منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أبو عمّار.. نجا من الموت 40 مرة ووفاته لا تزال لغزًا
نشر في التحرير يوم 10 - 11 - 2016

عاش ممسًكا بالبندقية مترقبًا للعدو، وفي اليد الأخرى معه الغصن الأخضر ليشيع مبادئ السلام، حتى بات بمثابة شوكة في ظهر إسرائيل لا تنكسر أبدًا، صرخ في وجه الاحتلال ووقف له بالمرصاد، ليُكتب في التاريخ أيقونة النضال الفلسطيني ضد قوات الاحتلال، ويصبح زعيما فلسطينيا عشقه شعبه واحترمه العالم أجمع.
هو الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، الذي تحل اليوم الذكرى الثانية عشر لوفاته، حيث رحل في 11 نوفمبر عام 2004، تاركًا ورائه رحلة نضال لا تنسى بلغت نحو 47 عامًا، ومواقف سجلها في تاريخ النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
معركة الكرامة:
في أعقاب حرب 1967م، توفرت لياسر عرفات ظروفًا ملائمة لتطوير الثورة ومقامة الاحتلال، حيث توجد أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وعمل الرئيس ياسر عرفات على تدريب العديد من الشباب الفلسطيني على عمليات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي؛ وذلك عبر التسلل عبر الحدود ونهر الأردن؛ حيث وجّهت مجموعات المقاومة ضربات موجعة للعدو الإسرائيلي؛ الأمر الذي دفع الحكومة الإسرائيلية لشن هجوم ضخم على بلدة الكرامة الأردنية، بهدف القضاء على المقاومة، وتدمير قواعد المقاومة الفلسطينية، وكان ذلك في مارس سنة 1968م.
وأظهرت المقاومة الفلسطينية بقيادة أبو عمار بطولة خارقة خلال هذه المعركة؛ حيث تصدّت للدبابات والطائرات الإسرائيلية بأسلحة خفيفة بدائية، وألحقت بالقوات الإسرائيلية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، ولم تتمكَّن إسرائيل من تحقيق أهدافها، حيث أُجبرت على الانسحاب أمام ضربات المقاومة، وكان لهذه المعركة تأثيرًا كبيرًا على الشارع الفلسطيني والعربي، خصوصًا وأنها حدثت في أعقاب هزيمة حرب عام 1967، حيث ارتفعت المعنويات، وأثبتت هذه المعركة أن المقاتل العربي يمكنه القتال بشراسة ضد الغازي المحتل، وأحيت الأمل لدى الفلسطينيين في التحرير والعودة، وزادت تصميمهم على الكفاح المسلح من أجل استرداد حقوقهم.
أحداث فبراير الأسود عام 1970م:
هي معارك طاحنة دارت بين الجيش الأردني وقوات المقاومة الفلسطينية، في أعقاب قيام بعض فصائل المقاومة باختطاف أربع طائرات ركاب وإجبارها على الهبوط في الصحراء الأردنية، فهاجم الجيش الأردني قواعد المقاومة في عمان وجرش وعجلون، سقط خلالها العديد من الضحايا من الجانبين، وقررت بعدها المقاومة الانتقال إلى لبنان بعد تدخل العديد من الوساطات العربية لإنهاء الصدام بين الجانبين الأردني والفلسطيني، وخرج أبو عمار سرًا من الأردن إلى القاهرة لحضور مؤتمر القمة العربي الطاريء الذي عقد لتناول أحداث فبراير 1970م، وفي لبنان أعاد أبو عمار ترتيب صفوف المقاومة ومواصلتها، معتمدًا على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
حصار بيروت 1982:
بعد اشتداد عمليات المقاومة، وتسديد ضرباتها الموجعة للعدو الإسرائيلي، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة وزير الدفاع الإسرائيلي آرئيل شارون -في ذلك الوقت- لبنان، حتى وصل إلى مشارف بيروت، وقام بمحاصرة الجانب الشرقي من بيروت - ببيروت الشرقية - وهي المنطقة التي توجد فيها مكاتب منظمة التحرير الفلسطينية، والعديد من كوادر المقاومة وعلى رأسهم أبو عمار.
دام الحصار 80 يومًا بذل فيها أبو عمار ورفاقه من القادة والمقاتلين أروع آيات الصمود والتصدي؛ ولم تتمكن قوات الاحتلال من اقتحام بيروت، وبعد وساطات عربية ودولية خرج أبو عمار ورفاقه من بيروت إلى تونس وكان ذلك في 30 أغسطس 1982.
محاولات اغتيال ياسر عرفات:
كان ياسر عرفات دائمًا محفوفًا بالمخاطر، ولكنه كان إنسانًا قدريًا، يؤمن بقضاء الله وقدره، كما كان حذرًا يعتمد على إحساسه الشخصي لتأمين تحركاته متجاوزًا في بعض الأحيان مرافقيه، ووقف هذا الشعور دائمًا وراء نجاته من الكثير من الحوادث القاتلة والخطيرة ومحاولات الاغتيال المتعددة التي وقفت وراءها الكثير من الأطراف المعادية والمعارضة له.
ولقد جاء أول تفكير إسرائيلي باغتيال عرفات عام 1964م، عندما تسرّب أمر اجتماع لقيادة "فتح" الوليدة في مدينة درامشتات في ألمانيا الغربية، وكان سيحضر الاجتماع خليل الوزير، وبحسب التحقيق فإن رافي إيتان الذي ترأس حينها فرع الموساد في أوروبا كان هو من اقترح على رئيس الموساد مئير عميت اقتحام الشقة في ألمانيا وقتل الموجودين فيها، وكتب إيتان لعميت حينها "لدينا مداخل لا تتكرر نحو الهدف، يمكن تنفيذ العملية بسهولة، ينبغي قتل الوليد وهو صغير"، في إشارة لحركة فتح الجديدة.
غير أن عميت رفض المصادقة على خطة الاغتيال، وهو ما أثار خيبة إيتان الذي قال لاحقًا: "خسارة أنهم لم يصغوا لي حينها، كان يمكن توفير الكثير من الجهد، الألم والحزن عنا جميعًا".
وبعد عملية التفجير التي أعلنت انطلاقة حركة فتح في الأول من يناير 1965م تشكلت في "إسرائيل" لجنة سرية من الموساد والاستخبارات العسكرية لمكافحة "الإرهاب الفلسطيني"، وقررت هذه اللجنة اغتيال اثنين هما أبو جهاد وياسر عرفات.
وفي 1965م قامت الوحدة 504 التابعة للموساد بتجنيد جاسوس وقامت بتكليفه بتفخيخ سيارة ياسر عرفات، إلا أن العملية لم تنجح لأسباب ميدانية، وفي وقت لاحق وعندما اعتقلت السلطات السورية ياسر عرفات عرض اقتراح أمام قيادة الموساد لتجنيد سجناء جنائيين لاغتيال عرفات داخل السجن السوري، إلا أن هذه الخطة لم تخرج لحيز التنفيذ بسبب إطلاق سراح ياسر عرفات.
وتعرّض عرفات للملاحقة المكثفة من قبل أجهزة الأمن الإسرائيلية بعد دخوله إلى الأراضي المحتلة والقدس الشرقية في شهر يوليو 1967، وأصدر جهاز الشاباك الإسرائيلي بلاغ "مطلوب" بحق عرفات الذي اعتبره أحد مؤسسي حركة فتح، وشخصية مهمة في التنظيم. إلا أن كافة محاولات اعتقال أبو عمار في القدس الشرقية وفي بيت حنينا، قد فشلت، واستطاع عرفات عبور نهر الأردن متخفيًا، وكان يحمل هوية موظف وكالة الغوث، وكان قد جلبها له "أبو فراس الغربي".
وبعد أن تصاعدت العمليات الفدائية إثر حرب 1967م ووصلت معلومات لجهاز الشاباك عن طريق جاسوس فلسطيني من عناصر فتح يحمل الاسم الحركي "غروتيوس"، الذى سلّم معلومات أفادت بأن عرفات جعل من بلدة الكرامة شرقي نهر الأردن مقرًا لقيادة حركة فتح العسكرية.
وقرر الجيش الإسرائيلي بناءً على ذلك اقتحام البلدة للقضاء على عرفات وقيادته، غير أن العملية الإسرائيلية في الكرامة تعقدت ولقي 275 جنديًا إسرائيليًا مصرعهم، ونجا عرفات أيضًا، واعتبرت العملية أول إخفاق "إسرائيلي" فاضح بعد حرب يونيو، وأول انتصار للمقاومة الفلسطينية، وقاد ذلك إلى تعزيز محاولات البحث عن عرفات واستهدافه من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وفي 1968م، وعلى إثر نجاح الجبهة الشعبية في اختطاف طائرة العال الإسرائيلية إلى الجزائر والإفراج عن 24 من الفدائيين تزايدت الضغوط لاغتيال عرفات، طلب مئير عميت رئيس الموساد، في ذلك الوقت، من وحدة قيساريا المختصة بالتصفيات، بإعداد خطة اغتيال ياسر عرفات لعرضها علي رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ليفي اشكول والحصول على مصادقته.
وقام رئيس وحدة قيساريا يوسي يريف، بالعمل لمدة ستة أشهر مع عدد من الأشخاص للتحضير لخطة اغتيال عرفات، مؤكدًا أن عددًا قليلًا جدًا من رؤساء الأقسام في الموساد كانوا على علم بها، خصوصًا وأنها كانت "سرية للغاية"، وكانت الخطة تقوم على تجنيد عملاء عرب وغربيين وإدخال سيارة مفخخة إلى دمشق ليتم توقيفها بالقرب من مقر عرفات، لتشغيلها واغتياله.
واجتمع رئيس الموساد مع رئيس الوزراء وشرح له العملية، لافتًا إلى أن عرفات هو من أكثر الشخصيات الفلسطينية تزمتًا، وإنه إذا بقي على قيد الحياة فإنه سيجلب المشاكل لإسرائيل، وبالتالي فإن اغتياله سيخلص الدولة العبرية من ألد أعدائها.
وخلال الاجتماع رفض ليفي اشكول المصادقة على العملية، لافتًا إلى أن اغتيال عرفات سيؤدي إلى سلسلة من الاغتيالات تنفذها التنظيمات الفلسطينية ضد مسؤولين إسرائيليين ويهود في جميع أنحاء العالم، وأدّى عدم المصادقة على الخطة إلى الإحباط للعاملين في الموساد، خصوصًا وأنهم كانوا متأكدين من أن اشكول سيصادق على تنفيذ العملية.
وفي شهر أكتوبر من عام 1969، وبعد تسلّمه قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، تسلّم ياسر عرفات طردًا مفخخًا، كان قد أرسله جهاز الموساد الإسرائيلي، إلا أنه تم تفكيك هذا الطرد في الوقت المناسب.
وفى 1973م توفّرت معلومات لدى الموساد عن مشاركة قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، في احتفال كبير في بيروت، واعتبرت إسرائيل أن هذه فرصة للتخلص منهم جميعًا، وصدرت التعليمات لسلاح الجو الإسرائيلي بتنفيذ غارة جوية على المكان، وبدأت طائرات الفانتوم الإسرائيلية التدريب على قصف المكتب، ولكن في يوم التنفيذ غطت سحابة كثيفة الهدف ومع هذا اتخذ سلاح الجو قرار بإرسال الطائرة على أمل أن تسمح الظروف برؤية أفضل وحاول الطيارون الهبوط أسفل الغيوم وحينها تراءى لهم الهدف وأسقطوا قنابلهم، لكن وبسبب إسقاط القنابل من ارتفاع منخفض لم يكن بالمقدور توجيهها فسقط على سطح المبنى ولم يصب سوى أحد المرافقين الذي وقف خارج المبنى.
وفي العاشر من أبريل لعام 1973، نزلت على أحد شواطئ بيروت مجموعة كوماندوز إسرائيلي، وتوجّهت إلى شارع فردان، حيث نجحت في اغتيال القادة الثلاثة أبو يوسف النجار، كمال عدوان وكمال ناصر.
كما توجهت مجموعة أخرى يقودها أمنون شاحك، إلى منطقة الفاكهاني، لتفجير مقر الجبهة الديمقراطية قرب المدينة الرياضية، ونظرًا ليقظة عناصر الحماية التابعين للجبهة الديمقراطية تم إحباط محاولة تفجير المبنى كما تم إحباط محاولة اغتيال ياسر عرفات وصلاح خلف.
وفي بيروت وبتاريخ 17 يوليو 1981، قام سلاح الجو الإسرائيلي بالإغارة على مقر قيادة منظمة التحرير الفلسطينية، وشمل القصف مقر حركة فتح، مكتب أبو داوود الملاصق لبناية العمليات المركزية الفاكهاني، بناية رحمة حيث مقر الجبهة الديمقراطية، مقر عمليات جبهة التحرير العربية، بعض أطراف بناية أبو سمير الدامرجي حيث منزل أبو الطيب مقابل مقر ال17، وغرفة العمليات المركزية حيث كان يتواجد ياسر عرفات وسعد صايل.
وخلال حصار بيروت قام جيش الاحتلال الإسرائيلي، بملاحقة ياسر عرفات، سواءً من خلال عملاءه أو بواسطة طائرات الاستطلاع، بهدف اغتياله لاستخدامها لرفع الروح المعنوية لدى الرأي العام الإسرائيلي، وقاموا لذلك بقصف عدد من غرف العمليات التي كانت مخصصة لياسر عرفات خلال تلك المعركة، وطلب إسحاق حوفي (رئيس الموساد) من بشير الجميل خلال اجتماعهما، أثناء حصار بيروت، ضرورة الاتصال مع ياسر عرفات بصورة مباشرة بهدف تحديد مكان إقامته تمهيدًا لاغتياله.
وفي 30 سبتمبر 1985، عاد ياسر عرفات إلى تونس قادمًا من المغرب، وفور وصوله إلى المطار انتقل إلى منزل حكم بلعاوي لرئاسة اجتماع للقيادة الفلسطينية، وقد استمر الاجتماع حتى الساعة الثالثة من صباح اليوم التالي، حيث طلب أبو عمار دعوة المجلس العسكري للاجتماع في هذا اليوم الساعة الحادية عشرة في مقره بحمام الشط، ثم غادر أبو عمار منزل حكم بلعاوي قاصدًا منطقة حمام الشط، إلا أنه عدل عن الفكرة خلال الطريق وأمر بالتوجه إلى أحد المنازل المستأجرة في منطقة المرسى (منزل خليل الوزير).
ومنذ الساعة التاسعة والنصف من صباح الأول من أكتوبر، بدأ تواجد الكوادر العسكرية وضباط وكوادر قوات ال17 المقيمين في منطقة حمام الشط، وفي تمام الساعة العاشرة وعشر دقائق بدأت غارة الطيران الإسرائيلي على المنطقة، فأوقعت أكبر عدد من الشهداء والجرحى بين القادة العسكريين وبعض التونسيين ممن كانوا متواجدين هناك وهكذا نجا أبو عمار.
وفي شهر مارس من عام 2003، كشفت السلطة الفلسطينية عن نجاة الرئيس عرفات من محاولة اغتيال إسرائيلية بطرد ملغم بالجمرة الخبيثة "انتراكس".
وقال هاني الحسن مستشار الأمن القومي الفلسطيني في تصريحات لوسائل الإعلام، إنّ مكتب عرفات تلقى طردًا بريديًا يحتوي على مادة الجمرة الخبيثة في محاولة لاغتياله، وقال الحسن إنّ حراس عرفات حالوا دون وصول الطرد لعرفات ما أنقد حياته منوهًا ليقظتهم حين أصروا على الكشف عن الطرد قبل تسليمه للرئيس الفلسطيني.
وفاة ياسر عرفات:
في يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أُصيب عرفات كما أعلن أطباؤه بمرض في الجهاز الهضمي، وقبل ذلك بكثير، عانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي – البرص -، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة أصيب به منذ أكتوبر 2003، وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفًا عامًا وتقلبًا في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.
تدهورت الحالة الصحية للرئيس الفلسطيني عرفات تدهورًا سريعًا في نهاية أكتوبر 2004، قامت على إثره طائرة مروحية بنقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004.
وظهر الرئيس العليل على شاشة التلفاز مصحوباً بطاقم طبي وقد بدت عليه معالم الوهن مما ألم به، وفي تطور مفاجئ، أخذت وكالات الأنباء الغربية تتداول نبأ موت عرفات في فرنسا وسط نفي لتلك الأنباء من قبل مسؤولين فلسطينيين، وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي في 4 نوفمبر 2004 نبأ موت الرئيس عرفات سريريًا وأن أجهزة عرفات الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الإلكترونية لا عن طريق الدماغ.
وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر 2004، ودُفِنَ في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشييع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبة عرفات قبل وفاته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.