تنوعت أساليب الفرار والهروب عبر التاريخ لكن أكثرها طرافة هو التنكر في زي سيدة، خاصة أن هذا النوع من التخفي له مزاياه، حيث لا يتعرض الهارب للتفتيش، لهذا لم يكن نجاة عدد من رجال الشرطة العراقية من قبضة داعش بعد ارتدائهم أزياء نسائية، أول حادث من هذا النوع - بل إن مسؤولين حكوميين وروساء وقادة دول فعلوها لنفس السبب وهو الفرار من العدو. الموصل العراقية وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" - فإنه مع إحكام داعش سيطرته على إحدى البلدات القريبة من مدينة الموصل العراقية، بدأ مسلحو التنظيم في قتل رجال الشرطة، فلجأ بعضهم إلى إتباع أساليب غير تقليدية للنجاة بحياتهم، وساعد النقاب الشرطي أبو العلوي على الهرب من براثن داعش بعدما نال رصاص مسلحي الأخير من كل زملائه تقريبًا. ونقلت عن الشرطي قوله: "كنت أشعر بالخوف الشديد، من أن ألقي مصير غيري من الرجال الذين تنكروا في زي نساء، لكن حظهم كان أقل أو كانوا أقل إقناعًا في تقمصهم دور المرأة، ما أدى إلى القبض عليهم وإعدامهم على يد داعش، حيث أنهم كانوا قريبين مني في أوقات كثيرة، وكنت خائفًا، كنت أتوقع طوال الوقت أن أخضع لتفتيش وأن ينكشف أمري". فيما قال أبو علي شرطي عراقي آخر فر من داعش: "كل ما فعلته هو ارتداء النقاب". الحوثيون في حرب اليمن وفي يوليو الماضي اتبع الحوثيون نفس الأسلوب خلال حرب اليمن، وأشارت قناة "سكاي نيوز" الإخبارية إلى أن عدد من الحوثيين هربوا من أرض المعركة بأسلوب غير عادي ليتم القبض على عدد من هؤلاء متنكرين بأزياء نساء"، لافتة في تقرير لها إلى أن قيادي حوثي حاول الهرب من المعارك في مدينة تعز متخفيًا بزي عروس، فيما الآخرون حاولوا الهرب من خلال موكب الزفاف". تنظيم داعش وكشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها مؤخرًا أن هذا التكتيك موجود عند داعش نفسها؛ لكنه يظهر مع كل حصار يتعرض له عناصره في المناطق التي يسيطر عليها في سوريا أو العراق"، موضحة أن قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكا ألقت القبض على عدد من مقاتلي داعش تنكروا بملابس نسائية في محاولة منهم للهرب من منبج التي تقع شمال البلاد". ونشرت الصحيفة صورًا ل3 من الدواعش وهم يرتدون الزي النسائي، الذي يفرضه التنظيم على المناطق التي يسيطر عليها، ويبدو في الصور الإرهابيون الثلاثة وهم يركعون أمام حراس مسلحين بعد وقت قصير من القبض عليهم. شقيق نتنياهو وإيهود باراك إسرائيل كان لها نصيبها من هذا الأمر؛ ووفقًا لموقع "المصدر" العبري - فإن إيهود باراك رئيس وزراء ووزير دفاع تل أبيب لاحقًا، ارتدى النقاب لتنفيذ عملية استخباراتية ضد المقاومة الفلسطينية في لبنان. وأشار إلى أن العملية سميت ب(ربيع الشباب) وأجريت عام 1973 وهي العملية الأكثر إثارة من بين عمليات الموساد وهيئة الأركان العسكرية؛ حيث وصل منفذوها لشواطئ العاصمة بيروت بالقوارب وهناك انتظرهم رجال الموساد الذين أقلوهم بسيارات مستأجرة". ولفتت إلى أن العملية شملت تنكر نصف المقاتلين الإسرائيليين بزى نسائي، والسير متعانقين مع النصف الآخر الذي بقي بزيه الذكوري، كمجموعة من الأزواج العشاق". واعترف باراك بعد سنوات للصحف العبرية بأنه "كان متنكرًا بزي امرأة سمراء، كما اشترك في العملية يوناتان نتنياهو، شقيق رئيس وزراء تل أبيب الحالي، و أمنون شاحاك الذي أصبح فيما بعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي". رئيس وزراء العراق كان نوري السعيد رئيس الوزراء العراقي أحد الأمثلة لاستخدام الملابس النسائية كوسيلة للفرار، فبعد الثورة التي شهدتها البلاد ضد نظامه حاول الاختباء لمدة يومين كاملين تمهيدًا للهرب ومقاومة النظام الجديد، وعلم بأن هناك قوة عسكرية تستعد لإلقاء القبض عليه، فتنكر بزي امرأة ليتمكن من المرور من بين المهاجمين والحشود الملتفة حولهم. واستقل "السعيد" سيارة انطلق بها لمنطقة الكاظمية لاجئًا إلى بيت أحد أصدقائه، وبعدها بأيام أعلنت السلطات عن مكافأة مالية للقبض عليه وهو ما حدث خلال هروبه إلى خارج البلاد. اعتقال قيادي لبناني بالمطار متنكرا الشيخ أحمد الأسير - أحد أبرز القيادات السلفية في لبنان كان مثالًا آخرًا لنفس التكتيك، وقبل سنوات تم إلقاء القبض عليه في المطار خلال محاولته الفرار من البلاد مرتديًا ثياب نسائية. وذكرت "الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام" أن الأمن العام اللبناني اعتقل الشيخ أحمد الأسير في مطار رفيق الحريري الدولي؛ أثناء محاولته الفرار إلى مصر بجواز سفر مزور، وكان مغيرًا شكله الخارجي"؛ لافتة إلى أن خطة الأسير كانت الاتجاه من القاهرة إلى الدوحة ثم أنقرة وكان بزي امرأة في السيارة التي أقلته ألى المطار. وكان قاضي التحقيق العسكري اللبناني أصدر في فبراير 2014 قرارًا اتهاميًا طلب فيه بتنفيذ عقوبة الإعدام ل 54 شخصًا بينهم الأسير، بما يتعلق بأحداث عبرا جنوبي لبنان، واتهم القرار الأسير والمطلوبين الآخرين بالإقدام على تأليف مجموعات عسكرية تعرضت لمؤسسة الدولة المتمثلة بالجيش، وقتل ضباط وأفراد منه، واقتناء مواد متفجرة وأسلحة خفيفة وثقيلة استعملت ضد الجيش".