اسمه الحقيقى سانتا نيقولاس.. كان أسقف «مورا» بآسيا الصغرى.. وتحتفل به الكنيسة القبطية فى ديسمبر بابا نويل، أو سانتا كلوز، ذو الرداء الأحمر والذقن البيضاء مثل الثلج، يظهر دائما مع الأيام التى تسبق الاحتفال ب«الكريسماس»، أو عيد الميلاد وبدايات العام الجديد، يحبه الأطفال وينتظرون منه هدية العيد، ولا يعرف كثيرون قصته وهل هو شخصية حقيقية أم أسطورية؟ بابا نويل.. قصته موجودة فى كتاب «السنكسار» -الكتاب الذى يحتوى سِيَر قديسى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية- ويشير الكتاب إلى أنه كان يعيش فى فترة حكم الإمبراطور دقلديانوس (284- 305م)، وعاصر مجمع نيقيا 325م، أى عاش فى نهايات القرن الثالث الميلادى والربع الأول من القرن الرابع، واسمه الحقيقى القديس «نيقولاس» أسقف مورا فى آسيا الصغرى، وتحتفل الكنيسة القبطية بعيد نياحته فى العاشر من كيهك، أى فى النصف الأول من ديسمبر كل عام. «السنكسار» يقول إنه «من مدينة مورا، اسم أبيه أبيفانيوس وأمه تونة، وقد جمعا إلى جانب الغنى الكثير من مخافة الله. ولما بلغ السن التى تؤهله لتلقى العلم، أظهر الكثير من النجابة. ترهب فى دير كان ابن عمه رئيسا عليه، فعاش، ثم رسم قسا وهو فى التاسعة عشرة من عمره». ويضيف «السنكسار»: «إنه كان بمدينة مورا رجل غنى فقد ثروته حتى احتاج إلى القوت الضرورى، وكانت له ثلاث بنات قد جاوزن سن الزواج ولم يزوجهن لسوء حالته، فوسوس له الشيطان أن يوجههن للعمل فى أعمال مهينة، ووصل ذلك إلى علم القديس نيقولاس، الذى أخذ من مال أبويه مئة دينار ووضعها فى كيس وتسلل ليلا دون أن يشعر به أحد وألقاها من نافذة منزل الرجل، وكانت دهشة الرجل عظيمة عندما وجد الكيس وفرح كثيرا واستطاع أن يزوج بهذا المال ابنته الكبرى. وفى ليلة أخرى كرر القديس عمله وألقى بكيس ثان من نافذة المنزل، وتمكن الرجل من تزويج الابنة الثانية. إلا أن الرجل أراد أن يعرف ذلك المحسن، فلبث ساهرا يترقب، وفى المرة الثالثة عندما شعر بسقوط الكيس، خرج من المنزل ليرى من الذى ألقاه، فعرف أنه الأسقف الطيب نيقولاس». الموقع الإلكترونى لكنيسة الأنبا تكلا هيمانوت يحكى عن ظهور اسمى بابا نويل وسانتا كلوز، فيقول «بعد وفاة سانتا نيقولاس انتشرت سيرته وعمت أماكن عديدة فى روسيا وأوروبا، خصوصا ألمانيا وسويسرا وهولندا وكانوا يتبادلون هدايا باسمه فى عيد الميلاد، وبدأت الحقيقة تختلط بالأسطورة، وجاء اسم بابا نويل ككلمة فرنسية تعنى (أب الميلاد)، وظن البعض أن موطن بابا نويل هو السويد وذهب البعض الآخر إلى أن موطنه فنلندا، خصوصا أن هناك قرية تدعى قرية (بابا نويل) يروجون لها سياحيا أنها مسقط رأسه، ويزورها نحو 75 ألف طفل سنويا». ويضيف الموقع «مع اكتشاف أمريكا حمل المهاجرون معهم قديسهم، ومنهم القديس نيقولاس أو سانتا نيقولا، وتطور الاسم حتى صار سانتا كلوز، أما الصورة الحديثة لبابا نويل، فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكى كلارك موريس الّذى كتب سنة 1823 قصيدة بعنوان (الليلة التى قبل عيد الميلاد) يصف فيها هذا الزائر المحبّب ليلة عيد الميلاد». موقع آخر هو «تكلا هيمانوت» يسرد ظروف ظهور الصورة الشهيرة لبابا نويل، قائلا «فى عام 1881 قام الرسام الأمريكى توماس نيست فى جريدة (هاربرس) بإنتاج أول رسمٍ لبابا نويل، كما نعرفه اليوم، ببدلته الحمراء الجميلة وذقنه البيضاء الطويلة وحذائه الأسود اللامع، ويقال إن ذلك كان ضمن حملة ترويجية لشركة كبرى ربما تكون (كوكاكولا)، ومن وقتها انتشر بابا نويل فى ثوبه الجديد.