"كان شاب طيب ومتدين.. إزاي ينتحر؟".. هكذا علقت أسرة الشاب هاني حنفي السيد 29 عاما، وأهالي منطقة أبو قير بالإسكندرية على ما تردد بانتحاره داخل سجن "كالتانيسيتا" الإيطالي، أثناء قضاء عقوبة بالسجن 4 سنوات، مطالبين بالتحقيق في القضية على غرار ما قامت به إيطاليا في واقعة الباحث جوليو ريجيني. "التحرير"، انتقلت إلى مسقط رأس الشاب المتوفى، الكائن بشارع الإمام الشافعي بمنطقة أبو قير القديمة شرق المحافظة، والتقت أسرته وعددا من أصدقائه وجيرانه، الذين رغم حزنهم بدا عليهم علامات الارتياح بعد قرار النائب العام بفتح تحقيق في ملابسات الوفاة. يقول نجيب عبد الباري، زوج عمة هاني، إنهم لم يستفيقوا بعد من الصدمة "إحنا مش مصدقين انه انتحر لانه كان بيحب الحياة ومتدين"، مضيفا: "ابننا مات في ظروف غامضة، واحنا بنطالب الخارجية بالكشف عن سبب وفاته". ويوضح أن "هاني" سافر أول مرة لإيطاليا عن طريق هجرة غير شرعية قبل ثورة 25 يناير بفترة طويلة، لكن تم ضبطه من قبل السلطات الإيطالية وترحيله إلى مصر، قبل أن يكرر التجربة في عام 2012 "كان عايز يتجوز وجهازه اللي عمله في سنين كله ادمر لما البيت النهار ومبقاش قدامه غير السفر خاصة ان مهنة الصيد مبقتش بتأكل عيش". "حظه السيء أوقعه في أيدي السلطات الإيطالية بمجرد وصوله واتحكم عليه والناس اللي كانوا معاه على المركب بالسجن،" يشير زوج عمة هاني إلى أن فترة العقوبة كانت قد قاربت على الانتهاء قبل إعلان انتحاره، متسائلا "كيف ينتحر؟". وتقول أم رحمة، إحدى جيران أسرة الشاب، إن "هاني" عُرف منذ الصغر بدمثة الخلق، والتدين، مشددة "إحنا مش مصدقين موضوع انه انتحر". ويؤكد ياسر محمد، نجل عمة الشاب، أن بعض شباب المنطقة كانوا محتجتزين مع "هاني"، لافتا بأن أحدهم عاد منذ شهر، وأخبرهم أنه سيتم الإفراج عن "هاني" وترحسله إلى مصر عقب انتهاء الفترة المتبقية في عقبوته "شهر" ، وأنه كان سعيد للغاية لأنه سيحضر شهر رمضان المقبل وسط أسرته متسائلا "لو كان عايز ينتحر كان انتحر من زمان مش خلاص وهو خارج؟". "ابننا مش رخيص ولازم الدولة تجيب حقه،" أكد حنفي السيد، والد الشاب،أن هناك ارتياح كبير يسود الأسرة وأهالي المنطقة بعد قرار النائب العام بفتح تحقيق في ملابسات وفاته. ويضيف أن وزارة الخارجية أخبرتهم بأنها بصدد إنهاء إجراءات قدوم جثمان نجله إلى مصر، حيث من المتوقع وصوله مطار برج العرب، غدا، لافتا بأنه سيتم دفنه بمقابر الأسرة بمنطقة أبو قير. وأثنى حنفي السيد، على أخلاق نجله التي يشهد بها الجميع، متسائلاً "كيف لشاب بهذه الأوصاف أن ينتحر".