الجريمة كانت محور حياتهم، فأرهبوا المواطنين بقسوة قلب وجرأة في الظلم، وكونوا عصابات أرهقت الجهات الأمنية في التصدي لها وتحجيم دورها.. هم أشخاص أطلق عليهم لقب "خط الصعيد" نرصد أبرزهم في هذا التقرير وكيف كانت نهايتهم. منصور.. خط الصعيد في العصر الملكي محمد محمد منصور، أول من لُقِب ب"خط الصعيد" كان في قرية درنكة التابعة لمحافظة قنا، بدأ الإجرام عام 1930 إبان حكم الملك فاروق، وتوفي عام 1947، إثر إصابته بطلقات نارية. وبحسب مصادر بمحافظة أسيوط، فإن منصور كان يتميز بعينين زرقاوين، ولم يدخل أي مرحلة تعليمية، وكان جده فقيهًا في القرآن الكريم، وتنوعت أنشطته الإجرامية ما بين السطو المسلح والسلب والنهب والخطف والقتل لحساب الغير أو القتل لفرض النفوذ. نوفل.. الثأر بدايته نوفل سعد الدين ربيع، ابن قرية حمردوم، التابعة لمركز نجع حمادي شمال محافظة قنا، بدأ نشاطه الإجرامي، عقب تورطه في قضية ثأر من قتلة والده وشقيقه وعمه وأبناء عمه في عام 1979، وذلك بسبب خلافات ثأرية مع عائلة هنداوي. وقالت مصادر داخل قرية حمردوم، إن نوفل حمل السلاح وهو لم يكمل عامه الثالث عشر، ليثأر هو وأبناء عمومته من قتلة عائلته، وتمكن من قتل 4 أشخاص من عائلة هنداوي، عقب تربصه لهم وإصابتهم بوابل من الأعيرة النارية. وذكرت المصادر أن العديد من الأهالى في محافظة قنا، يعتبرون أن نوفل رجلًا شهم، ويقف مع الفقراء، وشيد مسجدًا ومدرسة لمحو الأمية في قرية أبو حزام، وتعاون مع رجال الشرطة في القبض على العديد من العناصر الإجرامية. وفي 4 مايو من عام 2007، شنت قوات الأمن حملة أمنية استهدفت "نوفل"، وقتل في تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة استمر لصباح اليوم التالي. حنفي.. الخط الأخطر «أنا الحكومة» عزت حنفي ابن قرية النخيلة، التابعة لمركز أبو تيج بمحافظة أسيوط، بدأ نشاطه الإجرامي في أواخر التسعينات، في تجارة الأسلحة والمخدرات، وزرع المئات من الأفدنة الزراعية بالمخدرات. وبحسب مصادر فإن حنفي، شكل أسطورة إجرامية كبيرة، وأسماه العديد من أبناء محافظات الصعيد بأنه الرجل الآخر، وكان يردد دائمًا جملة "أنا الحكومة"، وتم إعدامه هو وشقيقه حمدان عام 2006. الحمبولي.. إمبراطور الجنوب ياسر عبد القادر أحمد إبراهيم الحمولي، الشهير بياسر الحمبولي، مد خيوط إجرامه في محافظاتالأقصروقنا وأسوان، وجرائمه تنوعت ما بين السرقات بالإكراه والخطف والقتل، ولقبه المقربون منه ب"إمبراطور الجنوب". الحمبولي، الذي أسماه أهالي الأقصر ب"عفريت الليل"، شارك في جريمة مقتل مفتش مباحث القصير بعد السطو على محطتي وقود بالبحر الأحمر، وله العديد من الجرائم أبرزها السطو على مخازن شركة المقاولون العرب. وألقت الأجهزة الأمنية بمحافظتي الأقصروقنا، القبض عليه وقدم للعدالة، ومازال يحاكم وعدد من أفراد عصابته، في محكمة جنايات قنا، الدائرة الأولي. عيضة.. هارب من 60 إعداما نشأت عيضة محمد أحمد، والشهير بنشأت عيضة، 38 عامًا، ومن قرية مرودوم التابعة لمركز نجع حمادي شمال قنا، وهو وريث نوفل خط الصعيد الأسبق. بدأ عيضة الإجرام في سن الثامنة عشر، واحترف تجارتي المخدرات والسلاح بشكل واسع، وكان يشكل خوفًا كبيرًا لدى أبناء مدن ومراكز محافظة قنا، واشتهر بجرائم السرقة بالإكراه والقتل. ألقت أجهزة أمن الأسكندرية القبض عليه، وذلك بعدما تخفى في جنسية تاجر سوداني الجنسية، ومستشار بهيئة قضايا الدولة، وصدرت أحكام قضائية ضده تصل إلى 60 حكمًا بالإعدام و269 سنة سجن، وما زال يتم محاكمته بمحكمة الجنايات. شعيب.. أسطورة القتل وفرض السطوة شعيب السيد علم الدين، 58 عامًا، من قرية القرامطة محافظة سوهاج، الشهير ب"شعيب خط الصعيد" بدأ نشاطه الإجرامي مطلع الثمانينات، وألقت أجهزة أمن سوهاج القبض عليه بتهم مقاومة السلطات والسطو المسلح وفرض الإتاوات وحيازة الأسلحة والذخيرة دون ترخيص، وأحالته النيابة العامة إلى محكمة الجنايات التي أصدرت حكمها بمعاقبته بالسجن 20 عامًا وخرج بعد قضاء مدة العقوبة في مايو 2005. وعقب خروجه من السجن، اهتم شعيب بتربية ابناؤه، ولم يمارس أي نشاط إجرامي، حتى عام 2010 حين تم ضبطه وبحوزته بندقية آلية وعدد من الطلقات النارية. هولاكو.. من بلطجي لخط الصعيد علي حسين، الشهير ب"هولاكو"، من مركز دير مواس محافظة المنيا، بدأ نشاطه الإجرامي عن طريق البلطجة وفرض الإتاوات، وتوسع نشاطه الإجرامي بفرض إتاوات ونهب أراضي المواطنين بالمنيا وقتل من يعارضه، وتمكن من تهجير العديد من الأقباط من قرية البدرمان بالمنيا، وتمكنت أجهزة الأمن من ضبطه عقب صدور أمر باعتقاله في عام 2012. بعجر.. خط المنيا سيد سالم عبد العال، الشهير ب"سيد بعجر"، من قرية عرب الشيخ محمد، محافظة المنيا، بدأ نشاطه في بداية الألفية عقب ثأره لشقيقه، وتمثل نشاطه الإجرامي في تجارة الأسلحة وفرض الإتاوات والبلطجة، ويأوي العشرات من البلطجية والهاربين من الأحكام القضائية، واستولى على الجبل وأصبح لديه إمبراطوريته الخاصة، ولم تتمكن أجهزة الأمن من القبض عليه.