«نيويورك تايمز»: الإقبال على المشاركة فى التصويت على الدستور يمهد الطريق لترشح وزير الدفاع المصرى للرئاسة اهتم عديد من الصحف العالمية بمتابعة المؤشرات الأولية لنتائج الاستفتاء على الدستور المصرى الجديد، وأشارت إلى أن تأييد الناخبين ب«أغلبية ساحقة» تعكس دعم المصريين له، وتعطى شرعية للحكومة المؤقتة. وعلقت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية بأن الهامش الهائل كان متوقعا عالميا، لكن الإقبال على الاستفتاء ومدى مصداقيته يعتبر اختبارا مهما لوزير الدفاع عبد الفتاح السيسى. وأضافت أن الدستور الجديد سيمنح الشرعية الانتخابية الأولى للحكم العسكرى، ويمهد الطريق لترشح السيسى للرئاسة. أما «إذاعة صوت أمريكا» فنقلت عن المسؤولين ووسائل الإعلام أن أكثر من 90% من الأشخاص، الذين شاركوا فى التصويت لمدة يومين قالوا «نعم» للدستور، مشيرة إلى أنه من المتوقع إعلان النتائج الرسمية قبل نهاية الأسبوع. ومن جانبها، قالت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور»، إن مصر وافقت على الدستور الجديد رغم احتجاجات الإخوان وأنصار مرسى مقاطعتهم للاستفتاء ووصفه بأنه غير شرعى. ورأت أن ذلك يترجم على أنه تعبير عن دعم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى، مما يمهد الطريق لإعلان ترشحه للرئاسة. وأفادت بأن الاستفتاء بأنه خطوة رئيسية فى خطة الانتقال السياسى التى وصفتها الحكومة المؤقتة، باعتبارها الطريق إلى الديمقراطية. واعتبرت أن الاستفتاء ينظر له بأنه تصويت شعبى على الثقة فى السيسى الذى ينظر له على نطاق واسع باعتباره أقوى شخصية فى مصر منذ الإطاحة بمرسى، بعد حصوله على شعبية هائلة فى صفوف المصريين الذين نظموا الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكم الأخير فى يونيو. ولفتت إلى أن أنصار السيسى يعتبرون أنه ذلك النوع من الرجال الأقوياء الذين تحتاجه إليم البلاد لاستعادة الاستقرار، وسط أزمة سياسية واقتصادية منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، مشيرة إلى ارتفاع مؤشرات البورصة إلى أعلى مستوياتها منذ ثلاث سنوات. وبدا فى عديد من مراكز الاقتراع أن التصويت على شخص السيسى نفسه، حيث هتفت النساء باسمه وأطلقت الزغاريد، حسب الصحيفة. ومن جانبها قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الحكومة الحالية فى مصر تنظر إلى التصويت فى الاستفتاء على أنه تأييد لشرعيتها. وأوضحت أن الطبقة السياسية فى مصر تنظر إلى إقبال الناخبين على أنه مقياس لشعبية الحكومة المؤقتة، فى الوقت الذى تحدث فيه عديد من الناخبين عن أملهم فى أن يرشح السيسى نفسه للرئاسة، وقال بعضهم إن «هذه الفترة تتطلب رجلا قويا مثله». وأشارت إلى أن الاضطرابات فى السنوات الثلاث التى أدت إلى تدهور الاقتصاد جعلت بعض المصريين يتوقون إلى الاستقرار. وفى تقرير لها قالت وكالة الأنباء الفرنسية، إنه بات واضحا أن نتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد فى مصر محسومة وبأكثرية ساحقة لصالح ال«نعم»، بينما يبقى السؤال كم بلغت نسبة المشاركة. وأضافت الوكالة: فى حال تبين أن نسبة المشاركة تخطت 50%، كما تأمل الحكومة فإن ذلك سيعتبر بمثابة غطاء شرعى لعزل محمد مرسى، وسيفسر أيضا كمبايعة شعبية للسيسى للترشح للرئاسة. وأشارت الوكالة إلى أنه حسب التقديرات الأولية التى أوردتها وسائل الإعلام الرسمية مساء الأربعاء، فإن نسبة الذين صوتوا ب«نعم» على مشروع الدستور بلغت 90% على الأقل، فى حين لم تعرف نسبة المشاركة، وقال المتحدث باسم الحكومة هانى صلاح للوكالة «نأمل أن تتجاوز نسبة المشاركة 50% فى هذا الاستفتاء». وأشارت الوكالة إلى أن الاستفتاء يبدو كما لو كان مبايعة لوزير الدفاع، الرجل القوى فى مصر الذى يتمتع بشعبية واسعة فى البلاد، خصوصا أن خصومه «الإخوان» دعوا إلى المقاطعة. وفى بيان صدر عقب إغلاق صناديق الاقتراع وجه العقيد أركان حرب أحمد على، المتحدث باسم الجيش «رسالة شكر» من القوات المسلحة إلى «الجموع الحاشدة»، التى شاركت فى «ملحمة الاستفتاء». وفى الصفوف التى تشكلت أمام مكاتب الاقتراع فى القاهرة، أكد كل الناخبين تقريبا بإصرار أنهم سيصوتون ب«نعم» بعضهم للتعبير عن «تأييدهم للسيسى»، والبعض الآخر لتأكيد رفضهم ل«الإخوان». وقال آخرون إنهم يقولون نعم من أجل الاستقرار، الذى يمكن أن يؤدى إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية بعد ثلاث سنوات من الاضطراب، أدت إلى تصاعد مضطرد فى معدلات التضخم الذى بلغ أكثر من 10% فى العام 2013. وقالت الوكالة إن السيسى وزير الدفاع والنائب الأول لرئيس الوزراء وقائد الجيش هو الأكثر شعبية فى مصر الآن، وصوره معلقة فى الشوارع وعلى أبواب المحلات وفى بعض الإدارات. بدورها قالت إذاعة «دويتشه فيله» الألمانية إن عملية التصويت كانت أكثر سلمية فى ثانى أيام الاستفتاء، مقارنة بأول أيامه. وتابعت أن مؤيدى الاستفتاء ينظرون إليه كخطوة مهمة نحو حكم ديمقراطى منتخب فى مصر. وبعنوان «الأغلبية تعتمد الدستور»، قالت صحيفة «فرانكفورتر الجيمينى بولتيك» - المتخصصة فى الشؤون السياسية- إن الغالبية العظمى من المواطنين المصريين اعتمدت على ما يبدو الدستور الجديد، ومن خلال النتائج الأولية نرى أن أكثر من 90% صوتوا لصالحه. ولفتت الصحيفة الألمانية إلى أن الدستور الجديد حقق تقدما فى ما يتعلق بالحقوق المدنية وحقوق المرأة، مضيفة أنه يعتبر اختبارا مهما للرجل الأقوى فى مصر، قائد الجيش اللواء عبد الفتاح السيسى، الذى أعلن نيته خوض الانتخابات الرئاسية إذا أراد الشعب ذلك. بدورها قالت صحيفة «فرانكفورتر روندشاو» إن «الدستور الجديد تمت الموافقة عليه بشكل ساحق، مضيفة فى تقريرها أن الدستور الجديد يعزز الحريات المدنية للمواطنين ويقوم بعديد من الإصلاحات. وأشارت الصحيفة الألمانية إلى أن كثيرين من المصريين يعربون عن تأييدهم لقائد الجيش عبد الفتاح السيسى، قبل وفى أثناء وبعد المشاركة فى عملية الاستفتاء، فى الوقت الذى يعتبر فيه وزير الدفاع المصرى المرشح الرئاسى المحتمل.