نفَّذت روسيا وعيدها واستخدمت مع الصين اليوم الثلاثاء حق النقض "فيتو" ضد مشروع قرار لمجلس الأمن يقضي بفرض عقوبات مشددة على النظام السوري جرَّاء استخدامه السلاح الكيميائي. وصوَّت تسعة أعضاء بمجلس الأمن لصالح مشروع القرار، واعترضت بوليفيا على النص في حين امتنعت إثيوبيا ومصر وكازاخستان عن التصويت، ويحتاج أي قرار إلى تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام الفيتو من قبل أي دولة من الدول دائمة العضوية وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا والصين. ويأتي الفيتو الروسي الصيني في ظل تشاؤم كبير يغلف مجمل جلسات مباحثات جنيف، بين وفد المعارضة السورية ووفد النظام، وسط استمرار عنيف في عمليات القصف وقتل المدنيين، خلافًا للمبادئ الرئيسية التي اتفق عليها في محادثات أستانة والتي قضت بتعهد روسي تركي بضمان وقف إطلاق النار. و"الفيتو" هو حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء أسباب، ويمنح للأعضاء الخمس دائمو العضوية في مجلس الأمن، وهم روسياوالصين والمملكة المتحدة وفرنسا والولاياتالمتحدة. وساعد حق النقض الولاياتالمتحدة على تقديم أفضل دعم سياسي للكيان الإسرائيلي ذلك بإفشال صدور أي قرار من مجلس الأمن يلزم تل أبيب بضرورة وقف احتلال الأراضي الفلسطينية وأعمال العنف ضد الفلسطينين أو إفشال أي قرار يدين إسرائيل باستخدام القوة المفرطة وخصوصًا في حرب لبنان 2006 وقطاع غزة في نهاية عام 2008 أدَّى ذلك إلى الشك بمصداقية الأممالمتحدة بسبب الفيتو الأمريكي. ويتناقض هذا النظام عمومًا مع القواعد الأساسية التي تشترطها النظم الديمقراطية، ففضلًا عن أنَّ الدول الخمس هذه لم تنتخب لعضوية هذا المجلس بصورة ديمقراطية، فهي أيضًا لا تصوت على القرارات بنظام الأغلبية المعروف. وظهرت في السنوات العشر الأخيرة أصوات تطالب بتعديل نظام الأممالمتحدة وتوسيع مجلس الأمن، بإضافة دول أخرى مقترحة كاليابان وألمانيا والبرازيل، وأصوات أخرى اقترحت صوتًا لإفريقيا وأمريكا الجنوبية، وهي على أي حال دعاوى للتوسيع دون المساس بمبدأ "الفيتو"، وقد سمعت بعض الأصوات الداعية إلى إلغاء نظام التصويت بالفيتو نهائيًّا واعتماد نظام أكثر شفافية وديمقراطية وتوازن. ومنذ تأسيس الأممالمتحدة عام 1945، استخدم الاتحاد السوفيتي وروسيا حق الفيتو 123 مرة، والولاياتالمتحدة 76 مرة وبريطانيا 32 مرة وفرنسا 18 مرة، بينما استخدمته الصين 8 مرات. وكان استخدام الاتحاد السوفيتي لحق الفيتو واسعًا جدًا في الفترة بين عامي 1957 و1985، إلى درجة أنَّ وزير الخارجية آندريه جروميكو، أصبح يعرف ب"السيد نيت"، أو "السيد لا" بالروسية وخلال السنوات العشر الأوائل من عمر المنظمة الدولية، استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو 79 مرة، في الفترة نفسها، استخدمت الصين الحق نفسه مرة واحدة، وفرنسا مرة واحدة، والدول الأخرى لم تستخدمه حتى الآن. وفي الفترة بين عام 1946 و1971، استخدمت الصين حق الفيتو لإعاقة عضوية منغوليا في الأممالمتحدة، وقد استخدمت الصين حق الفيتو مرتين عام 1972، الأولى لإعاقة عضوية بنغلادش، ومرة أخرى مع الاتحاد السوفيتي حول الوضع في الشرق الأوسط. كما استخدم حق الفيتو عام 1999 لإعاقة تمديد تفويض قوات الأممالمتحدة الوقائية في مقدونيا وفي عام 1997 لإعاقة إرسال 155 مراقبًا من مراقبي الأممالمتحدة إلى جواتيمالا واستخدمته أيضًا مرتين من أجل إعاقة تمرير قرارين يتعلق بإدانة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري إثر الثورة السورية.