البيت الأبيض أدان بشدة الهجمات الإرهابية التى شهدتها القاهرة صباح أول من أمس، الجمعة. كما ذكر أيضا أنه تم إطلاع الرئيس الأمريكى باراك أوباما على تفاصيل ما حدث من هجمات استهدفت مديريات أمنية. وقال جاى كارنى المتحدث باسم البيت الأبيض «إن الولاياتالمتحدة تدين بشدة الهجمات الإرهابية التى حدثت فى القاهرة» وطالب بأن يتم «إجراء تحقيقات شاملة لهذه الجرائم وتقديم مرتكبيها للعدالة». كما حث كارنى كل الأطراف على نبذ العنف ومنع حدوثه فى دولة تزداد اضطرابا. وقال كارنى «ونحن من الواضح أننا نتابع هذه الأحداث عن كثب»، مضيفا «أمن مصر هو أمر يشكل مصدر قلق منتظم بالنسبة إلينا»، ذاكرًا «يجب أن يكون واضحا لكل المصريين أن العنف لا يدفع ولن يدفع انتقال مصر السياسى إلى الأمام». وكانت الخارجية الأمريكية قد أصدرت بيانا قالت فيه «نحن ندين بشدة الهجمات الإرهابية التى حدثت فى مصر اليوم. وتلك الجرائم يجب التحقيق فيها شاملًا ويجب تقديم مرتكبيها للعدالة. ونحن نتقدم بتعازينا لعائلات وأصدقاء الضحايا. ونأمل فى الشفاء العاجل والكامل للمصابين». وذكر البيان الذى صدر باسم مارى هارف نائبة المتحدثة باسم الخارجية أيضا: «نحن نحث كل المصريين على ممارسة الهدوء وضبط النفس قبل الاحتفال السنوى الثالث لثورة مصر. إن الحكومة المصرية والشعب المصرى يجتازان انتقالهما السياسى فى مناخ يشكل تحديا أمنيا. والعنف الذى يستهدف تقويض الانتقال ليس له مكان فى مصر». مضيفا: «نحن ندعم شعب مصر ونحثه على المضىّ قُدمًا بطريقة سلمية فى الانتقال، وباحترام حقوق كل المصريين» وقد قامت هارف بقراءة هذا البيان فى بداية الإيجاز اليومى للخارجية، وأيضا ذكرت مضمونه فى ردها على سؤال طرح فى ما بعد حول التفجيرات فى مصر، ذاكرة أن المصريين «لديهم فرصة الآن منذ الاستفتاء على الدستور للاستمرار فى تحقيق تقدم». وقد تم طرح سؤال عن كل المؤشرات التى تشير إلى أن الجنرال السيسى استعد بالفعل لخوض الانتخابات الرئاسية. وهل ستقوم الخارجية بإعطائه نصيحة ضد اتخاذه لمثل هذه الخطوة؟ (كما وصف الصحفى السائل). فجاء رد هارف: «نحن لا نتخذ مواقف حول من يجب انتخابه كقادة لبلادهم. إنه أمر يخص الشعب المصرى بالتأكيد، أن يقرره. وهذا ليس بالشىء الذى قد يكون من الحكمة اتخاذ موقف تجاهه من هنا». وبما أن سؤالا آخر طرح عليها حول ما حدث من قبل فى أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية وأجزاء كثيرة من العالم العربى عندما قام الجنرالات بارتداء الملابس المدنية، ثم الاستمرار فى حكم البلاد بنفس الأسلوب من الحكم العسكرى. ألستم تجدون هذا، يجب عدم تكراره؟! قالت هارف: «ما نقوله لكل قادة مصر أنهم فى حاجة إلى أن يحكموا بحكم يشمل الكل، وهم فى حاجة إلى أن يعملوا مع كل الأحزاب وكل الأطراف من أجل دفع مصر إلى الأمام، وهذا الأمر يخص الشعب المصرى فى أن يقرر من سيقود بلادهم. وعليهم إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وهذا يعد خطوة هامة يجب أن تحدث على طريقهم للعودة نحو الديمقراطية» وبما أن سؤالا آخر أيضا طُرح حول نفس المفهوم، حكم الجنرالات وما حدث فى دول عديدة، حذرت نائبة المتحدثة باسم الخارجية من «التعميم المبالغ فيه والمقارنات بين الدول» (حسب وصفها) ثم قالت: «كل دولة مختلفة.. وما نركز عليه فى ما يخص مصر هو كيف تبدو مصر اليوم. وما تحتاجه مصر ذاتها أن تفعله. ولا نقوم بمقارنتها مع أى دولة فى التاريخ.. وإنما (نركز على) ما يجب أن يفعلوه من أجل العودة إلى طريق يحقق التقدم. وبإدارة حكم يضم الكل وبالتأكيد الانتحابات الحرة والنزيهة تعد جزءًا كبيرًا من تلك العملية». وذكرت هارف أيضا أنه لم يتم اتخاذ أى جديد أو إضافى بخصوص التنبيه أو التحذير الخاص بالأمريكيين فى مصر. كما أنها أشارت إلى علم الخارجية باعتقال مواطن أمريكى وصف بأنه صانع للأفلام. وقالت بأنه سيتم تقديم المشورة القنصلية له. وأضافت هارف: «ولأسباب تتصل بخصوصية المواطن لن نستطيع مناقشة الأمر أكثر». وقد احتلت التفجيرات التى هزت مصر الصفحات الأولى للصحف الأمريكية الكبرى الصادرة أمس. وأغلب تلك الصحف أبدت مخاوفها تحديدًا من تزايد التفجيرات وأعمال العنف والمواجهات الدموية وانتشارها فى مصر. وأنظار واشنطن متجهة هذه الأيام نحو مصر لمعرفة ورصد التغيرات المتتالية فى المشهد المصرى. وأيضا قياس مزاج المصريين واختياراتهم فى ما يخص الأمن والاستقرار ومواجهة الإرهاب. وبالطبع الأمر الأكثر إلحاحا هو ما قد يحدث بالنسبة لترشيح السيسى، وما نقله موقع قناة «العربية» عما قاله جون كيرى وزير الخارجية عن احتمال أو ترجيح ترشيحه وانتخابه بأن الولاياتالمتحدة سوف تتعامل مع عبد الفتاح السيسى إذا فاز فى الانتخابات الرئاسية يعد أمرًا لافتا للانتباه. وحسبما ذكرت «العربية» فإن ريما مكتبى، التى أجرت حوارًا مع كيرى يوم 23 يناير فى «دافوس» بسويسرا سألت وزير الخارجية عند انتهاء مقابلتها معه، إن كانت الولاياتالمتحدة ستدعم الفريق أول عبد الفتاح السيسى إن ترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة فى مصر، فرد كيرى: حتى لو أنهينا المقابلة، إلا أننى كنت لَأَقول رسميا، وانقُلى عنى: «إننا لن ندعم أحدًا، ولن نقف ضد أحد، فهذا خيار الشعب المصرى حصريًّا. وسألته «العربية» عن السيسى شخصيا، «ولكن إن نجح السيسى هل ستتعاملون معه؟»، فأجاب كيرى: «سنتعامل مع أى شخص يختاره الشعب المصرى». هذا ما قالته «العربية». جدير بالذكر هنا أن نَص الحوار، كما وزعته الخارجية ووضعته على موقعها لا يشمل هذا الموقف المعلن من جانب كيرى عقب الانتهاء من إجراء الحوار.