اليوم تخطو مصر خطوة مهمة على طريق المستقبل، حين يعلن الرئيس عدلى منصور موعد الاستفتاء على الدستور.. طوال الأيام الماضية ومنذ أنجزت لجنة الخمسين مشروع الدستور الجديد، فقد الإخوان وحلفاؤهم من جماعات الإرهاب ما تبقى من عقل لديهم.. حاولوا النزول مرة أخرى إلى الشوارع والميادين فطاردهم المواطنون.. ركزوا جهودهم فى عدد قليل من الجامعات مستغلين أخطاء للحكومة أو تجاوزات للأمن، لكنهم واجهوا أغلبية ساحقة من شباب الجامعات قد تختلف أو تعارض، ولكنها تظل ضمن صفوف ثورة 30 يونيو التى أسقطت للأبد فاشية الإخوان. يحاول تحالف «دعم الإرهاب» تعطيل مسيرة الثورة ووضع العراقيل أمام إجراء الاستفتاء واستكمال خريطة المستقبل.. بالأمس فقط كانت الحادثة الإجرامية المنحطة التى استهدفت جنودنا فى الإسماعيلية.. سمعت أحد المعتوهين فى قناة حكام قطر التليفزيونية يقول: إن الجيش المصرى هو الذى يقتل جنوده!! يبدو أن هذا المعتوه قد أصابته عدوى الخيانة من الوجود فى دويلة تعودت على ذلك، وعاشت فى ظل خيانة الأخ لأخيه، وانقلاب الابن على أبيه من أجل الصراع على الحكم، والهيمنة على ثروات الشعب القطرى المنكوب بالحكم وبوجود الإخوان الهاربين والمتآمرين على شعوبهم، اللاجئين إلى أموال القطريين المنهوبة، وحماية الأمريكان الذين يقيمون أكبر قواعدهم العسكرية على بعد أمتار من قناة العار الإعلامى.. المباشر وغير المباشر!! فقد «الإخوان» ما تبقى من عقولهم.. يختبئ رجالهم أو يفرون إلى الخارج.. يتركون الفتيات المخدوعات من تجار الدين.. يتصورن أن إثارة الشغب جزء من الجهاد (!!) وأن البلطجة سوف تنقذ الجماعة الفاشية من تنفيذ حكم الشعب عليها فى 30 يونيو. الجريمة الكبرى هنا هى تدمير عقول فتيات فى عمر البهجة، واغتيال البراءة من أجل صراع تقف فيه الجماعة وحلفاؤها من الإرهابيين فى مواجهة شعب بأكمله!! تعمى الحماقة عيونهم فلا يرون الواقع، ويأخذهم اليأس إلى حيث يكشفون عن كل ما لديهم من قبح.. موقفهم من حزب «النور» يفضح حقيقة أنهم لا يدافعون عن الإسلام، بل عن العصابة التى ينتمون إليها!! لم يفعل حزب «النور» إلا أن تحمل مسؤوليته الوطنية فى ساعات تتعرض فيها مصر للمخاطر.. ساند «الإخوان» فاكتشف خداعهم وكذبهم.. نصحهم وهم فى الحكم فطلبوا منه أن يشاركهم فى جرائمهم ضد الشعب، وعندما رفض انتقل إلى قائمة الخصوم!! لم يفعل حزب «النور» شيئا إلا أنه انضم إلى خريطة المستقبل، وشارك فى وضع الدستور، وتعامل باحترام مع باقى الفرقاء ليصل الجميع إلى التوافق الذى انعكس فى مشروع الدستور الجديد، والذى سينعكس بإذن الله فى خروج الملايين لتقول «نعم» للدستور، وللثورة، ولاستئصال الإرهاب، ولاستقلال الإرادة الوطنية. يفقد «الإخوان» ما تبقى من عقولهم.. يصفون حزب «النور» بأنه علمانى وكافر وملحد.. إلى آخر قائمة الاتهامات الجاهزة والجاهلة التى تثبت أنهم لم يدافعوا يوما عن الإسلام، بل عن العصابة التى ينتمون إليها، وأن كل ما وجهوه من اتهامات زائفة لكل القوى السياسية لم يكن إلا كذبا وافتراء.. كما يفعلون الآن مع حلفائهم السابقين فى حزب «النور» لأن الله هداهم إلى الطريق الصحيح، ليكونوا جزءا من هذا الشعب، وليس من الخوارج عليه كما يفعل الإخوان، وهم يشنون حربهم الخاسرة ضد وطن باعوه بأبخس الأثمان!! تمضى مصر فى طريقها للمستقبل.. يمضى الإخوان إلى نهايتهم المحتومة بعد أن مارسوا دورهم «التاريخى»!! فى الوقوف ضد إرادة الشعب كما فعلوا على مدى ثمانين عاما!! يعلن الرئيس منصور اليوم موعد الاستفتاء على الدستور.. ستنزل الملايين مرة أخرى لتقول كلمتها.. سيحاول الإخوان وأنصارهم فى تحالف الإرهاب أن يعطلوا المسيرة ويمنعوا الملايين من أن تقول كلمتها.. يكررون ما حاولوه قبل 30 يونيو حين تصوروا أنهم سيردعون الشعب بالتهديدات والبلطجة و«إنى أرى رؤوسا قد أينعت»!!.. مصيبتهم أنهم لا يتعلمون أبدا، بينما الملايين من شعب مصر قد استوعبت ما حدث وكشفت زيف هؤلاء الذين تاجروا بالدين ليبيعوا الوطن!! تمضى مصر فى طريقها للمستقبل.. نعرف أن معركة البناء ستكون صعبة، لكننا مستعدون لها.. ستخرج الملايين لتكتب كلمة النهاية لإرهاب الإخوان وحلفائهم.. ستقول الملايين «نعم» للدستور، لتمسح خطيئة أن تركت حكم مصر يوما لمن قال لشيمون بيريز إنه «الصديق الوفى» ومن وصف زعيم القاعدة أيمن الظواهرى بأنه «أمير المؤمنين»!! نعرف أن معركة البناء ستكون صعبة لكننا مستعدون لها