القاعة الرئيسية فى معرض القاهرة الدولى للكتاب كانت على موعد أول من أمس مع الدكتور مصطفى حجازى، مستشار الشؤون السياسية والاستراتيجية لرئيس الجمهورية، لمناقشة كتابه «حجر رشيد.. الخروج الآمن لمصر»، أدارت الندوة الكاتبة الصحفية نشوى الحوفى. الدكتور مصطفى حجازى قال إنه أصر على موعد صدور كتابه لرغبته القوية فى أن يكشف حقيقة الأوضاع السياسية والتاريخية التى مرت بها البلاد، خصوصا قبل 30 يونيو، وقال إنه لا يمكن أن نبنى قصورًا اقتصادية على تربة سياسية رخوة، مؤكدا أن ما حدث قبل 25 يناير 2011 هو فقدان للإنسانية فكانت 25 يناير بمثابة اللحظة الفارقة التى تحرر فيها المصريون ليؤكدوا إنسانيتهم، وأشار إلى أن«30 يونيو» هى نقطة البداية نحو الحق والعدل والحرية. حجازى أضاف أن كتابه «حجر رشيد» يتحدث عن التاريخ بما ينضوى تحته من فلسفة وحكمة الماضى، وأوضح أن المصريين لم يتمكنوا من تحقيق حلمهم بالحرية بسبب مصادرة الإدارة السياسية فى مصر لحرية الشعب وقمع إرادته. وأوضح أن مصطلحات من نوعية النخبة والشرعية والشريعة قد أحدثت نوعًا من اختزال الفرد وصنعت نوعًا من الفهم والوعى السماعى وليس العقلى فأصبحت تحركنا الكلمات وليس الفكر. كما أكد حجازى أنه بعد الثورة تغيرت نظرة المصريين تجاه حريتهم وأصبح الجميع على وعى تام بمعنى وقيمة الحرية والعدل، وقال «إذا كنا نسعى لمجتمع عادل فلا بد من الحرية ليتحقق العدل بتحقق مبدأ تكافؤ الفرص» مؤكدا أن المصريين قادرون دومًا على صناعة الحرية تحت أى ظروف على مر التاريخ، وذكر أن الهتافات التى صدحت من حناجر المصريين فى كل ميادين مصر هى بداية جديدة لوعى ومسؤولية وطنية ونخبة جديدة قادرة على التغيير، مؤكدا أن اليمين الإسلامى المتطرف سيسقط كما سقطت من قبل الشيوعية مع سقوط حائط برلين. بينما قال حجازى إن نخبة جديدة من الشباب فى حالة تضامن فكرى وهدف مصرى واحد قد ظهرت بعد ثورة 25 يناير ولكنها بحاجة إلى إطار عقلى منظم ليجمعهم تحت مفوضية واحدة، مؤكدا أن العقل الجمعى المصرى يستطيع أن يرفض ويقرر ما يتوافق معه، وفى عصرنا الحالى تطورت عقلية المصريين تدريجيا، وأصبحوا قادرين على إزاحة الظلم واستعادة الثقة بصورة حرفية. كذلك أكد أن الصراع الحقيقى فى مصر اليوم ليس صراعًا أيديولوجيا، لأن القضية أصبحت صراعًا بين عقلية ماضٍ وعقلية مستقبل، مما أحدث حرب استنزاف جديدة تتم بين أبناء الوطن الواحد، موضحًا أن حروب الاستنزاف الجديدة بحاجة إلى وقت طويل، وأسوأ ما فيها أن العدو مصرى من داخل الوطن. حجازى أكد أيضا أن دولة مبارك قد سقطت وسقط من بعدها مماليك الإخوان، لأنهم لم يقدموا حلولا ولم يعالجوا ما أفسده نظام مبارك، مشددا على أهمية وجود ما سماه بالعقد الإنسانى قبل العقد الاجتماعى، وهو يفرض العدل والإنسانية والحرية فى المستقبل، وبالتالى نستطيع تحقيق الاقتصاد الذى نطمح إليه والرعاية التى نرجوها. وعن الدستور المصرى أكد أنه لم يأت هبة من ملك، ولكنه هبة الشعب لنفسه، وإن اختلفنا على بعض مواده، فهذه ليست نهاية المطاف.