"100 يوم" هي المدة التي استغرقتها عملية تحرير شرق الموصل العراقية من تنظيم داعش الإرهابي، وكانت المدينة قد سقطت في قبضة الأخير في يونيو 2014 ، ما يثير تساؤلات حول المدة الزمنية التي يحتاجها غرب الموصل كي يتم تحريره وهل ستصل ل100 يوم أخرى. وبدأت القوات العراقية الإعداد لهجوم من أجل السيطرة على الجزء الغربي من الموصل، فيما شرع تنظيم "داعش" بتعزيز تحصيناته ودفاعاته على الضفة الغربية لنهر دجلة. وأعلن الفريق عبد الأمير رشيد قائد عملية قادمون يا نينوى، أن قوات الحشد الشعبي تعد لعملية خلال اليومين أو الثلاثة المقبلة لدعم عملية استعادة الضفة اليمني من مدينة الموصل على الجانب الغربي من نهر دجلة"، وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية: إن "داعش نشر مواقع الأسلحة ووضع قناصة على أسطح المنازل وعند النوافذ، ونشر مقاتلين في المباني على طول واجهة النهر". غرب المدينة ضيق على عكس شرقها ويرى الخبير العسكري عدنان نعمة - أن الجانب الغربي معروف بأزقته الضيقة ووجود آلاف المدنيين وتحشيدات تنظيم داعش، على عكس مناطق الجانب الشرقي التي كانت مفتوحة وعلى مساحة أوسع، وأعداد المدنيين فيها قليلة. وقال في تصريحات لهافنجتون بوست الأمريكية: إن "معارك الجانب الغربي للموصل قد تكون أسرع وتيرة وأقل خسائر بالنسبة للقوات العراقية، رغم الاختلاف في طبيعة المناطق التي ستدخلها القوات الأمنية"، متوقعًا "استعادة المدينة في غضون فترة تتراوح ما بين شهر ونصف إلى شهرين اعتمادًا على الخبرة القتالية التي اكتسبتها القوات العراقية". صحيفة روسية : تحرير الموصل سيؤدي لتصادم بدورها توقعت صحيفة "نيزافيسيمايا جازيتا" الروسية نجاح القوات العراقية في تحرير مدينة الموصل، لكنها حذرت أن التحرير سيؤدي إلى تصادم مصالح عدد من اللاعبين الإقليميين"، موضحة أن طهران وأنقرة ترى في المدينة، امتدادًا طبيعيًا لحدود مصالحها في المنطقة. وشاركها الرأي موقع "ناشيونال انترست" الأمريكية الذي لفت إلى أن سبب التدخل التركي بالعراق، ووضع الثقل في معركة الموصل، يعود للضغوط الإيرانية التي تحاول اتباعها في العراق بشق ممر لسوريا". وقال الموقع: إن "الأتراك على استعداد للقيام بأي شيء للحفاظ على نفوذهم في الموصل، لذلك فإنّ احتمال حدوث صدام مباشر بين إيران وتركيا في الموصل كبير جدًا". 750 ألف يواجهون خطر الموت هذا في الوقت الذي حذرت فيه الأممالمتحدة من أن نحو 750 ألف مدني محاصرين غربي الموصل يواجهون مخاطر شديدة من بينها الجوع والمرض والحرمان والموت. وقالت ليز جراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالعراق: إن "مئات الآلاف من السكان الذين يقيمون في الجانب الغربي من النهر معرضون للخطر الشديد، ونخشى على حياتهم". وشنت القوات العراقية في 17 أكتوبر الماضي أكبر عملية عسكرية منذ أعوام، لاستعادة السيطرة على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق من سيطرة داعش، واستعادت القوات العراقية جميع أحياء الجانب الشرقي الذي يفصله نهر دجلة عن الجانب الغربي الأكثر كثافة سكانية. وتفيد تقارير المجلس الأولية إلى وجود نقص حاد في الغذاء والماء والوقود والمواد الطبية في القسم المحاصر من المدينة، ويقول وولفجانج جريسمان مدير المجلس النرويجي: "يبقى معدل الخسائر في صفوف المدنيين مثيرًا للقلق، بسبب عدم مقدرة الناس على الفرار إلى بر الأمان". وذكر "جريسمان" أن العديد من الفارين هم بحاجة إلى رعاية طبية طارئة، أخبرنا البعض أنهم ساروا لأكثر من عشرة ساعات في البرد من دون ماء أو طعام ويحتاجون إلى التدفئة والمساعدات الطبية.