوات المسرحية التي تلفت الانتباه في الساحة الخليجية. يمتاز بأسلوبه البصري الجريء وقدرته على تحويل النصوص العالمية إلى عروض نابضة بالروح المحلية في مشاركته الأخيرة بمهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي، قدّم عرضًا بعنوان "لتحضير بيضة مسلوقة" عن نص للكاتب يوجين يونسكو، استطاع من خلاله أن يدمج العبث المسرحي بالسخرية السوداء، مقدمًا تجربة ناضجة ومثيرة للتفكير. لماذا اخترت نص "لتحضير بيضة مسلوقة" ليونسكو؟ النص يحمل عبثًا واضحًا يعكس ضياع الإنسان وسط التفاصيل اليومية، وشعرت أنه يناسب روحي الإخراجية التي تميل للتجريب وتعرية الواقع بسخرية ذكية وكان نص عندى منذ الدراسة ووجدت فيه ما يثير فضولي للتساؤل وباعتقادي أن السؤال أحد أهم الأمور التي يجب على العرض المسرحي اثارتها. كيف تعاملت مع قِصر النص وتحويله إلى عرض كامل؟ النص الأصلي عبارة عن مونولوج، فعملت على توسيع الفعل المسرحي من خلال الحركة والتفاعل البصري والموسيقى، والعمل على إيضاح المقاصد الدرامية من العمل دون الاعتماد على حوار والتركيز على الدلالات وتكثيفها لقراءة ما بين سطور النص. ما دلالة البيضة في العرض؟ البيضة تمثل الانسان الذي تسعى السلطة بمختلف أشكالها لإعداده بالطريقة التي تراها مناسبة. ما أبرز ردود الأفعال التي تلقيتها في مهرجان دبا؟ كانت ردود الأفعال إيجابية، خصوصًا من المهتمين بالمسرح التجريبيوالجمهور تفاعل مع الرموز والصمت، وهذا أدهشني وأفرحني في الوقت ذاته. هل هذه أول مشاركة لك خارج الكويت؟ لا فقد شاركت في عروض خارج الكويت، لكن عرض "بيضة مسلوقة" كان أول مشاركة لي بمهرجان دبا الثنائي، وهو تجربة أعتز بها وأقدرها حدثنا عن أعمالك السابقة؟ قدمت عدة عروض كمخرج منها "الواشي"، و"جثة على الرصيف"، ومثلت في عدة عروض منها "تحت الظلال" و"جزى البارحة" وقدمت نصوص كمؤلف مسرحي منها "نص من زاوية أخرى" وحصل على جائزة التأليف في مهرجان الكويت المسرحي الأخير وقدمت كذلك نص "الصعاليك". ما الذي يميز أسلوبك كمخرج؟ أحب التركيز على التفاصيل الصغيرة، وتقديم صورة مسرحية تعتمد على التوتر النفسي لا الضجيج البصري أفضل أن تخرج الفكرة من الصمت قبل الكلام. ماذا تحضر للمستقبل؟ أسعى دائماً لتقديم أعمال تمثل هويتي العربية والخليجية وتطرح همومي وهموم المتلقي الذي يكون أول اهتماماتي فيما اعمل واقدم وأسعى لتقديم عمل شعبي كويتي يمثل المسرح الكويتي في الخارج.