لم يكتف تحالف الإرهاب بقيادة الإخوان بما فعله بمصر حتى الآن. لم يردعهم أنهم تركوا حكم مصر بعد أن أوصلوها إلى حافة الإفلاس الاقتصادى، ووضعوها على شفا الحرب الأهلية. ما ارتكبوه من جرائم بعد السقوط يفوق جرائمهم قبل ذلك.. ما يفعلونه الآن هو محاولة قطع الطريق على شعب مصر حتى لا ينهض من الوضع المؤسف الذى أوصلونا إليه. لم يتعلموا الدرس ولن يتعلموه. لا يعرفون حقيقة هذا الشعب الذى قبل التحدى وصمم على أن يسير فى الطريق الذى اختاره نحو العدل والحرية والكرامة والاستقلال الوطنى. ما يحدث أمامنا يؤكد أننا نمضى فى الطريق الصحيح رغم كل الصعوبات. الحرب ضد الإرهاب لن تتوقف إلا باستئصاله من جذوره. قواتنا المسلحة وقوات الشرطة تخوض معركة طاحنة لتطهير سيناء من بؤر الإرهاب. حين نسمع من مسؤول كبير مثل الدكتور مصطفى حجازى أن عدد الإرهابيين فى سيناء ارتفع من ألف إلى 12 ألفا فى عام واحد من حكم مرسى، فإننا ندرك حجم الجريمة التى وقعت، ونعرف حجم التحدى الذى نواجهه. لا طريق أمامنا إلا استئصال هذا الإرهاب الذى يحاول أن يتمدد داخل الوادى، وأن يضرب فى كل أنحاء مصر، بينما الإخوان لا يكتفون بتبنى الإرهاب كما فعل البلتاجى من قبل، بل يشاركونه ويوفرون له الغطاء السياسى، ويحاولون استنزاف قوى الدولة وتشتيت انتباه أجهزة الأمن. لكن مصير كل ذلك هو الفشل، لأنهم لا يواجهون أجهزة أمن بل يواجهون شعبا بأكمله توحدت صفوفه لإنقاذ الوطن. فى نفس الوقت تمضى مصر فى تنفيذ خريطة الطريق نحو بناء الدولة المدنية القادرة على تحقيق أهداف الثورة. تجتمع لجنة الدستور وتبدأ عملها رغم أى خلافات فى وجهات النظر حول تشكيل اللجنة فإن المشهد يعطى الأمل فى دستور يليق بمصر وثورتها. كل أطياف المجتمع حاضرة. قرار حزب النور بالمشاركة قرار جيد يحسب له. لا أعتقد أن التوافق المطلوب صعب المنال داخل اللجنة، والأهم أنه موجود بالفعل خارج اللجنة وبين كل القوى الأساسية التى تدرك أننا فى ظرف تاريخى ينبغى أن يقدم كل منا فيه أقصى ما يستطيع لعبور الأزمة ولبناء المستقبل. يرتبط بذلك بدء الخطوات العملية للتعامل مع القضايا الملحة بخطوات سريعة وحاسمة لمواجهة الأزمة الاقتصادية ولمعالجة الأوضاع الاجتماعية التى تزداد صعوبة يوما بعد يوم. الأمر ليس سهلا بالطبع فى ظل ميراث ثقيل من الفشل كان يقود مصر إلى كارثة حقيقية لولا إرادة الله وانتفاضة الشعب فى 30 يونيو. اختارت الحكومة التركيز على تنشيط الاقتصاد، وسيتم الإعلان عن برنامج بتكلفة تزيد على 80 مليار جنيه لتشغيل المصانع وبناء المرافق وتحسين الخدمات. الأشقاء فى الإمارات والسعودية والكويت يدعمون هذا البرنامج وغيره بكل طاقتهم، ويوفرون جزءا هاما من التمويل المطلوب. هام جدا أن يرى المواطن أولى ثمار التغيير فى تحسين الخدمات وتوصيل المرافق والبدء فى تحقيق العدالة فى الأجور. لكن الأهم هو تحريك السوق وخلق فرص عمل جديدة لملايين العاطلين. كل فرصة عمل جديدة لا تعنى فقط انتشال مواطن من دائرة الفقر، بل تعنى أيضا تقليص المساحة التى يتحرك فيها دعاة الإرهاب استغلالا لظروف الفقر والبطالة. الكل مطالب بالتضحية فى هذا الوقت الحاسم، وفى المقدمة رجال الأعمال الذين يعرفون أنه لولا ثورة الشعب فى 30 يونيو لكانوا الآن فى قبضة الابتزاز الذى كان يمارسه رجال الحكم السابق والذى وصل لحد التهديد بالتنازل عن معظم ثرواتهم!! كل ما حولنا يؤكد أننا ماضون فى طريقنا لتحقيق أهداف الثورة. لن تنجح مخططات الإخوان وحلفاؤهم فى الداخل أو الخارج فى تعطيلنا. نخوض المعركة ضد عصابات الإرهاب ومن يدعمونها أو يقدمون لها الغطاء السياسى حتى نستأصل الإرهاب من جذوره. نمضى فى تطبيق خريطة الطريق لوضع أسس الدولة الحديثة التى نتمناها. نبدأ الإصلاح الاقتصادى والاجتماعى بكل ثقة. مفاتيح المستقبل فى يدنا وحدنا وقرارنا لا يتحكم فيه غيرنا. نعرف أننا نواجه عدوا يائسا لا يملك إلا السير قدما فى طريق الانتحار، بينما مصر تمضى بثبات فى طريقها.. تستأصل الإرهاب، وتصنع المستقبل الذى يليق بها.