«يا مرسى يا إستبن.. هانرجعك السجن».. هذا الهتاف الذى رفعه الشعب فى المظاهرات التى خرجت ضد مرسى احتجاجا على سياساته بعد وصوله إلى السلطة وتمكينه جماعة الإخوان من السيطرة على البلاد.. ومحاولته تحويل مصر إلى عزبة خاصة للإخوان. فمحمد مرسى الذى لم يكن يتخيل أبدا أن يكون على رأس السلطة فى مصر.. جُن جنونه عندما وصل إلى قصر الرئاسة وهو الذى كان بديلا لخيرت الشاطر فى الترشيح للرئاسة.. فكان «الإستبن».. وجن جنونه عندما تم عزله بفعل ثورة شعبية.. وما زال يعيش فى جنونه ولعل موقفه فى محاكمته يؤكد ذلك. لم يصدق مرسى أنه أصبح رئيسًا.. فسلم نفسه لجماعته تعطيه الأوامر فيطيع أوامر قياداته كما تعلَّم.. فكانت مرجعيته جماعة الإخوان ومكتب الإرشاد وبديع والشاطر.. ولم يكن الشعب.. فالشعب عنده هو الأهل والعشيرة. .. فكانت سياساته إخوانية. .. ولم يهتم بالشعب الذى قام بثورة ضد الاستبداد والفساد. .. ومنذ توليه السلطة اعتدى على القانون والدستور. .. أراد إعادة مجلس الشعب الباطل بقرار منه. .. اعتدى على القضاة والقضاء. .. عين نائبا عامًّا خاصًّا. .. أصر على إصدار دستور طائفى بلجنة تأسيسية باطلة. .. حصّن قراراته ضد أحكام القضاء. .. حرض أهله وعشيرته على الاعتداء على المتظاهرين وسحلهم وقتلهم أمام قصر الاتحادية. .. مارس كل أنواع الاستبداد معتمدا على جماعته وأهله وعشيرته باعتبارهم حمايته ومرجعيته. ولم ينظر هو وجماعته إلى أنه قد أجرى تغييرا فى المجتمع.. وأن الشعب لن يرضى أبدا بمستبد جديد. إلا أنه وجماعته لم يفهموا.. وتخيلوا أنهم نجحوا فى سرقة الثورة.. وأن الناس أصبحوا طوع أيديهم بعد أن لمسوا أن بعض الشخصيات تقدم لهم فروض الولاء والطاعة كما تفعل مع أى نظام. .. لكن الشعب والقوى الوطنية الحية لم يدخل عليها متاجرة مرسى وجماعته بالدين واستحلال كل شىء من أجل السيطرة والتمكين.. والكذب والتضليل. .. وخرجت المظاهرات ورفعت شعارها الأثير: «يا مرسى يا إستبن.. هانرجعك السجن». وكان معروفا أن محمد مرسى هرب مع آخرين من سجن وادى النطرون فى أثناء ثورة 25 يناير مستغلال الانفلات الأمنى والذى اتضح أن جماعة الإخوان ساعدت عليه. .. لكن مرسى وجماعته لم يستمعوا إلى هذا الشعار الأثير. .. وكأن ليس لهم علاقة به. .. وكأنهم لم يدركوا أن الشعب تغير.. ولن يترك حاكما مستبدا. .. فاستمر مرسى على نهجه الاستبدادى. .. واستمر فى كذبه وتضليله على الشعب. .. وسخر من الشعب. .. وسخر من القوى الوطنية الحية. .. وأوصله الاستبداد إلى أن يرى نفسه «أنه الشرعى».. وأن الشعب تابِع له.. لا العكس. .. لكن الشعب أثبت له أنه الشرعى، وأنه الحريص على الوطن ومؤسساته التى حاول مرسى وجماعته هدمها. .. فخرجت الجماهير فى ثورة 30 يونيو لتؤكد أنها صاحبة الشرعية.. وأنها لن تترك أبدا حاكما مستبدا. .. فكان وعد الجماهير الذى لم يفهمه مرسى وجماعته: «يا مرسى يا إسبتن.. هانرجعك السجن». .. ويعود مرسى بالفعل إلى السجن. .. فصدق الشعب.. وكذب مرسى.